علي العايل
تزخر عُمان بكل المقومات التي تؤهلها لتكون من الدول الأكثر استقراراً ورفاهية في المنطقة: موارد نفطية وغازية، ثروات طبيعية، موقع جغرافي استراتيجي، وعدد مواطنين لا يتجاوز ثلاثة ملايين نسمة. كل هذه العوامل كافية من الناحية الاقتصادية، لأن تضمن لكل مواطن حياة كريمة، بلا ديون تثقل كاهله، وبلا بحث مرهق عن فرص العمل.
لكن الواقع الذي يعيشه المواطن العُماني مختلف تماماً. البطالة تتزايد عاماً بعد عام، الرواتب لا تكفي لتغطية أبسط احتياجات الحياة، كما إن الضرائب تتزايد، والديون أصبحت واقعاً يومياً للكثيرين.
هذا الوضع الاقتصادي الصعب ترافقه تحديات اجتماعية، أبرزها انتشار المخدرات والمؤثرات العقلية بين الشباب وحتى الكبار، ما يهدد النسيج الاجتماعي ويقوّض مستقبل الأجيال القادمة.
ورغم هذه التحديات، يظل المواطن العُماني متمسكاً بقيمه ومبادئه، مؤمناً أن التغيير ممكن إذا وُجدت إرادة حقيقية تتبنى إصلاحات شجاعة، تبدأ بتحسين الرواتب، وتوفير فرص عمل حقيقية، وتطوير الخدمات، وتخفيف الأعباء المعيشية؛ فالوطن الذي يحمي كرامة أبنائه ويوفر لهم أسباب الحياة الكريمة، هو الوطن الذي يظل عامراً بهم، قوياً بقدراتهم، وغنياً بعطائهم قبل أن يكون غنياً بثرواته.