*مدرين المكتومية*
شهد مركز الإبداع الفني بدار الأوبرا المصرية مساء أمس عرض الفلم " ولد مطيع " ضمن فعاليات الدورة الـ46 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وسط حضور لافت من عشاق السينما المهتمين بالأفلام الاجتماعية ذات الطابع الإنساني، حيث تقريبا كانت القاعة شبة ممتلئة، وأكثر الحضور ايضا من فئة الشباب.
ويبدأ الفلم بمشهد صاخب يكشف واقع مجموعة من المراهقين الذين ينغمسون في تعاطي المخدرات وافتعال المشكلات ليضع الجمهور مباشرة أمام عالم فوضوي يقود أحداث القصة إلى نقطة التحول الكبرى حيث تدور الحكاية حول "تومي" الذي يستيقظ ليجد نفسه مكبلاً بالأصفاد الحديدية داخل سرداب منزل عائلة غامضة دون أن يعرف سبب احتجازه ويظل يردد انتم مجانين تعانون من أمراض نفسية.
تتضح مع مرور الوقت دوافع الأم التي فقدت ابنها بسبب إهمال المراهقين وسلوكياتهم الخطرة، فتلجأ إلى احتواء "تومي" الذي كان يشبه ابنها وفي سنه ويعيش كما يعيش تومي بطريقة عشوائية وغير منظمة ويفتعل المشكلات، بإعادة تهذيبه ومحاولة تحويله من "ولد سيئ" إلى "ولد جيد" من خلال تعليمه القراءة ومشاركته مشاهدة أفلام توعوية عن أضرار المخدرات. وتنضم إلى العائلة لاحقا فتاة هاربة من أسرتها تعمل كمعاونة منزلية لتتداخل خطوط العلاقات بين الجميع ولكن تومي كان دائما ما ينتظر الفرصة للهرب فلديه دائما ذلك الشعور المستمر بالرغبة في الهرب والعودة إلى عائلته.
وتتصاعد الأحداث حين تتعرض المعاونة لملاحقة من رجال مجهولين قبل أن تجبر على العودة لعائلتها بالقوة، وفي لحظة فارقة تساعد تومي على فك قيوده قبل مغادرتها باعطائه رقم الرمز الخاص بالسلاسل الحديدية لينجح في الهروب بعد اشتباك مع أفراد العائلة، ومع المواجهة الأخيرة يعترف الأب بأن التمسك المبالغ فيه بالابن المفقود كان سبب فقدانه لتسمح الأم لتومي بالمغادرة على أمل أن يعود إليهم بإرادته كطائر حر.
وجاء الفلم بتصوير واقعي لافت يقترب من عالم المراهقين بتفاصيله المظلمة كاشفا كيف يمكن أن تتحول حياة بعض الشباب مهما كانت ظروفهم الأسرية جيدة ويطرح " ولد مطيع " قضية اجتماعية مؤلمة بجرعة درامية مشوقة تحافظ على اهتمام الجمهور حتى اللحظة الأخيرة.
ويعد الفلم واحدا من أبرز العروض التي لاقت تفاعلا إيجابيا ضمن عروض المهرجان بفضل رؤيته المؤثرة وإيقاعه المتماسك وصورته البصرية القريبة من الحياة.
