كهف أبو هبان: لوحة طبيعية رائعة في قلب ولاية دماء والطائيين

 

 

 

حمود بن سعيد البطاشي

 

يقع كهف أبو هبان في ولاية دماء والطائيين، بلدة سوط بمحافظة شمال الشرقية، وهو واحد من أبرز وأكبر الكهوف في السلطنة. يمتد الكهف على مسافة تقارب كيلومترين، ويرتفع إلى نحو ستة أمتار، ليشكل صرحًا طبيعيًا مذهلًا يجمع بين الروعة البصرية والأهمية الجيولوجية العميقة. وما يزيد الكهف تميزًا هو وجود بحيرة عميقة داخله، محاطة بتكومات جيولوجية تأسر الألباب، وكأنها زخارف من وحي فنان ماهر، أبدع في رسمها بدقة وإتقان على جدران الطبيعة.

يُعد كهف أبو هبان تحفة طبيعية فريدة، تجسد التناغم بين الأرض والماء والصخور، وتمنح الزائر شعورًا بالعظمة والرهبة أمام عظمة الخالق. يمتاز الكهف بتكوينه الفريد الذي يعكس تاريخًا جيولوجيًا طويلًا، حيث تتشكل التكوينات الداخلية عبر آلاف السنين بفعل عوامل طبيعية دقيقة، مخلفةً مشهدًا يربط بين الجمال الطبيعي والقيمة العلمية والتاريخية.

وقد أولى المسؤولون والفنيون والمهندسون في مكتب محافظ شمال الشرقية اهتمامًا بالغًا لهذا الكهف، حيث قاموا بزيارة ميدانية لتقييم حالته ووضع دراسة متكاملة لتطويره بما يضمن استدامته وإبرازه كمعلم سياحي وتعليمي. تأتي هذه الجهود لتعكس حرص القيادة المحلية على تنمية الموارد الطبيعية، وحماية التراث البيئي، وتحويل الكهوف والمواقع الطبيعية إلى مشاريع مستدامة تساهم في إثراء المجتمع اقتصاديًا وثقافيًا.

إن تطوير كهف أبو هبان ليس مجرد مشروع سياحي؛ بل هو استثمار في المعرفة والوعي البيئي، إذ يقدم للكثير من الباحثين والطلاب فرصة لفهم العمليات الجيولوجية، واستكشاف التكوينات الطبيعية الفريدة، ودراسة التنوع البيئي المحيط. كما أن فتح الكهف أمام الزوار بطريقة منظمة وآمنة يعزز من تقدير الناس للطبيعة، ويزرع فيهم شعورًا بالمسؤولية تجاه حماية الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.

الجهود المبذولة لتطوير الكهف تشمل وضع مسارات آمنة للزيارة، وتصميم مناطق مشاهدة تتيح للزائر الاستمتاع بجمال الكهف دون الإضرار بالبيئة الداخلية، إضافة إلى دراسة إمكانية إقامة مرافق تعليمية وثقافية داخل الموقع، لشرح تكوين الكهف وأهميته البيئية. كل هذه الإجراءات تصب في رفع مكانة كهف أبو هبان ليكون نموذجًا لإدارة المواقع الطبيعية بكفاءة عالية، تجمع بين الجمال والحماية والتنمية المستدامة.

ولله الحمد، فإن متابعة المسؤولين في المحافظة، وتعاون الفنيين والمهندسين، يعكس الاهتمام الحقيقي والحرص على تنفيذ رؤية واضحة لتطوير الكهف بما يخدم المجتمع ويبرز قيمة هذا الموقع الطبيعي الفريد. إن العمل الجاد والمتواصل لأصحاب القرار يجعل من كهف أبو هبان مشروعًا يمكن أن يساهم في تعزيز السياحة البيئية والثقافية، ويعطي لولاية دماء والطائيين بُعدًا جديدًا في خارطة السياحة الداخلية للسلطنة.

في الختام، نتقدم بجزيل الشكر والعرفان لسعادة محافظ شمال الشرقية، ولكافة المسؤولين والقائمين على مكتب المحافظة في ولاية دماء والطائيين، على حرصهم ومتابعتهم الدؤوبة لتطوير كهف أبو هبان. جهودكم المخلصة وتجاربكم المهنية المتميزة تصنع الفارق، وتجعل من هذا الكهف تحفة طبيعية يمكن للأجيال القادمة أن تفخر بها، وتشهد على حرص قيادتكم على الحفاظ على ثروات الوطن الطبيعية وتطويرها بما يحقق الفائدة العامة والمصلحة الوطنية.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة