برهنت الزيارة السامية الكريمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- إلى مملكة إسبانيا، مدى قوة العلاقات التاريخية بين البلدين الصديقين، وأكدت أن التلاقي الحضاري بين الشرق والغرب سيظل المشكاة التي تضيء الدروب، والمنارة التي يهتدي بها الباحثون عن التفاهم والوئام والتعايش المشترك.
ولقد عكست الحفاوة البالغة والاستقبال المهيب لجلالة السلطان في العاصمة مدريد، مدى الاعتزاز الذي تُكنّه مملكة إسبانيا، حكومةً وشعبًا، لسلطنة عُمان، وأكدت مدى تجذُّر العلاقات التاريخيّة بين البلدين، وحرص القيادتين على تنميتها بما يحقّق المصالح الثّنائية على الصعد كافةً. وقد تجلت هذه الحفاوة والمهابة في الاستقبال الملكي الفخم الذي يعكس مكانة سلطان عُمان المُعظم، وكذلك الاستقبال الكبير في قلعة الديمقراطية الإسبانية، في مبنى البرلمان؛ حيث اجتمع مجلسا الشيوخ والنواب واستمعا بإنصاتٍ إلى الكلمة السامية التي ألقاها جلالته أمام المجلسين، وأكد فيها أن سلطنة عُمان تحفظ للشعب الإسباني "صداقة تاريخيّة قائمة على الاحترام المُتبادل والتّعاون المثمر"، والذي انعكس في متانة العلاقات الثنائية و الحرص المشترك على تنميتها في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية والاستثمارية منها.
كما إنَّ زيارة جلالته- أعزه الله- إلى قاعة مجلس مدينة مدريد، ومنحه- أيده الله- مفتاح مدينة مدريد، دليل دامغ وبرهان ساطع على المكانة المرموقة التي تحظى بها عُمان وسلطانها المُفدى في نفوس الشعب الإسباني الصديق.
إنَّ هذه الزيارة التاريخية لجلالة السلطان إلى مملكة إسبانيا، فتحت آفاقًا أرحب من التعاون الثنائي والشراكة الاستثمارية، بما يضمن تحقيق الرخاء والاستقرار لشعبي البلدين الصديقين.
