عواصم - الوكالات

قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن النائب الديمقراطي عن ولاية ماساتشوستس، سيث مولتون، قرر إعادة جميع التبرعات التي تلقاها من لجنة العلاقات العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك)، وذلك قبل خوضه الانتخابات التمهيدية المقبلة أمام السيناتور الحالي إد ماركي.

ووصفت الصحيفة خطوة مولتون بأنها إشارة مهمة في سباق تمهيدي بارز لمجلس الشيوخ، لاسيما أن مرشحًا ديمقراطيا معتدلًا يتخذ قرارًا غير مألوف بشأن اللوبي المؤيد لإسرائيل.

وقالت هآرتس إن قرار مولتون يمثل واحدًا من أقوى المؤشرات على تراجع صورة أيباك لدى الديمقراطيين خلال العامين الأخيرين من الحرب في غزة، في ظل استطلاعات تظهر انخفاضًا واضحًا في دعم السياسيين لإسرائيل.

ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم أيباك، مارشال ويتمان، انتقاده للقرار قائلا:
"النائب مولتون يتخلى عن أصدقائه ليتصدر العناوين، مستسلما للمتطرفين بدل التمسك بمعتقداته"، مضيفًا أن المنظمة لا تزال ترى أن دعم إسرائيل يمثل "سياسة جيدة" ويحظى بمساندة معظم الديمقراطيين.

ووفق بيانات موقع أوبن سيكرتس المختص بتتبع الأموال السياسية، فإن المانحين المرتبطين بأيباك قدموا 32,850 دولارًا لحملة مولتون خلال عامي 2023 و2024، ما يجعل اللجنة أكبر داعم خارجي له خلال العامين الماضيين.

وأوضح مولتون في بيان:
"أنا أؤيد حق إسرائيل في الوجود، لكنني لم أتردد يومًا في معارضة أيباك علنًا عندما أعتقد أنها مخطئة. المنظمة باتت منحازة لحكومة نتنياهو، وهذا اتجاه لا أدعمه، ولذلك قررت إعادة التبرعات وعدم قبول دعمهم مستقبلًا".

وتتابع هآرتس بأن أيباك تواصل الإشادة بسجل المرشحين الديمقراطيين الذين تدعمهم، وتفاخر بتصويتات واسعة في الكونغرس لصالح استمرار المساعدات العسكرية لإسرائيل، رغم مؤشرات التغيير داخل الحزب الديمقراطي.

وكان 27 عضوًا ديمقراطيًا في مجلس الشيوخ قد صوّتوا في أغسطس/آب الماضي لصالح قرار يهدف إلى وقف تزويد إسرائيل بأنواع معينة من الأسلحة — رغم عدم إقراره — في خطوة اعتُبرت تحولًا لافتًا في مواقف الديمقراطيين تجاه تل أبيب.

ويُذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب صرح في سبتمبر/أيلول بأن نفوذ إسرائيل في الكونغرس "تراجع بشكل ملحوظ" مقارنة بما كان عليه قبل عقدين، مضيفًا أن استمرار الحرب في غزة يضر بصورة إسرائيل على المستوى الدولي رغم قوتها العسكرية.