بالفيديو.. "كلاب الصين الروبوتية" تثير رعب أمريكا

واشنطن –الوكالات

خلال مناقشات الكونغرس الأميركي لمشروع قانون التفويض الدفاعي السنوي في يونيو2024، أبدى نواب قلقاً متزايداً من "تهديد جديد" وصفوه بأنه يمثل مستوى مختلفاً من القتال، وهو الكلاب الروبوتية المسلحة التي بدأت الصين في استخدامها خلال تدريباتها العسكرية، وسط مخاوف من تحولها إلى عنصر رئيسي في الصراعات المستقبلية.

الجدل الأميركي جاء بعد أن بثت هيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية مقطعاً مصوراً يُظهر روبوتاً رباعي الأرجل يشبه الكلب، يبلغ وزنه نحو 15 كلغ، وهو يحمل بندقية آلية من طراز "كيو بي زد-95" ويطلق النار خلال مناورات "التنين الذهبي" المشتركة مع كمبوديا بخليج تايلند، بمشاركة أكثر من ألفي جندي وعشرات السفن الحربية. واعتبر متحدث باسم الجيش الصيني أن الروبوت يمثل "عضواً جديداً في عمليات القتال الحضري".

غموض حول التكنولوجيا

ورغم أن تفاصيل القدرات التقنية لم تُكشف رسمياً، فإن مظهر الروبوت يوحي بأنه من فئة "جو2" المصنعة من شركة يونيتري الصينية، المتخصصة في الروبوتات رباعية الأرجل. الشركة نفت بيع منتجاتها للجيش الصيني، لكن خبراء عسكريين يرون أن الروبوت – سواء كان من إنتاج يونيتري أو غيرها – يتمتع بقدرات متقدمة تشمل التنقل في تضاريس معقدة، والعمل باستقلالية مدعومة بالذكاء الاصطناعي.

سباق تسلح يتجاوز الصين

الصين ليست الدولة الوحيدة التي تعمل على تسليح الكلاب الآلية؛ فالولايات المتحدة بدورها أجرت في 2023 تجارب على روبوتات مماثلة مجهزة ببنادق هجومية وأسلحة مضادة للدبابات، في إطار برنامج "سينتري" الذي يتيح للروبوتات تحديد الأهداف بشكل مستقل قبل تمرير القرار لمشغل بشري. كما تعمل شركات أميركية مثل بوسطن ديناميكس وغوست روبوتيكس على تطوير نماذج يمكن تزويدها بأنظمة قتالية متطورة.

قلق أميركي متصاعد

ما يقلق الكونغرس – بحسب محللين – ليس مجرد ظهور كلب آلي يحمل بندقية، بل دمجه ضمن تشكيلات قتالية بشرية، حيث يقوم بمسح أولي واقتحام مواقع قبل دخول الجنود، ما يقلل من الخسائر البشرية. هذا التكامل بين البشر والروبوتات قد يغير شكل المعارك المستقبلية، خاصة في الحروب الحضرية والكمائن.

خلفية أوسع

وفق بيانات الاتحاد الدولي للروبوتات، نصبت الصين أكثر من نصف الروبوتات الصناعية الجديدة عالمياً في 2022، ما يجعلها أكبر سوق للروبوتات. وتسعى بكين للهيمنة على الصناعات الروبوتية بحلول 2027، مدفوعة برؤية الرئيس شي جين بينغ لجعل الذكاء الاصطناعي والابتكار العسكري في صميم نهضة بلاده.

في المقابل، تخشى واشنطن من أن التفوق الصيني في مجالات الذكاء الاصطناعي والأنظمة غير المأهولة قد يهدد ميزان القوى العسكري، خاصة في المحيطين الهندي والهادئ، حيث تتصاعد المنافسة بين البلدين.

آفاق مفتوحة

يرى خبراء أن دخول "الكلاب الروبوتية المسلحة" ميدان القتال يمثل بداية سباق تسلح جديد في الأسلحة الذكية المستقلة، إلى جانب الحروب السيبرانية، والطائرات المسيّرة، والصواريخ الفرط صوتية. ويرجح أن تصل قيمة سوق الروبوتات العسكرية إلى أكثر من 33 مليار دولار بحلول 2030، مما ينذر بتحول جذري في طبيعة الحروب، وجعلها أكثر دقة وشبكية وبعيدة المدى.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة