◄ فضيحة تهز هيئة الإذاعة البريطانية بعد تحريف خطاب للرئيس الأمريكي
◄ الإعلام الغربي انحاز للاحتلال في حرب الإبادة الجماعية على غزة
◄ محطات إعلامية فبركت مشاهد لكسب التعاطف مع الرواية الإسرائيلية
◄ 100 موظف في "بي بي سي" يتهمون المؤسسة بالانحياز لإسرائيل في حرب غزة
◄ 230 شخصية سياسية وأكاديمية يوقعون على رسالة تؤكد الفشل في تقديم "تغطية عادلة" للحرب
◄ اللوبيات الإسرائيلية نجحت في السيطرة على الإعلام الغربي
◄ عطوان: الإعلام الغربي يتستر على جرائم الاحتلال لأن الضحايا من العرب والمسلمين
الرؤية- غرفة الأخبار
كشفت الفضيحة الأخيرة التي تعرضت لها هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" حجم التدليس الذي يقوم به الإعلام الغربي لخدمة أجندات متنوعة، رغم ادعاءاته المزيّفة بأنَّه يتبنى مبادئ الحيادية والموضوعية في الطرح الإعلامي.
وتمثلت أزمة "بي بي سي" في قيام برنامج "بانوراما" الوثائقي الشهير بتحرير مقطعين من خطاب ترامب، بحيث بدا أنَّه يشجع أعمال الشغب التي وقعت في مقر الكونجرس الأمريكي في يناير 2021. وقام البرنامج الذي بُث في أكتوبر 2024، بدمج مقاطع من خطاب ألقاه ترامب بواشنطن في 6 يناير 2021، قبل أحداث الشغب التي وقعت بعد الانتخابات، وانتهت باقتحام مبنى الكابيتول الأميركي.
وتسبب هذا التزييف في موجة من الغضب الذي أدى إلى تقديم المدير العام لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) تيم ديفي، والرئيسة التنفيذية للأخبار ديبورا تورنيس، استقالتهما، في حين اعتذر رئيس الهيئة سمير شاه عن ما وصفه بـ"خطأ في التقدير" في طريقة تحرير الخطاب.
ونشرت صحيفة "تليجراف" البريطانية، في نوفمبر الجاري، مذكرة داخلية فيBBC، بشأن تعديل خطاب ترامب، وجرى تسليط الضوء على اللقطات التي تم تعديلها، في ملف من 19 صفحة حول تحيز الهيئة البريطانية، أعدّه عضو في لجنة معايير التحرير داخل المؤسسة.
وجاء في المذكرة الداخلية، أن البرنامج جعل الرئيس الأميركي "يقول أشياء لم يقلها قطّ" عبر دمج لقطات من بداية خطابه مع لقطات من جزء آخر قالها لاحقاً. وإلى جانب تغيير كلمات ترامب، أظهر الوثائقي رجالاً يلوّحون بالأعلام، ويتجهون نحو مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021، بعد أن تحدث الرئيس الأميركي، مما "خلق انطباعاً بأن مؤيدي ترمب استجابوا لدعوته"، لكن اللقطات تم تصويرها قبل أن يبدأ ترمب خطابه.
وهذه الجريمة الإعلامية التي قامت بها "بي بي سي" تكشف جانبا من انحيازات الإعلام الغربي، خاصة في حرب الإبادة الجماعية التي تعرض لها الشعب الفلسطيني، إذ وقف "بي بي سي" وغيرها الكثير من المحطات الإعلامية مثل "سي إن إن" إلى جانب الرواية الإسرائيلية الكاذبة وروّجوا لها، بل إن بعض المحطات فبركت مشاهد تمثيلية لكسب التعاطف مع الإسرائيليين.
واتهمت شخصيات بريطانية، بما في ذلك أكثر من 100 موظف في هيئة الإذاعة البريطانيةBBC، المؤسسة الإعلامية البريطانية بالتحيز لصالح إسرائيل في تغطيتها للحرب على غزة.
وجاءت هذه الاتهامات في رسالة مفتوحة وقع عليها أكثر من 230 شخصية، من بينهم سياسيون وإعلاميون وأكاديميون، بما في ذلك أكثر من 100 موظف في هيئة الإذاعة البريطانية، قالوا فيها إن BBC فشلت في تقديم تغطية "عادلة ودقيقة" للحرب.
ويشير الكاتب عبد الباري عطوان، في مقال له، إلى أن هناك العديد من الأفلام الوثائقية ونشرات الأخبار المنحازة بالكامل لدولة الاحتلال، والمتسترة على حرب إبادتها في قطاع غزة على مدى عامين كاملين، ولم ولن يتم الكشف أو الحديث عنها، لأن الضحايا من العرب والمسلمين، وليسوا مثل دونالد ترامب الرئيس الأمريكي الداعم والمتورط في هذه المجازر الذي كان يتبنى ويدافع عن السردية الإسرائيلية، ولم يعترف مطلقا بحرب الإبادة ووجودها، ورفض الاعتراف بحرب التجويع في القطاع رغم وثائق الأمم المتحدة الدامغة.
ويضيف أن "اللوبيات الاسرائيلية منعت العديد من الأصوات والمحللين والمعلقين العرب من الظهور على شاشة وسائل الإعلام البريطانية، ودمرت أهم مرتكزات ما يسمى بالقيم الغربية، وأبرزها حرية التعبير، وحرية التفكير، وشاهدنا كيف جرى طرد الأساتذة والطلاب ومنع المساعدات المالية عن كبار الجامعات الغربية سواء في بريطانيا أو الولايات المتحدة أو فرنسا وألمانيا، ولعل ما حدث لجامعتي هارفارد وكولومبيا في أمريكا، على سبيل المثال هو أحد الأمثلة وأبرزها التي تؤكد ما نقول".
