فعاليات متنوعة في الداخلية لترسيخ مفاهيم الجودة والتميز في بيئة العمل

نزوى- ناصر العبري

أطلقت محافظة الداخلية فعاليات أسبوع الجودة العالمي تحت شعار "الجودة.. فكر بطريقة مختلفة"، وذلك بقاعة المعهد العالي للقضاء، بمشاركة عدد من موظفي الجهات الحكومية والقطاع الأكاديمي، وطلبة الكليات والباحثين عن عمل.

وتهدف الفعالية إلى ترسيخ مفاهيم الجودة والتميز المؤسسي في بيئة العمل الحكومي، وتعزيز كفاءة الخدمات، وتوفير منصة لتبادل الخبرات بين المؤسسات العامة والخاصة والقطاع الأكاديمي، بما يسهم في تحقيق مستهدفات رؤية "عُمان 2040" نحو حكومة فاعلة ومؤسسات عالية الأداء.

وقال المهندس خالد بن عديم السالمي مدير دائرة التخطيط والاستثمار بمحافظة الداخلية، إن تنظيم أسبوع الجودة العالمي يأتي ضمن الجهود المستمرة للمحافظة لنشر ثقافة التميز والتحسين المستمر في الأداء المؤسسي، مشيرًا إلى أن الجودة أصبحت أسلوب عمل ينعكس على كفاءة المؤسسات وجودة الخدمات المقدمة للمجتمع.

وأوضح أن الفعالية تُعدُّ منصة لتبادل الخبرات واستعراض التجارب الوطنية الناجحة في تطبيق أنظمة الجودة، مؤكدًا أن المحافظة تولي أهمية كبيرة لتطوير بيئة العمل المؤسسي من خلال تطبيق أفضل الممارسات في مجالات التخطيط، وقياس الأداء، وإدارة المعرفة، ودعم المبادرات النوعية التي تُسهم في رفع كفاءة الأجهزة الحكومية وتعزيز رضا المستفيدين، مبينا أن شعار هذا العام "الجودة.. فكر بطريقة مختلفة" يجسد جوهر الجودة الحديثة التي تقوم على الابتكار والتطوير المستمر في آليات العمل.

وتضمّن برنامج الفعالية عرضًا مرئيًا حول مفهوم الجودة ودورها في تعزيز الأداء المؤسسي، كما قدّمت جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بنزوى ورقة عمل بعنوان "من النظرية إلى التطبيق: الجودة في القطاع المؤسسي" تناولت سبل تحويل المفاهيم النظرية إلى ممارسات عملية من خلال تطبيق مبادئ الأيزو 9001 ودائرة التحسين المستمر (PDCA) وثلاثية جوران في التخطيط والرقابة والتحسين.

وأكَّدت الدكتورة هدى بنت عبد الله البلوشية، محاضرة بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بنزوى، أن الجودة أصبحت ثقافة مؤسسية وسلوكًا يوميًا ينبغي أن ينعكس في كلّ إجراء وقرار داخل المؤسسات، مشيرة إلى أن تحقيق التميز المؤسسي يعتمد على القيادة الداعمة، ومشاركة الموظفين، والتخطيط الفَعّال، وقياس الأداء القائم على البيانات الدقيقة.

وأضافت أن نجاح المؤسسات في تحقيق الجودة الحقيقية يتطلب التحسين المستمر للعمليات، وتقديم الخدمات بالشكل الصحيح من المرة الأولى، والمتابعة الدورية لأداء فرق العمل بما يعزز الثقة ويزيد من كفاءة المنظومة الإدارية.

واستعرض خلفان بن حليط العبري رئيس قسم الجودة بدائرة التخطيط والتطوير في وزارة التربية والتعليم، تجربة الوزارة في تطبيق نظام إدارة الجودة في بيئة العمل التربوي، موضحًا أن النظام يهدف إلى رفع كفاءة الأداء وتحسين جودة الخدمات التعليمية والإدارية بما يواكب متطلبات التميز المؤسسي.

وأشار العبري إلى أن النظام يستند إلى مجموعة من العمليات والإجراءات التي تضمن تحقيق رضا المستفيدين، وتبنّي مبدأ التحسين المستمر، وتعزيز ثقافة الجودة، من خلال تحديد الأهداف بوضوح، وتمكين الموظفين، وتفعيل إدارة المعرفة، وقياس مؤشرات الأداء بانتظام، مبينا أن الوزارة تحرص على بناء منظومة جودة متكاملة ترتكز على الشفافية والتكامل بين الأقسام، بما يعزز كفاءة العمل واستدامة التطوير المؤسسي.

وقدمت شمسة بنت سالم الحوقانية، مديرة مكتب الجودة بجامعة نزوى، ورقة عمل بعنوان "التحديات في ضمان الجودة والتحسين المستمر"، تناولت فيها الانتقال من ثقافة الامتثال إلى ثقافة التطوير المستمر، مؤكدة أن ضمان الجودة لا يتحقق بمجرد الالتزام بالمعايير، بل يتطلب تحولًا فكريًا وثقافيًا لدى العاملين في جميع المستويات الإدارية.

وبينت أن التحسين المستمر يعتمد على بيئة عمل تشجع المبادرات وتحتضن الأفكار التطويرية، مشيرة إلى أن استخدام البيانات التحليلية في اتخاذ القرارات يعد أحد المفاتيح الرئيسية لتحقيق نتائج ملموسة في أداء المؤسسات.

وتخلل الفعالية جلسة حوارية بعنوان "التحدّيات التي تواجه الجودة وكيفية تجاوزها" ناقشت العقبات مثل ضعف الثقافة التنظيمية ومحدودية الموارد ومقاومة التغيير، وطرحت حلولا عملية لتفعيل مفاهيم الجودة في بيئات العمل، كما شهدت الفعالية عرض قصص نجاح لمؤسسات عُمانية استطاعت توظيف أنظمة الجودة في تطوير أدائها المؤسسي وتحسين جودة خدماتها.

وعلى هامش الفعالية، نُظمت مسابقة لتصميم أفضل شعار لأسبوع الجودة العالمي بمشاركة طلبة الكليات بمحافظة الداخلية، إلى جانب ركن توعوي يعرض مفاهيم وأدوات الجودة وأبرز الممارسات المطبقة في المؤسسات الحكومية.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة