فلم "حبيبي حسين" ... قصة إنسانية مؤثرة 

 

مدرين المكتومية 
شهدت سينما الزمالك مساء أمس عرض الفلم الوثائقي الفلسطيني "حبيبي حسين" ضمن فعاليات الدورة الحالية من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي حيث قدم الفلم حكاية إنسانية دقيقة ومؤثرة وصلت بصدق إلى قلوب الحاضرين خاصة مع بداية المشهد حين وجه مخرج العمل رسالة للجمهور قبل العرض في الشاشة.
حيث يروي الفلم قصة الشاب حسين الذي وجد في العمل السينمائي متنفسا ومساحة للبحث عن ذاته على الرغم من ظروفه الصحية القاسية التي تعيب ابتسامته وتضعه أمام رحلة علاج طويلة ومكلفة، الرجب الذي عشق السينما عمل في أحياء موت الآلات على مدى ٤٠ عاما. فيعود حسين إلى مدينته القديمة ليحاول إعادة ترميم حياته من جديد ولكن المرض يستمر في ملاحقته بينما يحاول بكل ما أوتي من قوة مواصلة الحلم رغم التراجع الجسدي الواضح.
وتتبع الكاميرا تفاصيل دقيقة من يومياته، كاشفة تأثير الزمن على جسده ومحاولاته المتكررة لإعادة تشغيل جهاز العرض السينمائي الذي كان بمثابة روحه رغم تجاوزه الخمسين عاما فيبحث عن الفحم ويتنقل من مكان لآخر للحصول على عدسة ليستطيع تشغيل الفلم وتنجح التجربة في النهاية في إعادة جزء من حلمه قبل أن يختم الفلم رحلته بوفاة حسين بعد فترة قصيرة من تحقيق أمنياته الصغيرة في لحظة تحمل الكثير من الشجن والإنسانية.
والفلم يجسد في الحقيقة صورة حية عن السينما الفلسطينية عبر شخصية عودة المنتج الذي يظهر في الجلسة الحوارية داخل الفيلم المنتج بمدة 200 متر، والتي أعادت إلى الذاكرة قدم المواد السينمائية وتجارب العمل على أشرطة 200 متر في تذكير بجيل كامل من السينمائيين الذين عملوا في ظروف قاسية.
والفلم يعد تجربة صادقة في التعامل مع تفاصيل الشخصية البسيطة، دون تكلف، بل تعكس كل شيء بالاقتراب من الحياة دون مبالغة، مع موسيقى مؤثرة ولقطات تختار البساطة طريقا لتقديم العمل.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة

z