راشد بن حميد الراشدي
رحل في يوم السبت الخامس من ربيع الثاني 1447 للهجرة السابع والعشرين من شهر أغسطس 2025 بعد قصة كفاح صنعها الحاج عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم البلوشي (النزواني) مؤسس وصاحب مصنع بركاء للحلوى العُمانية بعد مسيرة حافلة بالعطاء والوفاء والإخلاص لوطنه.
تميزت سيرة الحاج عبدالرحمن بمحطات عديدة وبالكثير من الصبر والمثابرة والجد والاجتهاد من خلال تطوير نشاطه الذي ارتبط بالهوية العُمانية فأصبح مصنع بركاء للحلوى العُمانية علامة تجارية خالصة ساهمت في تعزيز الهوية العُمانية والمنتج العُماني الأصيل لتصل إلى جميع دول الخليج ودول العالم كصناعة عُمانية أصيلة إذ أسَّس مصنع بركاء للحلوى عام 1951م، ليصبح من أشهر المصانع على مستوى السلطنة والمنطقة ويمثل اليوم مَعلمًا معماريًا وتراثيًا بارزًا يزوره المواطنون والزائرون من داخل وخارج السلطنة.
ترك الحاج عبدالرحيم إرثًا تحمله الأجيال من بعده في أبناء صالحين يحملون على عاتقهم تلك المسؤولية وذلك النشاط الذي بناه والدهم من خلال مهنة عُمانية كما عرف الحاج عبدالرحيم بخلقه وجوده وكرمه الأصيل وحسن ضيافته وكان يتبوأ مكانة خاصة بين أبناء مجتمعه ويسهم في الكثير من أعمال البر والإحسان؛ حيث ترك أثرًا طيبًا في نفوس كل من عرفه داخل السلطنة وخارجها.
عُمان اليوم تفقد شخصية مجتمعية مهمة ثابرت من أجل خدمة وطنها بكل تفانٍ في قصة تروى للأجيال وعلامة تجارية رائدة في عالم الحلوى العُمانية والتي دخلت كل بيت في عُمان بمذاقها الرائع وصنعتها الأصيلة.
تختفي نجوم وتعود نجوم أخرى لتضيء الكون من جديد هكذا هم من أسهموا في بناء أوطانهم فرحمة الله على موتانا وموتى المسلمين، ودعاءنا بالمغفرة لهم ولأبنائهم بالصبر والسلوان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.