القاهرة - مدرين المكتومية
صدر عن دار ريشة للنشر والتوزيع كتاب "خالد النبوي المتفرّد" للكاتب زين العابدين خيري، وهو عمل يقدم قراءة معمقة في مسيرة واحد من أبرز الممثلين العرب المعاصرين، ويعيد طرح تجربة خالد النبوي الفنية بوصفها نموذجا متفردا في تطور الأداء والهوية الفنية في السينما العربية والعالمية.
ويأتي إصدار الكتاب تزامنا مع تكريم النبوي بجائزة فاتن حمامة للتميز خلال فعاليات الدورة السادسة والأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ليمنح العمل سياقا يوثق لحظة مهمة في مسيرة الفنان ويتيح للقارئ فرصة المرور على محطاتها الكبرى من خلال تحليل نقدي ورؤية بحثية شاملة.
ويتتبع المؤلف في 228 صفحة ملامح تشكل "صوت خالد" منذ بداياته،وكيف صاغ شرعيته الفنية عبر اختيارات دقيقة وأدوار نوعية أسهمت في ترسيخ حضوره في السينما المصرية قبل أن يمتد تأثيره إلى الساحة الدولية بمشاركاته في هوليوود، حيث عمل على إعادة بناء نموذج مختلف للعربي في الأعمال العالمية مبتعدا عن الصور النمطية التقليدية.
ويقف الكتاب عند لحظات الصمود الفني في فترات الأزمات ويكشف عن قدرة النبوي على الحفاظ على خط فني مستقل، ورغم التحديات الإنتاجية والسياقات السياسية والثقافية التي مر بها المشهد السينمائي.
كما يقدم الكتاب قراءة موسعة في أعمال النبوي التلفزيونية التي مثلت محطة مهمة في مسيرته حيث يضم شهادات عديدة تحت عنوان "خالد كما عرفوه" لعدد من المخرجين والكتاب والزملاء الذين عايشوا تجربته لتظهر صورة الفنان والعمل والإنسان في آن واحد.
ويشتمل الكتاب كذلك على فيلموجرافيا شاملة وعلى ملف بصري ثري يضم صور الجوائز والتكريمات والصور العائلية والوثائق والمقالات الصحفية المنشورة في محاولة لتقديم بانوراما كاملة للمسيرة.
وقد جاء الغلاف بتصميم فني لافت حيث اعتمد على صورة كبيرة للنبوي تتداخل فيها مئات الصور الصغيرة في تعبير بصري عن تعدد مراحله وأدواره.
وبقدر ما يقدم الكتاب متابعة دقيقة لمسار فنان محترف فإنه يطرح أيضا سؤالا أوسع حول معنى التفرد وطبيعة النجومية التي تتشكل عبر الزمن ودور الفن في إعادة صياغة الوعي المجتمعي.
وهكذا لا يكتفي خالد النبوي المتفرد بالتوثيق، بل يتحول إلى قراءة فكرية في تجربة فنية استثنائية، وإضافة مهمة للمكتبة العربية المعنية بالفن والسينما
وفي ختام الكتاب قال الكاتب زين العابدين خيري :" كنت اعرف منذ البداية أن هذا الطريق وهذه الطريقة ليسا ما بناسب خالد، ولا ما يناسبني ككاتب أحاول ان اضع امام القارئ خلاصة مشوار طويل، ما وجدته أمامي كان شيئا ابعد بكثير من التواريخ الباردة والسير المكررة، لقد وجدت نفسي أمام تجربة شخصية بامتياز، لقاء جديد بعد أكثر من ثلاثين عاما من اللقاء الاول، لقاء مع شخص كنت أعرفه جيدآ وشخص آخر لم اتعرف إليه إلا الأن ".
