مسقط- الرؤية
بدأت الأكاديمية السُّلطانية للإدارة أمس تنفيذ الورش التفاعلية لـ"المبادرة الوطنية للفريق الحكومي الواحد" بمحافظة ظفار؛ بمشاركة 540 موظفًا من 13 جهة حكومية بالمحافظة، وذلك انطلاقًا من مبدأ اللامركزية الإدارية بالمحافظات، وامتدادًا لأثر المبادرة لتشمل كافة المستويات في جميع محافظات السلطنة.
وتُمثل محافظة ظفار المحطة الثانية ضمن الخطة الاستراتيجية لتنفيذ المبادرة، بعد انطلاق ورشها التفاعلية المثرية في محافظة مسقط نهاية أكتوبر الماضي. وتهدف الأكاديمية من خلال هذا التنفيذ الشامل إلى تغطية جميع محافظات سلطنة عُمان خلال الأعوام الخمسة المقبلة، لضمان ترسيخ مفهوم العمل الحكومي التكاملي عبر كافة المستويات الوظيفية في مختلف وحدات الجهاز الإداري للدولة.
وتأتي هذه المبادرة استجابةً للتوجيهات السامية لحضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطانِ هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- الرامية إلى ترسيخ ذهنية تتجاوز حدود التفكير الوظيفي نحو الغاية الأسمى من الانضمام إلى الفريق الحكومي الواحد، وتعزيز الوعي لدى الفرد بأهمية الأثر الذي يتركه عمله اليومي على مجتمعه ووطنه. وتُعَدّ «ورشة اليوم الواحد»- وهي أحد أهم عناصر المبادرة- تجربةً تفاعلية متكاملة يخوضها المشارك لإعادة التفكير في دوره وأثره الوظيفي، إذ بُنيت الورش على مبادئ علم السلوك والتصميم المُتمحوِر حول الإنسان، مع مراعاة خصوصية كل فئة مستهدفة واحتياجاتها.
وأعرب صاحب السمو السيد مروان بن تركي بن محمود آل سعيد، محافظ ظفار، عن ترحيبه بتنفيذ الورش التفاعلية للمبادرة الوطنية للفريق الحكومي الواحد في المحافظة، مؤكداً أن تنفيذ الورش التفاعلية للمبادرة في محافظة ظفار يمثل ترجمة عملية للتوجيهات السامية نحو تعزيز اللامركزية الإدارية وتمكين المحافظات من أداء دورها الفاعل ضمن منظومة العمل الوطني. وأشار سموّه إلى أن المبادرة تؤكد على مبدأ العمل ضمن إطار حكومي متكامل وموحد الرؤى، ما يهيئ البيئة المثالية لرفع كفاءة الأداء المؤسسي وتحسين جودة الخدمات العامة. وأضاف سموّه أن هذه المبادرة ستعزز من إسهام المحافظات المباشر في تحقيق أولويات التنمية الشاملة ومستهدفات رؤية "عُمان 2040".
من جانبه، أكد سعادة الدكتور علي بن قاسم اللواتي، رئيس الأكاديمية السلطانية للإدارة أن وصول المبادرة الوطنية إلى محافظة ظفار يمثل خطوة محورية لبناء نموذج الفريق الحكومي الواحد على المستوى الوطني. وقال: "نسعى لترسيخ لغة موحدة وأهداف مشتركة وعمل تكاملي بين كافة الجهات وفي مختلف المحافظات". وأضاف سعادته أن انطلاق الورش في محافظة ظفار يمنح المبادرة زخمًا إيجابيًا في محطاتها المقبلة بمحافظتي مسندم وشمال الباطنة خلال العام الأول من تنفيذها، وبقية محافظات السلطنة في الأعوام التالية، مبينًا أن فريق العمل يواصل تقييم وقياس أثر الورش لضمان التحسين المستمر واستدامة نتائج المبادرة.
وأوضح هلال بن مظفّر الريامي رئيس فريق المبادرة، أن الركيزة الأساسية للمبادرة تتمثل في تطبيق منهجية موحدة وذات جودة عالية في جميع المحافظات، من حيث المستوى وجودة المادة المقدمة للمشاركين مع مرونة في تكييف المحتوى ليناسب خصوصية كل فئة مستهدفة وواقع المحافظة. وأكد أن النطاق الوطني الشامل تطلب تعزيز الورش بـأدوات تقنية مبتكرة تضمن كفاءة التوسع والانتشار السريع.
ومن المقرر تنفيذ 100 ورشة تفاعلية في العام الأول من المبادرة بمشاركة 5000 موظف من مختلف المستويات الإدارية، رُشِّحوا من 19 وحدة حكومية. وتشمل عناصر تكامل المبادرة: "ورشة اليوم الواحد"، و"برنامج تدريب المُيسرين"، وحملة اتصالية وطنية ضمن عنصر "الإعلام والتواصل"، و"قياس الأثر" بشكل مستمر للتقييم وتحديد مجالات التحسين. وللمُبادرة مجتمعاتها الخاصة والتي ستتضمن المُشاركين فيها ورؤساء الوحدات المشاركة والمُيسرين والمجتمعات الإعلامية الداعمة، إضافة إلى 57 سفيرًا من المؤسسات المستهدفة الذين سيساهمون في إدماج مضامين المُبادرة في العمل اليومي بجهات عملهم والتأكد من استمرارية رحلة المُشارك مع المُبادرة بعد حضوره ورشة اليوم الواحد.
