تجويع غزة.. جريمة لا تُغتفر

لا يزال قطاع غزة يرزح تحت أبشع صور الإبادة الجماعية في أشد معاناة إنسانية في العصر الحديث وربما العصور الماضية أيضًا؛ حيث يُمارس عليه التجويع المُمنهَج من قبل الكيان الغاصب المحتل، والذي يستخدم التجويع كسلاح حرب بهدف كسر إرادة الشعب الفلسطيني وإخضاعه وتحويل صموده إلى خنوعٍ وذلٍ، بحرمانهم من أبسط حقوقهم في الحصول على كسرة خبز أو شربة ماء، والإمعان في مضاعفة الكوارث الإنسانية تُحيط بهم من جانب.

إنَّ ما يحدث لأهل غزة ليس مجرد أزمة غذائية أو مجاعة؛ بل هو جريمة مُتعمَّدة مع سبق الإصرار والترصُّد ضد الإنسانية، تستوجب أن يُدرك ذلك المجتمع الدولي، وأن يفيق من سُباته العميق، وأن يقف وقفة صلبة في وجه هذا الصلف الصهيوني الذي فاق حد الوصف، ويبدو أنه سادر في غيه، خاصةً وأنه بدأ يشعر بأن لا أحد سيقف في وجهه، وأن الإنسانية باتت لا تأبه بما يحدث في غزة من مذابح وبشاعات تُقطِّع نياط القلوب لا نقول الحيّة وإنما الميتة أيضًا!

اعتراف الأمم المتحدة- رسميًا- بتفشي المجاعة في مدينة غزة والذي جاء متأخرًا جدًا لا يُمكن تبرير تأخُّره بأي عذرٍ وهو غير كافٍ؛ فالمجاعة لا تتمثل في عدم توافر الغذاء فقط؛ إذ عانى الشعب الفلسطيني من أنواع متعددة من الحرمان فقد حُرم حقه في العيش الكريم وحقه في الدواء والحياة الطبيعية، وتظل وصمة العار على جبين الإنسانية وفق مقدمتها الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وإن تدسروا ببعض البيانات الهزيلة التي تتحدث عن وجود مجاعة وجهود للتخفيف من حدتها، فما هي إلّا خطب رنانة لا صدى لها على أرض الواقع المرير الذي يُعانيه الفلسطينيون.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة