"الرؤية" تختتم الدورة التدريبية الأولى المتخصصة في مجال الإلكترونيات.. و100 مبتكر يستفيدون من خبرات المحاضرين

الطائي: نؤمن بقدرة الشباب العُماني على تحقيق الإنجازات العلمية المختلفة

الحبسي: الدورة نقلة نوعية في تعريف المبتكرين بمستجدات مجال الإلكترونيات

الرؤية - بدر الحبسي - عهود المقبالية

اختتمتْ، أمس، بمركز الاستكشاف العلمي في ولاية إبراء بمحافظة شمال الشرقية، الدورة التدريبية التخصصية في مجال الإلكترونيات، بمشاركة أكثر من 100 مبتكر من مختلف محافظات السلطنة، بعد 5 أيام متواصلة من المحاضرات واستعراض التجارب المتنوعة.

وتعد هذه الدورة المتخصصة إحدى فعاليات "جائزة الرؤية لمبادرات الشباب 2014"؛ لتمثل ملامح النجاح في تحقيق الشراكة بين عدد من المؤسسات المشاركة في تنظيم الدورة. وهدفتْ الدورة إلى صقل مهارات المشاركين والمهتمين بمجال الإلكترونيات والمجالات العلمية الأخرى، والتي يمكن ربطها بالمشاريع والابتكارات. وشهد البرنامج أمس في يومه الأخير: كيفية التعامل مع المتحكمات الدقيقة؛ حيث يتم التعامل مع الشرائح الإلكترونية والبوابات المنطقية ومهارات البحث وقراءة ملفات البيانات للدوائر المتكاملة وصقل مهارة اكتشاف الأعطال والأخطاء الفنية في الدوائر الكبيرة.

وتضمَّن افتتاح الدورة تكريم المؤسسات المساهمة والداعمة للفعالية؛ حيث قام راعي المناسبة بتكريم جامعة الشرقية ودائرة الابتكار وريادة الأعمال بجامعة السلطان قابوس والقرية الهندسية وحملة "مبدعو عمان" ومركز الاستكشاف العلمي، إضافة إلى تقديم هدية تذكارية من المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة شمال الشرقية إلى جريدة "الرؤية" الجهة الداعمة للفعالية.

وقال حاتم الطائي رئيس تحرير جريدة "الرؤية": إن الدورة التدريبية تأتي في إطار جائزة الجريدة لمبادرات الشباب لعام 2014.. مشيراً إلى أن الهدف من هذه الدورة صقل مهارات المشاركين والمهتمين بمجال الإلكترونيات والمجالات العلمية الأخرى، والتي يمكن ربطها بالمشاريع والابتكارات. ومن هذا المنطلق، جاءت مبادرتنا في جريدة "الرؤية" لتنظيم هذه الدورة بالتعاون مع عدد من المؤسسات التعليمية والعلمية.

ومن جانبه، قال بدر بن أحمد الحبسي مشرف بمركز الاستكشاف العلمي: إن هذه الدورة التدريبية تعد الأولى من نوعها، وتمثل فرصة سانحة أمام المشاركين للتعرف على جديد مجال الإلكترونيات، وكذلك التعرف على الجوانب المتعلقة بالابتكارات العلمية.. مشيرا إلى أن التعاون بين جريدة "الرؤية" ومركز الاستكشاف العلمي وبعض المؤسسات المعنية في مجال التدريب يُمثل جزءا من المسؤولية الملاقاة على عاتق المركز للأخذ بأيدي الشباب في مجال الابتكارات والمشاريع العلمية.

وقال فهد السيابي من شركة القرية الهندسية المشرفة على تنفيذ الدورة: إن الشركة تأخذ على عاتقها المسؤولية في تدريب وتأهيل وصقل مهارات الشباب في مجالات الابتكار والمشاريع العلمية وبالأخص في مجال الإلكترونيات.. وأضاف بأن المسؤولية تحتم علينا التكاتف والتعاون مع كافة المؤسسات بالدولة للارتقاء بمستوى شبابنا، وتشجيعهم على الانخراط في مثل هذه الدورات وتحفيزهم في كافة الجوانب العلمية والعملية.

وتابع السيابي بأن أفكار الطلاب المبتكرين موجودة، لكنهم لا يستطيعون تنفيذها، وهذا ما ينقصهم.. لافتا إلى أن الهدف الأول من هذه الدورات تعليم الطلاب كيفية تفنيذ مشروعاتهم.

وأوضح أنه من ناحية تطبيق الأهداف المرجوة من الدورة، فإنَّ الأسلوب المتبع في هذه الدورة قد يكون مختلفا عن باقي الدورات؛ حيث عملنا على إعطاء الطلاب الدعم المعنوي وتشجيعهم لتقديم ما هو أفضل.

وزاد السيابي بأن القرية الهندسية تقبل أعمار المبتكرين من 7 سنوات إلى 60 سنة، مشيرا إلى أنه خلال هذا الصيف تم إضافة برامج في الإلكترونيات والبرمجة.

وأشار إلى أنه تم التعاقد مع أعداد كبيرة من المتبكرين عبر جهات مختلفة؛ خلال فترة قياسية؛ بهدف تدريب الكوادر في فرع الشركة، ومن المقرر أن يتم افتتاح فروع أخرى في محافظات السلطنة. وأكد أن هناك إقبالًا كبيرًا على الحصول على الدورات، وقد أشرفت الشركة على 400 مشروح تخرج في البكالوريوس.

تطوير المهارات

وقالت أمل سليمان الخنبشية -طالبة في الصف الحادي عشر- إن الفائدة من هذه الدورة تمثلت في زيادة خبرات المبتكرين وتطوير مهاراتهم.. مشيرة إلى أن هذه الدورة أتاحت الفرصة للمشاركين لتعلم كيفية تركيب الدوائر الكهربائية، والتعرف على قطع الدوائر الكهربائية بشكل أوسع. وأضافت بأنها من خلال هذه الدورة تمكنت من التعرف على المشكلات التي تواجه مشروعها وكيفية صيانتها.

وأوضحت أنَّ هناك الكثيرَ من الصعوبات بسبب عدم وجود الخبرة الكافية في هذا المجال، ولكن مع وجود شغف التعلم والمعرفة نحاول التغلب عليها، وقد استطعنا معرفة العيوب الموجودة في ابتكاراتنا وكيفية حل سلبياتها. وأشارت إلى أنها قدَّمت عدة ابتكارات في السابق، وحصلت على مراكز متقدمة.. ومن بين ابتكاراتها: سجادة الطفل، والمنظف الآلي.. لافتة إلى أن أكثر الابتكارات التي حصلت على جوائز هي مظلة الحاج، وهي عبارة عن مظلة يستخدمها حجاج بيت الله الحرام، ويوجد بها شاحن هواتف نقالة، ومفتاح طوارئ يعمل على مساعدتهم في حالة حدوث عارض للحاج؛ حيث يمكن بضغطة زر إصدار ضوء فوق المظلة لمعرفة أن هذه الشخص يحتاج لمساعدة، كما أنها تحتوي على جهاز "إم.بي.3" لكبار السن لسماع القرآن والأحاديث الشريفة، فضلا عن استغلال الطاقة الشمسية من خلال امتصاص الطاقة الشمسية وتخزينها في البطارية لاستخدمها في الشحن والانارة. وأوضحت أنها شاركت به في عدة معارض ومسابقات منها معرض التنمية المعرفية، وحصلت على المركز الأول على مستوى الولاية، ومن ثم على مستوى المحافظة، والمركز الرابع على مستوى السلطنة.

وقال زياد بن حمود الفرابي -الطالب بالصف الثاني عشر: "هذه أول دورة لي في الابتكارات وكانت مفيدة في التعلم واكتساب بعض الخبرات في البرمجة وبرامج أخرى".

وأضاف: "لدي حاليا 7 إلى 10 ابتكارات، منها ما تم تنفيذه ومنها ما اعتزم تنفيذه مستقبلا، ومن بين ما نفذته السيارة الآمنة، والتحكم بغرفة المحاضرات، وجهاز يقوم بتنبيه السائق عند وجود مطبات، وجهاز يحدد السرعة في الشارع، وجهاز التحكم الذكي بالغرفة، وحاليا أقوم بتصنيع زر للتحكم في غرف المنزل، وقد شاركت بمشروع السيارة الآمنة وفزت بالمركز الأول على محافظة شمال الشرقية.

وحول الدعم المقدَّم له، قال الفرابي: "لا أنتظر أيَّ دعم من الجهات، وأعمل على تطوير موهبتي وأظهرها للآخرين، وأعتمد مبدأ "سوق نفسك بنفسك". وأوضح أن بدايته مع الابتكار عندما كان يعمل على إصلاح الهواتف النقالة بتقنيات مختلفة، وتعرفت على زبائن كثيرين وقمتُ بالعمل لمدة طويلة، ولديَّ مختبر في المنزل، لكني انقطعت لظروف الدراسة.

وعن حلمه في المستقبل، قال الفرابي: "أتمنى أن أتطور في مجال الابتكارات، إضافة إلى حلمي الكبير في أن أصبح رائدَ فضاء في المستقبل، ورسالتي لكل الناس أنكم كلكم خلقتم للابتكار والإبداع فثابروا واجتهدوا لتصلوا إلى ما تتمنون، ولتحققوا ما تطمحون إليه من أهداف".

تعليق عبر الفيس بوك