الرؤية- ناصر العبري
قال عباس المسكري الكاتب بجريدة الرؤية وصاحب محل الجنان للبهارات العمانية إن سوق صحار التاريخي امتداد طبيعي لسوق المدينة القديم الذي نشأ منذ قرون، حين كانت صحار ميناءً عالميًا على طريق التجارة البحرية؛ حيث كان السوق يقع في قلب منطقة الحجرة قرب الكورنيش، ويتميّز بأزقته الضيقة ومحلاته المبنية من الطين والحجر، وروائح البهارات والبخور تعبق في الأجواء.
وأضاف المسكري- في تصريحات لـ"الرؤية"- إن السوق كان يزخر قديمًا ببضائع مثل النحاس العماني، واللبان، والبهارات الهندية، والأقمشة، والعسل، والأسماك المجففة، والحلوى العمانية، والليمون العماني الشهير الصحاري، لكن مع الزمن، توسعت الأنشطة لتشمل منتجات حديثة، لكن ما زالت الروح التقليدية حاضرة من خلال الحرف اليدوية والمنتجات التراثية.
وعن أحداث تاريخية أو شخصيات بارزة ارتبطت بالسوق، قال المسكري إن السوق ارتبط بتاريخ التجار العُمانيين الذين حملوا اسم صحار إلى موانئ الهند وشرق أفريقيا، كما كان شاهدًا على نشاط شخصيات تجارية محلية بارزة، ومن أبرز أحداثه الحريق الكبير في التسعينيات الذي دمّر أجزاء كبيرة منه، فكان دافعًا لإعادة بنائه. وبيّن المسكري إن إدارة السوق كانت تخضع بشكل تقليدي لوجهاء السوق وأقدم التجار، وكانت هناك أعراف تحكم عمليات البيع والشراء، أهمها الأمانة، وثبات الأسعار، واحترام الزبائن، وكان التفاوض يتم بروح من الود والمصداقية.
وأوضح أن المسكري أن السوق يتميز بموقعه البحري الفريد، وارتباطه بتاريخ صحار كميناء عالمي، إضافة إلى تصميمه المعماري المستوحى من طائر النورس الذي يكثر في هذه المنطقة، وأجوائه التي تجمع بين التجارة والثقافة. ولفت إلى أن السوق شهد إعادة إعمار شاملة، مع مبانٍ جديدة بأربعة مداخل رئيسية، والحجرة، والقلعة، والخور والبحر ومحلات منظمة، ومطاعم ومعرض ثقافي يوثق تاريخ السوق.
وأشاد المسكري بدور الحكومة والبلدية في إعادة البناء والحفاظ على الطابع التراثي للسوق، مشيرًا كذلك إلى أدوار المجتمع المحلي من خلال التجار.
غير أن السوق ما يزال يواجه تحديات؛ حيث يوضح المسكري أنها تتمثل في الحفاظ على استمرارية الإقبال، ومواجهة المنافسة من المراكز التجارية الحديثة، داعيًا الجهات المعنية إلى الاهتمام بالطابع التراثي والتاريخي للسوق.
وذكر المسكري أن الإقبال على السوق زاد بشكل واضح في بداية افتتاحه، لكن مع الوقت انخفض إقبال الزبائن.
وأعرب المسكري عن أمله في أن تولي وسائل الإعلام اهتمامًا بالسوق من خلال إبراز قيمته التاريخية والتجارية والسياحية.