"قاموسنا لا يعرف الاستسلام وتسليم النفس للعدو"

المقاومة تحسم الجدل حول مصير مقاتليها خلف "الخط الأصفر"

 

 

 

 

 

◄ الاحتلال يتذرع بحجج واهية لخرق الاتفاق واستهداف الأبرياء

الوسطاء يبذلون جهودا كبيرة لحل أزمة المقاتلين في رفح

إسرائيل تتراجع عن الموافقة على إجلاء مقاتلي المقاومة

◄ محللون: المرحلة الحالية تشهد تعقيدات ويضع اتفاق غزة في اختبار حقيقي

◄ المقاومة تطلب من الوسطاء بإيجاد حل لضمان استمرار وقف إطلاق النار

◄ المبعوثان الأمريكيان يصلان إسرائيل اليوم لحل أزمة مقاتلي القسام وتثبيت وقف إطلاق النار

 

الرؤية- غرفة الأخبار

بعد أيام طويلة من الحديث عن مصير مقاتلي كتائب القسام المتواجدين في المناطق الخاضعة لسيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي، جاء بيان الكتائب الأخير متضمنا ردا حاسما ورافضا لمبدأ الاستسلام الذي تريد إسرائيل فرضه على المقاومة الفلسطينية.

وقالت في منشور عبر منصة "تليجرام" إن "الاحتلال الإسرائيلي يتحمل المسؤولية الكاملة عن الالتحام مع مجاهدينا في رفح الذين يدافعون عن أنفسهم داخل منطقة خاضعة لسيطرته".

وأكدت كتائب القسام: "ليعلم العدو أنه لا يوجد في قاموس كتائب القسام مبدأ الاستسلام وتسليم النفس للعدو".

وأضافت: "إننا نضع الوسطاء أمام مسؤولياتهم وعليهم إيجاد حلٍ لضمان استمرار وقف إطلاق النار، وعدم تذرع العدو بحججٍ واهية لخرقه، واستغلال ذلك لاستهداف الأبرياء والمدنيين في غزة".

ويعمل الوسطاء منذ أيام على حل أزمة رفح بعدما تحصن عشرات من مقاتلي حماس في أنفاق في منطقة الجنينة التي تقع تحت السيطرة الإسرائيلية، داخل "الخط الأصفر"، وتطلب الحركة إجلاءهم إلى منطقة خارج ذلك الخط تخضع لسيطرتها.

وقبلت إسرائيل مناقشة الأمر في البداية، وصرَّح رئيس الأركان إيال زامير بأنه لن يوافق على إجلاء مقاتلي حماس إلا مقابل إطلاق سراح الضابط المختطف في قطاع غزة هدار غولدن، قبل أن يعود ويتراجع ويصرّح في اجتماع مجلس الوزراء يوم الخميس الماضي بأنه لن يكون هناك اتفاق مع من وصفهم بـ"الإرهابيين"؛ مؤكداً: "إما القضاء عليهم وإما استسلامهم".

وفي وقت سابق، أكدت حماس أنه لا علاقة لها بحادث إطلاق النار في رفح، مؤكدة التزامها باتفاق وقف إطلاق النار.

وقالت الحركة في بيان تلقته "قدس برس"، إن القصف الإجرامي الذي نفذه جيش الاحتلال الفاشي على مناطق من قطاع غزة، يمثّل انتهاكا صارخا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم توقيعه في شرم الشيخ برعاية الرئيس الأمريكي ترامب.

وأضافت أن هذا الهجوم الإرهابي هو "امتداد لسلسة الخروقات التي تم ارتكابها خلال الأيام الماضية، من اعتداءات أسفرت عن سقوط شهداء وجرحى، واستمرار إغلاق معبر رفح، ما يؤكد الإصرار على انتهاك بنود الاتفاق ومحاولة إفشاله".

وبدأ الاحتلال الإسرائيلي إثارة قضية وجود مقاتلين من كتائب القسام داخل مدينة رفح في 19 أكتوبر الماضي، أي بعد أقل من 10 أيام على دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، عندما أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل اثنين من جنوده بكمين داخل مدينة رفح التي تخضع لسيطرته الأمنية.

ورغم أن كتائب القسام أعلنت حينها أنه لا علم لها بأية أحداث أو اشتباكات في المناطق التي تقع تحت سيطرة الاحتلال، وفقدانها الاتصال بما تبقى من مجموعات لها هناك منذ استئناف الحرب في مارس الماضي، إلا أن جيش الاحتلال شن على إثر ذلك هجمات جوية مكثفة على قطاع غزة، في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار.

ويشير الباحث الفلسطيني في الشأن الأمني والعسكري، رامي أبو زبيدة، إلى أن كتائب القسام ومن خلال خطابها الأخير قد ربطت بشكل مباشر بين تأخير تسليم جثمان الضابط الإسرائيلي هدار غولدن، الذي أُعلن عن انتشاله من رفح، وبين ملفات أخرى أكثر حساسية، على رأسها مصير مقاتليها المتواجدين خلف ما يعرف بـ"الخط الأصفر". وأوضح لوكالة شهاب أن تزامن هذه الملفات يعكس تعقيد المرحلة الحالية ويحولها إلى اختبار حقيقي للوسطاء الدوليين وللاستقرار الهش القائم.

وبحسب تحليل أبو زبيدة، فإن تأكيد القسام على مبدأ "لا استسلام ولا تسليم للنفس" يمثل رسالة ميدانية واضحة للاحتلال، مفادها أن أي محاولة للاشتباك مع مقاتليها في مناطق يفترض أنها تحت السيطرة الإسرائيلية ستكون عواقبها على عاتق الاحتلال وحده.

ويشير الباحث إلى أن هذه المعادلة لا تهدف فقط لحماية عناصر القسام، بل تضع علامات استفهام جدية حول رواية "السيطرة الكاملة" التي يروج لها جيش الاحتلال، وتكشف عن بيئة ميدانية ما زالت معقدة وغير مستقرة.

ومن المقرر أن يصل المبعوثان الأميركيان ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر إلى إسرائيل، اليوم الإثنين، في محاولة لدفع اتفاق وقف النار بقطاع غزة قُدماً، عبر تثبيته وحل أزمة مقاتلي حركة "حماس" العالقين في رفح بجنوب القطاع، ومحاولة الانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق.

وقالت شبكة "كان" العبرية إن زيارة المبعوثَين تأتي في إطار سعي البيت الأبيض إلى التوصل لحل لـ«أزمة رفح»، ما يسمح بالمضي في تنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

 

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة