الرؤية- كريم الدسوقي

في صباح عاصف وملبد بالغيوم، كانت امرأة نيوزيلندية تسير على رصيف أحد الشوارع في مدينة ولينغتون، حينما تغير العالم من حولها بشكل مفاجئ ورهيب، واجتاحها هبوب رياح شديدة تحولت إلى عاصفة عنيفة لا ترحم، دفعتها في الهواء وكأنها ورقة تتطاير بلا وزن، لتجد نفسها وسط زحام من السيارات المسرعة على الطريق المزدحم.

لم تكن هذه مجرد لحظة رعب عابرة، وإنما مشهد حقيقي وثقه كاميرا إحدى السيارات، ما أثار ذعر ملايين المشاهدين من تأثير العواصف على سلامة المارين في الشوارع.

وأظهر المقطع اللحظة التي لم يتوقعها السكان، ففي ذروة العاصفة الشديدة كانت سرعة الرياح تصل إلى 120 كيلومتراً في الساعة، وهو ما يوازي تقريبا سرعة تعرف محليا باسم "الربع العاصف".

وكانت هيئة الأرصاد الجوية النيوزيلندية قد أصدرت تحذيرا برتقالي الدرجة من رياح "قد تقذف الأشياء الكبيرة وتصيب المشاة بخطر مباشر"، لكن السيدة التي لم تكشف هويتها بعد تداول المقطع كانت تتخطى الرصيف بهدوء ودون اكتراث.

صدمتها الرياح فجأة وطرحتها في الهواء وسقطت بعد فترة وجيزة في منتصف الطريق أمام السيارات المارة.

تناثرت حقيبتها وتطايرت أوراقها، وأنقذتها العناية الإلهية بتجاوب السيارات المارة بسرعة، حيث تمكن السائقون من التوقف في الوقت المناسب، ما أنقذ السيدة من موت محققة.

يُشار إلى أن ولينغتون معروفة برياحها العنيفة، وأحصت الأرصاد الجوية تسجيلها لأكثر من 10 ساعات متواصلة من الرياح التي تفوقت في سرعتها أحيانا 75 ميلا في الساعة خلال هذا الأسبوع، ما جعل من المشي في الشوارع تحديا يوميا للسكان.