موقف عربي ودولي مُوحَّد ضد الكيان المُجرم

لا يُمكن قراءة العدوان الإسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة واستهداف وفد حركة حماس الذي يقود المفاوضات لوقف إطلاق النَّار في غزة، إلّا في سياق استمرار العربدة الصهيونية في المنطقة، بضوء أخضر وتواطؤ سافر من جانب الولايات المتحدة الأمريكية التي تدّعي دائمًا أنَّها تسعى إلى تحقيق السلام في المنطقة، لكن الواقع يُنافي ذلك تمامًا.

وما يُؤكد خسة وحقارة العدوان الإسرائيلي، أنه جرى أثناء اجتماع قيادات حماس لمُناقشة المقترح الذي طرحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونفذت ضربتها الغاشمة والغادرة، في انتهاك صريح للسيادة القطرية وللقوانين الدولية، وهو ما يؤكد أن هذا الكيان لا يعترف بأي مسار للسلام، وإنما يمضي في النهج الدموي لإشعال المنطقة بأسرها.

لقد ضربت إسرائيل بعرض الحائط كل الأعراف والمواثيق الدولية التي تُجرِّم الاعتداء على سيادة الدول أو استهداف المفاوضين، كما إن هذا العدوان الغاشم ليس عدوانًا على قطر وحدها؛ بل هو عدوان على الجهود الإقليمية والدولية لإنهاء الحرب في غزة.

وثمَّة تناقض فجّ بين تصريحات الولايات المتحدة الأمريكية وما تفعله على أرض الواقع؛ إذ كيف يُمكن لها أن تقدم مقترحًا وتطالب بالموافقة عليه سريعًا، وفي نفس الوقت تسمح لإسرائيل باغتيال قيادات الفريق الذي يُناقش ويُفاوض هذا المقترح لإنهاء الحرب!

إنَّ العدوان الصهيوني الجبان على قطر يُؤكد أنَّ هذا الاحتلال يُشكِّل خطرًا كبيرًا على استقرار الخليج ومنطقتنا العربية عامةً، ولذلك يجب أن يكون هناك موقف عربي ودولي مُوحَّد لردع هذا الكيان السفّاح، وإلزامه بالقوانين الدولية قبل أن تدخل المنطقة والعالم إلى نفق مظلم قد لا يخرج منه أحد.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة