حمود بن علي الطوقي
مثل بقية المواطنين، تابعتُ باهتمام ترؤس حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- لاجتماع مجلس الوزراء في ولاية صلالة، ومن أبرز ما تمَّ التأكيد عليه، اعتماد جلالته منذ بداية العام آليةً واضحة للمساءلة والمحاسبة لجميع الجهات الحكومية وفق نتائج أدائها السنوي.
هذه التوجيهات تعني أنَّ المرحلة المقبلة لن تقبل التساهل أو التراخي، وأن معيار النجاح سيكون قائمًا على الإنجاز والإتقان لا على الوعود. فخدمة المواطن ليست خيارًا، بل واجب وطني يأتي على رأس سلم الأولويات، ما يجعل الموظف في أي موقع مسؤول عن تيسير حياة الناس لا وضعهم في دوامة من الإجراءات المطوّلة التي ترهقهم وتضعف ثقتهم بالمؤسسات.
ولتعزيز إشراك المواطن وقياس مستوى الخدمات، فإنه يتطلب تطوير المنصة الوطنية "تجاوب"، لكي يتمكن المواطن من التفاعل مع هذه المنصة الوطنية ورفع نسب إنجاز البلاغات والتفاعل مع المقترحات والشكاوى.
وفي اعتقادنا، فإنَّ آلية المساءلة ستدفع المؤسسات الحكومية إلى مراجعة ذاتها وتجويد أدائها، كما إن مؤشرات الأداء الواضحة يمكن أن تتكامل مع مبادرات مثل التكريم السنوي الذي تنظمه وزارة العمل وفق معايير الإجادة؛ ليصبح الأداء المتميز ثقافة عامة، والمحاسبة ضمانة لاستمرار التطوير.
تطبيق هذه الآلية بفعالية سيكون مؤشرًا حقيقيًا على مرحلة جديدة؛ حيث يحصل المواطن على خدمته بجودة وسرعة، وترتقي المؤسسات بأدائها، وتتعزز الثقة بين الدولة والمجتمع.
إنَّ رسالة جلالته- حفظه الله ورعاه- واضحة، وتؤكد أن خدمة المواطن هي المعيار الأول، والمساءلة لمن يقصر في أداء واجبه، فالوطن والمواطن يستحقان الأفضل دائمًا.