الكيان المحتل فوق القانون

 

 

 

راشد بن حميد الراشدي

 

ما يحدث اليوم من حروب وفواجع وملمات وقتل وتهجير وسحق لكل جوانب حياة البشر في فلسطين وما يحدث من اعتداءات مباشرة واحتلال وتعدٍ على دول مستقلة وسيادتها بكل أريحية وما يحدث من مباغتة وخيانة ونقض لكل المواثيق والأعراف الدولية لعدد من الدول العربية وآخرها دولة قطر الشقيقة وما يمارسه الكيان الغاصب من غطرسة على الشعوب ويفرض إملاءاته وفق قواعده يدلل على مفهوم واحد فقط وهو أن الكيان الملعون فوق القانون وفق كل الأعراف التي عرفها البشر.

شجب وإدانات كثيرة تصدر من معظم دول العالم ولا يبالي!!

إدانات وأحكام وقرارات من محاكم وهيئات دولية تصدر بحق الكيان ومسؤولِيه وكأنها حبر على ورق دماء تراق من أجساد أطفال وشيوخ وعجزة ونساء مع تصفية عرقية أمام مسمع ومرأى العالم وبلا خوف أو احترام لكل الدول ولكل الأعراف التي عرفتها البشرية؛ فهو لا يحسب حسابا لأحد طالما ظل مدعوما بقوى الشر.

حماية كاملة ودفاع مستميت عن ذلك الكيان الخائن تصدر من بعض الدول الحليفة له والتي جعلتهُ فوق القانون ومحمي من العقاب يمارس طغيانه وجبروته وفجوره حيث شاء بلا رقيب أو حسيب وقد تمادى في كل شيء ولم يبق إلا يوم زواله وهزيمته وهي قادمة لا محالة بإذن الله.

ما حدث في سوريا ولبنان والعراق وإيران وقطر من اعتداءات وتجاوزات هي دليل أن الكيان المحتل لا يشبع فهو مريض بجنون العظمة التي أعمت عينيه عن كل ما حوله حتى بات شرطي العالم يفعل ما يشاء ويمارس ما يشاء وكأنَّ الشعوب ستصمت عنه للأبد وكأن العالم بين يديه وتحت رجليه - قبحه الله.

هم لا يحترمون أحدًا، فليس لليهود عهود ولا مواثيق، يسوقون ويصوغون الكذب وكأنه حقيقة ويصدقونه، ويفعلون أقبح الأفاعيل بلا تردد أو وجل من أحد، فلا يستطيع أحد أن يحاكمهم؛ فالفيتو الأمريكي والاعتراض على محاسبتهم وعقابهم حاضر في المشهد وشاهد على الظلم الذي تمارسه دول الشر في دفاعها عن محتل وفاجر.

الكيان المحتل والنظام العالمي المحمي بنظام الغاب هو أساس الحكم اليوم بين مختلف الشعوب فما هو حلال له حرام على غيره، ولكنه ذهب إلى أبعد ما تخيله بشر في عصر العولمة والمعرفة التي أظهرت كل شيء مارسه أمام العالم جليًا واضحًا، والكل بات يرى أفعاله ويتفرج على مواقفه إلا الشعوب الحرة الأبية التي قالت كلمتها ودافعت عن الحق أينما كان.

ليفعل الظالم ما يفعل فحسابه عسير قريباً بإذن الله وليُكتف العالم من يديه؛ فالأمر بيد الله وحده يفعل ما يشاء والنصر قريب وقوانين البشر ستمحق بإرادة الله وقدرته فلا غالب لأمره وإنما هي حقبة زمنية تتداول بيننا ليأتي اليوم الذي تطبق فيه القوانين بقوة البأس الذي وعد الله به اليهود وأذنابهم من البشر.

قال تعالى :(فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا).

هكذا سيذهبون ويرحلون كما أتوا واحتلوا أرضاً ليست بأرضهم وعندها سيدركون ويل العذاب عندما يسقون من نفس الكأس الذي سقوا منه الشعوب؛ فدولة الاحتلال هي اليوم فوق القانون والأعراف، فليستفق العالم من عدو يريد أن يجعله جحيما لا يُطاق.

الأكثر قراءة