◄ تعزيز الشراكات المحلية والدولية لتعزيز مهارات الكفاءات الوطنية
مسقط- الرؤية
استقبلت جامعة التقنية والعلوم التطبيقية أكثر من 9100 طالب وطالبة جدد في الفرز الأول لمركز القبول الموحد مع بدء العام الأكاديمي 2025/ 2026م، ليرتفع إجمالي عدد الطلبة الذين يدرسون في الجامعة إلى أكثر من 47000 موزعين على 11 فرعًا في مختلف محافظات سلطنة عُمان، تقدم برامج متنوعة في مجالات الهندسة وتقنية المعلومات والعلوم التطبيقية والصيدلة وإدارة الأعمال والتصميم والاقتصاد والتربية ودراسات الاتصال والتصوير الضوئي والتكنولوجيا البيئية.
ويتزامن بدء العام الأكاديمي الجديد مع احتفال جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بمرور 5 أعوام على إنشائها، متوجة مسيرتها بمنجزات أكاديمية وبحثية وابتكارية ومجتمعية بارزة، جعلتها في صدارة مؤسسات التعليم العالي الوطنية ورافدًا أساسيًا لتحقيق مستهدفات رؤية "عُمان 2040".
وقال سعادة الدكتور سعيد بن حمد الربيعي رئيس الجامعة، إن الدعم السامي ورؤية القيادة الرشيدة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- أرسى قاعدة رصينة لوجود جامعة وطنية موحدة تجمع تحت مظلتها مختلف فروع التقنية والعلوم التطبيقية، مضيفا: "نعتز بأننا نواكب معايير الجودة العالمية ونهيئ بيئة تعليمية مرنة تستجيب لمتغيرات الحياة وسوق العمل ونسهم بفاعلية في الاقتصاد المعرفي لسلطنة عُمان."
وأشار -في تصريحات لـ"الرؤية"- إلى أنَّ الجامعة استطاعت أن ترسّخ مكانتها كمؤسسة وطنية رائدة في التعليم العالي التقني التخصصي، من خلال التركيز على الاستكشاف والابتكار والتحول الرقمي، وبناء القدرات الوطنية والمساهمة الفاعلة في التنمية بالشراكة مع الجهات الأخرى.
وأوضح سعادته أن الجامعة تتجه في السنوات المقبلة إلى التركيز على التحول الرقمي وتوسيع نطاق التخصصات البينية، ودعم ريادة الأعمال والتوجه نحو الممارسات المهنية، وتعزيز شراكاتها الدولية، بما يضمن إعداد جيل قادر على المنافسة عالميًا، مؤكدا أن إطلاق برامج ماجستير جديدة في مجالات التحول الرقمي، والابتكار، والهندسة، والتعليم، يعكس الاستجابة السريعة لمتطلبات سوق العمل المحلي والدولي.
وأكد الربيعي أن الجامعة تتطلع إلى أن تكون "بيت خبرة وطني في التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي"، من خلال تقديم حلول مبتكرة للتنمية المستدامة، والمساهمة في بناء اقتصاد قائم على المعرفة، لافتا إلى أن هذا العام يشهد طرح 6 برامج ماجستير، منها ماجستير العلوم في التحول الرقمي والابتكار، وماجستير إدارة الأعمال في القيادة والابتكار، والماجستير التقني في عمليات التعدين، إلى جانب ثلاثة برامج جديدة تعكس توجه الجامعة الاستراتيجي نحو تقديم تخصصات نوعية تستجيب لأولويات التنمية الوطنية، مبينا: "في كلية العلوم التطبيقية والصيدلة يُقدَّم برنامج ماجستير العلوم في الأمن الغذائي، وفي كلية الاقتصاد وإدارة الأعمال طرح برنامج ماجستير العلوم في الجمارك والضرائب، وفي كلية الهندسة والتكنولوجيا أطلق برنامج ماجستير العلوم في تحوّل الطاقة والاستدامة".
وذكر سعادته: "الجامعة لا تحتفل فقط بمرور 5 سنوات بل تحتفل بمستقبل واعد ورؤية واضحة، وهي أن نكون جامعة رائدة في التعليم والبحث والابتكار تسهم في بناء اقتصاد معرفي مستدام لسلطنة عُمان، وتبدأ جامعة التقنية والعلوم التطبيقية عامها السادس وهي أكثر رسوخًا وتأثيرًا، لتواصل دورها الريادي كجسر يربط المعرفة بالتنمية، والطموح بالإنجاز".
واستعدادا للعام الأكاديمي 2025/ 2026، وضعت جامعة التقنية والعلوم التطبيقية خطة قبول شاملة تستهدف استيعاب نحو 10600 طالب وطالبة في مختلف فروع الجامعة وتخصصاتها.
وقال الدكتور أحمد البراشدي عميد القبول والتسجيل في رئاسة الجامعة: تشمل الخطة فتح باب القبول للطلبة العُمانيين وفق معايير محددة عن طريق مركز القبول الموحد، مع إعطاء أولوية للتخصصات التي تلبي احتياجات سوق العمل الوطني وتدعم أهداف رؤية عُمان 2040 في مجالات الابتكار والإبداع، والتقنية وريادة الأعمال، كما خصصت الجامعة 150 منحة دراسية كاملة للطلبة الدوليين، بهدف استقطاب نخبة من الكفاءات العالمية للاستفادة من العملية التعليمية والبحثية، ورصدت 50 منحة دراسية كاملة لأبناء العاملين في الجامعة من غير العُمانيين".
وترافق هذه الخطة برامج دعم أكاديمي وإرشادي للطلبة الجدد مدعومة باستخدام التقنيات الحديثة وتطبيقاتها، ومبادرات لتعزيز الأنشطة الطلابية والبحثية، لضمان تجربة تعليمية متكاملة تسهم في تخريج كفاءات قادرة على المنافسة محلياً وعالميا.
وحول تدشين البرنامج التأسيسي المُحدَّث الذي جرى تطبيقه اعتبارًا من العام الأكاديمي 2025/2026م، بيّن الدكتور عيسى الهنائي مدير مركز الدراسات التحضيرية برئاسة الجامعة، أن هذا التحديث جاء بعد مراجعة شاملة للبرنامج السابق، وشارك في إعداده مختصون من مختلف فروع الجامعة، إضافة إلى الاستعانة بالتغذية الراجعة من الهيئات الأكاديمية والطلبة، وبما يتماشى مع معايير الاعتماد الأكاديمي ومتطلبات سوق العمل، ويتناغم مع المستجدات في المناهج المدرسية.
وقد شمل التحديث تطوير مقررات اللغة الإنجليزية والرياضيات، مع التركيز على رفع كفاءة التدريس وتحسين أساليب التقييم، كما تضمّن البرنامج تعزيز مكوّنات التفكير الناقد، وحل المشكلات، وتنمية مهارات التعلم الذاتي، إلى جانب إدخال آليات دعم أكاديمي حديثة تشمل الإرشاد الأكاديمي والمتابعة المستمرة.
وفي مجال البحث العلمي والابتكار، شهد عام 2024 نشر أكثر من 365 ورقة بحثية في مجالات متعددة، منها الذكاء الاصطناعي، والهندسة، والعلوم الاجتماعية، كما جرى تأسيس كرسي الإيسسكو في أخلاقيات الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع منظمة الإيسيسكو، وإنشاء مختبرات متقدمة في الأمن السيبراني والأنظمة الفيزيائية السيبرانية والذكاء الاصطناعي والروبوتات.
وعززت الجامعة شراكاتها مع العديد من المؤسسات المحلية بالإضافة إلى تعاون دولي مع جامعات في ألمانيا والولايات المتحدة ونيوزيلندا واستراليا والهند وكثير من دول العالم، وكذلك حصلت الجامعة على عضوية الشبكة الدولية لوكالات ضمان الجودة في التعليم العالي (INQAAHE).
وتستعد الجامعة لإطلاق مشاريع في البنية الأساسية تشمل مباني أكاديمية، ومراكز خدمات طلابية، ومختبرات علمية حديثة والاستمرار في تطوير التقنيات المتقدمة، بهدف استيعاب النمو المتزايد في أعداد الطلبة وتحسين جودة التعليم، كذلك سيتم توجيه الأولوية نحو توسيع حاضنات ريادة العمال والشركات الطلابية، واستحداث مختبرات ومراكز متخصصة في الذكاء الاصطناعي وعلم الروبوتات، واستحداث برامج أكاديمية تتواكب مع القطاعات التنموية بالدولة وتنسجم مع التوجهات الوطنية والدولية وذلك لرفع جاهزية الخريجين والمساهمة بفاعلية في مسيرة التنمية المستدامة تحقيقا لمستهدفات رؤية "عُمان 2040".