التجديد ضرورة لا خيار.. نادي الرستاق ورهان المستقبل

طلال المعمري

@TalalAlmamari2

في مقال سابق بتاريخ التاسع من يوليو بعنوان: "نادي الرستاق على أبواب انتخابات جديدة.. اختبار وعي أعضاء الجمعية العمومية"، أكدت أنَّ وعي الأعضاء سيكون كلمة السر في مستقبل النادي. واليوم، ومع فتح باب الترشح لانتخابات مجلس الإدارة (2025/2029)، تتجدد المسؤولية أمام الجمعية العمومية لاتخاذ قرارات جريئة وحاسمة.

لقد حقق نادي الرستاق إنجازات مهمة في السنوات الماضية، أبرزها الوصول إلى المباراة النهائية لكأس حضرة صاحب الجلالة المعظم لكرة القدم، والبقاء في دوري النخبة رغم التحديات المالية والإدارية، وهذه النجاحات تُحسب للإدارة السابقة وتستحق التقدير.

إلا أن المرحلة المقبلة تتطلب قيادة جديدة بروح مختلفة، تبدأ باختيار رئيس لم يسبق له تولي المنصب، يكون قادرًا على صياغة رؤية مبتكرة، وبناء شراكات استثمارية تدعم ميزانية النادي وتضمن استمراريته. استمرار نفس الوجوه؛ سواء من الإدارة الحالية أو السابقة، يعني الدوران في ذات الحلقة، بينما المطلوب هو تعاقب حقيقي في القيادة يفتح المجال لدماء جديدة تحقق قفزة نوعية تتواكب مع مستجدات رؤية "عُمان 2040".

ولا يقتصر التجديد على منصب الرئيس؛ بل يشمل عضوية اللجان الثقافية والرياضية والشبابية، بحيث تضم عناصر شابة متخصصة تمتلك الخبرة العملية والمعرفة اللازمة لإدارة هذه الملفات الحيوية. ويُتوقع من الأعضاء القدامى فسح المجال لهذا الجيل الجديد، مكتفين بدور استشاري داعم؛ بما يُعزز خبراتهم دون أن يعيق مسار التطوير.

وفي هذا السياق، يظل الجمهور شريكًا أساسيًا في التغيير، فالدعم الجماهيري الواعي يمنح الإدارة الجديدة الثقة والطاقة، ويحوّل النادي إلى منصة جماهيرية تعكس قوة الانتماء بعيدًا عن التكتلات والمصالح الفردية.

اليوم، تُواجه الجمعية العمومية رهانًا تاريخيًا: إما اختيار التجديد ومنح ثقتها لقيادات جديدة قادرة على نقل النادي من الإنجاز إلى الاستدامة، أو البقاء أسيرة التكرار الذي لن يضيف شيئًا للمستقبل؛ فالتجديد لم يعد خيارًا ثانويًا؛ بل ضرورة ملحّة لصناعة مستقبل نادي الرستاق بما يليق بجماهيره، وبما يتناغم مع طموحات الرياضة العُمانية.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة