الرؤية- أحمد السلماني

فرض منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم حضوره القوي في افتتاح مشواره ببطولة اتحاد وسط آسيا المقامة على الملعب الأولمبي في العاصمة الأوزبكية طشقند، بعد أن قدّم مواجهة متوازنة انتهت بالتعادل الإيجابي 1-1 أمام المنتخب الأوزبكي صاحب التصنيف 55 عالميًا والمتأهل إلى نهائيات كأس العالم المقبلة. المباراة شهدت حضورًا جماهيريًا كبيرًا وأجواءً تنافسية عكست قيمة البطولة وأهميتها للمنتخبات المشاركة.

دخل الأحمر اللقاء بتركيز عالٍ، وتمكن من افتتاح التسجيل مبكرًا في الدقيقة الرابعة عبر المقاتل ناصر الرواحي الذي تلقى تمريرة بينية متقنة من جميل اليحمدي، ليتوغل داخل المنطقة ويسدد كرة أبعدها الحارس، قبل أن يعود الرواحي لمتابعتها بذكاء ويضعها في الشباك معلنًا تقدم منتخبنا. هذا الهدف عزز من ثقة اللاعبين، ليظهر الخط الخلفي بتنظيم محكم، فيما لعب خط الوسط دورًا بارزًا في الربط بين الدفاع والهجوم وصناعة الفرص. وعلى الرغم من محاولات أصحاب الأرض بالاعتماد على الكرات الطويلة، إلا أن دفاع منتخبنا بقيادة ثاني الرشيدي وأحمد العدوي نجح في إغلاق المساحات. أخطر فرص الشوط الأول جاءت من جميل اليحمدي الذي استغل خطأ دفاعيًا وانفرد بالمرمى، غير أن الحارس الأوزبكي أنقذ الموقف ببراعة.

الشوط الثاني حمل إثارة أكبر، حيث بدأ منتخبنا بضغط هجومي مباغت، وكاد محمد مبارك أن يعزز النتيجة بعد تمريرة متقنة من عاهد المشايخي إلّا أن تسديدته افتقدت القوة. وفي الدقيقة 55، أدرك المنتخب الأوزبكي التعادل عن طريق إدريتيكوف الذي استغل ارتباكًا دفاعيًا ليسدد كرة قوية في الزاوية البعيدة سكنت شباك إبراهيم المخيني، الذي عاد بعدها لينقذ مرماه من كرة كادت أن تدخل بالخطأ بعد تشتيت غير موفق من ثاني الرشيدي.

أجرى الجهاز الفني لمنتخبنا بقيادة البرتغالي كارلوس كيروش عدة تغييرات اضطرارية وتكتيكية، حيث خرج أمجد الحارثي بداعي الإصابة ليحل مكانه محمود مبروك، كما شارك مصعب المعمري وزاهر الأغبري لتعزيز الخط الأمامي. وتألق الأغبري بتسديدة قوية جانبت القائم، فيما أعطى نزول المنذر العلوي وصلاح اليحيائي زخمًا إضافيًا في الهجوم، خصوصًا مع العرضيات المتقنة لليحيائي التي أقلقت الدفاع الأوزبكي في الدقائق الأخيرة.

انتهت المباراة بالتعادل الإيجابي الذي حمل الكثير من الدلالات الفنية الإيجابية لمنتخبنا؛ حيث ظهر الانضباط التكتيكي والروح العالية للاعبين، إلى جانب وضوح فلسفة المدرب كيروش التي اعتمدت على غلق المساحات والاعتماد على المرتدات السريعة. ورغم تأخره في إجراء التغييرات، إلا أن المنتخب قدّم مستوى رائعًا يبشّر بمستقبل واعد في البطولة، أمام خصم عالمي يمتلك الخبرة والتصنيف المتقدم.