الرؤية - كريم الدسوقي
اجتاحت شبكات التواصل الاجتماعي، خاصة تطبيق تيك توك، خلال الأيام الماضية موجة غير مألوفة، تمثلت في آلاف المقاطع التي يصور أصحابها أنفسهم داخل الثلاجات المنزلية! حتى لم تعد الثلاجة مجرد جهاز لحفظ الطعام؛ إذ حولها مستخدمو "تيك توك" إلى منصة عرض، توثق تحدي "سُكَّر على لساني" بطريقة مبتكرة.
وتقوم فكرة ترند "Sugar on my tongue" على إعداد الهاتف بوضع السيلفي، ثم وضعه داخل الثلاجة وتشغيل مقطع أغنية "Sugar on my Tongue" لتايلر ذا كرياتور. وعند جملة "tongue"، يفتح المستخدم باب الثلاجة، ويلعق حلوى أو إصبعه في لقطة سريعة، لتتبع ذلك رقصة عندما ترد عبارة "your body is so sweet" ثم حركة دعوة مرحة حين ترد كلمة "come". ويتكرر المشهد بتقنيات مونتاج بسيطة على إيقاع الأغنية لجذب الانتباه ورفع مستوى الفكاهة.
وفي طرفة عين، باتت عشرات ملايين المشاهدات تتنافس على هذا التوجه الجديد الذي يجمع الكوميديا بالدهشة.
تطور الأمر من تحد بسيط إلى منافسة في الابتكار، إذ أدخل المصورون ألعابًا صغيرة أو حيوانات أليفة أو حتى أدوات طبخ إلى المشهد، وركزوا على ردود الفعل الطريفة والمتفاجئة، ووصل الترند إلى حد أن صار البعض يخشون على هواتفهم من التلف بفعل ظروف الثلاجة!
وكشفت منصة "رامدام"، المتخصصة في ترندات تيك توك، أن أبرز مقاطع الفيديو التي حققت رواجًا هي تلك التي دمج أصحابها حكايات عائلية أو مزاحًا مع الأصدقاء، ومنها مقطع ظهر فيه طفل يختبئ في الثلاجة خلف علبة الحليب ليثير ذعر أخته، فيما أقدم آخرون على تصوير لحظة تفاجُؤ الآباء وهم يجدون أطفالهم يصورون مقاطع في المطبخ ليلًا.
والتقط بعض الطهاة المحترفين الفكرة وأضافوا لمساتهم الإبداعية على المقاطع ليخلقوا وصفات جديدة مستوحاة من ما يجدونه في ثلاجاتهم، وهو ما زاد التفاعل والإعجاب.
ورغم بساطة المشهد، علقت "رامدام" على حالة الترند الجديد بالإشارة إلى أن العامل المشترك في النجاح هو العفوية والتواصل الحقيقي مع الجمهور، بالإضافة للجرأة والحس الكوميدي.
وراء هذا الجنون الظاهري بريق أعمق من مجرد لهو إلكتروني؛ فـ"هوس الثلاجات" يعكس كيف تحول الجيل الرقمي إلى صانع دائم للدهشة، يجد في أبسط تفاصيل حياته اليومية مساحة للتعبير والإبداع.
وهكذا قدمت موجة الترند إثباتا على أن الثقافة البصرية الجديدة لم تعد تبحث عن مشهد ضخم أو إعداد معقد؛ بل عن لحظة صادقة تلتقط روح الحياة، حتى لو كانت خلف باب ثلاجة.