"قمة المنامة" والمسؤولية التاريخية

 

 

 

محمد بن رامس الرواس

تشهد مسيرة مجلس التعاون الخليجي منعطفًا تاريخيًا بالغ الأهمية في قمة البحرين؛ مما يستدعي تواجد جميع القادة الحكماء؛ لأنَّ المرحلة تستدعي حكمة القادة وقدرتهم على قراءة اللحظة، وفهم ما وراء كواليس السياسة ومآلات التحولات الإقليمية والدولية، وفي هذا السياق تبرز أهمية حضور حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- في أعمال القمة الخليجية المرتقبة في المنامة.

ويأتي حضور جلالته- حفظه الله- من منطلق إدراكه العميق بأن مجلس التعاون ليس مجرد إطار سياسي أو اقتصادي؛ بل هو قدر جغرافي ومسؤولية تاريخية تربط شعوب وأنظمة ومصالح ومصير مشترك، وقد كان جلالته، كعادته مبادرًا في اللحظة التي تحتاج إلى من يقف مع أشقائه قادة مجلس التعاون الخليجي لكي يشدوا على أيدي بعضهم البعض لأجل استمرارية المجلس كونه ضرورة استراتيجية تفرض نفسها على الدول الخليجية الست.

كان ولا يزال جلالته حريصًا على أن يؤكد بأنَّ المرحلة المهمة جدًا تتطلب حضورًا مباشرًا وفعّالًا فمسيرة مجلس التعاون الخليجي تحتاج اليوم إلى صوت واضح، وإلى مشاركة صادقة تعيد توحيد الرؤية الخليجية وتُعيد برمجة صياغة رؤاها وتكاتفها وتعاونها.

إن المسيرة الخليجية مرّت بمحطات صعبة وتحديات عديدة، لكن جذور التعاون أعمق من العوائق والتحديات، واليوم يؤكد جلالة السُّلطان المُعظم- حفظه الله- بحضوره أن القوة الحقيقية للمجلس تكمن في قدرته على تجاوز العقبات وصناعة حلول تحفظ المصالح العليا لدولة المجلس؛ حيث إن المستقبل يجب أن يُصنع بإرادة وإيمان القادة لا بمتغيرات الظروف، هذا بجانب إيمان جلالته بأنَّ المجلس قادر على الانتقال إلى مرحلة أفضل لتصبح مرحلة أكثر انسجامًا، وأكثر إدراكًا لمتطلبات الأمن والتنمية والتآزر المشترك.

لذلك جاءت مشاركة السلطان هيثم في هذه المحطة الهامة لمسيرة المجلس كوقفة تاريخية تعكس دورًا فاعلًا لسلطنة عُمان في تثبيت البيت الخليجي، وحرصًا أصيلًا على أن تبقى مسيرة مجلس التعاون راسخة، قابلة للنمو والتجديد، وقادرة على حماية شعوبها في عالم يموج بالتحولات والمتغيرات والتحديات الكبرى.

الأكثر قراءة

z