الرستاق- العُمانية
أكدت وزارة التراث والسياحة على أنّ ترميم القلاع والحصون يسهم في الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي والمعماري، وتعزيز السياحة، وتنشيط الاقتصاد المحلي إلى جانب الإسهام في استعادة هذه المعالم لرونقها الأصلي مما يجعلها وجهات سياحية جاذبة وتوفر فرصًا استثمارية للقطاعين العام والخاص.
وتعمل إدارة التراث والسياحة بمحافظة جنوب الباطنة خلال هذه الفترة على ترميم قلعة الرستاق وبرج الكسفة وبرج العويد، حيث تُنفذ هذه المشروعات وفق أعلى المعايير الفنية، مع مراعاة ضبط التكاليف من خلال عدد من الإجراءات، من بينها تصنيع مادة "الصاروج" محليًّا في مصنع متخصص بإشراف الوزارة، وتوفير خشب "الكندل" المستورد خصيصًا لضمان جودته ومطابقته للمواصفات المطلوبة، مما يسهم في تحقيق الكفاءة وتقليل التكاليف الإجمالية لأعمال الترميم والصيانة.
وقال الدكتور المعتصم بن ناصر الهلالي مدير إدارة التراث والسياحة بمحافظة جنوب الباطنة إنّ الهدف الأسمى لوزارة التراث والسياحة من صيانة وترميم المعالم التاريخية هو الحفاظ على هذا الموروث التراثي والثقافي للأجيال القادمة، والذي يعد إرثًا وسجلًا لتاريخ سلطنة عُمان بشكل عام والمنطقة الموجود فيها المعلم بشكل خاص.
وأضاف أن كل معلم من المعالم التاريخية يعد شاهدًا معماريًّا يبرز نمط العمارة المتبع في المنطقة، بالإضافة إلى ذلك التاريخ المروي والمدون عن هذه المعالم، مؤكدًا على أنّ المعالم التراثية تعد واحدة من فرص الاستثمار التي تطرحها وزارة التراث السياحة لتعزيز المشروعات الجاذبة للزوار وتنويع تجارب السياحة الثقافية بما يتماشى مع متطلبات الحركة السياحية.
وأضاف أنّ المشروعات التي تُنفذ في القطاع التراثي والمتحفي تلبي متطلبات النهوض بالقطاع السياحي وتتواءم مع رؤية الوزارة التي تسعى من خلالها لتحقيق أن تصبح سلطنة عُمان رائدة في إدارة تراثها الوطني وأن تكون من أفضل الوجهات السياحية المستدامة وتقدم تجارب فريدة ومتنوعة للسياح.
ووضح لوكالة الأنباء العُمانية أن من أهم مشروعات الترميم الجاري تنفيذها حاليًّا في محافظة جنوب الباطنة تواصل العمل في ترميم قلعة الرستاق حيث تشهد القلعة أعمالا واسعة في جانب الترميم في مختلف أركانها وهي من القلاع الكبيرة في سلطنة عُمان عرفت بتاريخها الممتد إلى فترة ما قبل الإسلام وهي تحوي تفاصيل معمارية تغطي فترات تمتد لأكثر من 1500 سنة.
وأشار إلى أن أعمال ترميم برج الكسفة بولاية الرستاق القريب من عين الكسفة، تشمل صيانة وترميم البرج الرئيس والسور المحيط به مما سوف تكون له إضافة في الاستقطاب السياحي، بالإضافة إلى أعمال الترميم لبرج العويد بولاية المصنعة والذي لا يزال في المراحل الأولى من إسناد العمل وهو بمثابة برج مراقبة استخدم آنذاك لحماية ومراقبة الشريط الساحلي في ولاية المصنعة.
ولفت مدير إدارة التراث والسياحة بمحافظة جنوب الباطنة إلى أن نسب أعمال الترميم تختلف في المعالم التاريخية من موقع لآخر بناء على تقييم وضع المبنى ومعرفة قدرته على تحمل الظروف المناخية والظروف المحيطة بحيث تتم دراسة تأثرها بعوامل الأنواء المناخية، لهذا السبب نجد معالم تاريخية تحتاج إلى إعادة ترميم واسعة قد تصل إلى ترميم كامل للمعلم التاريخي في حين تقتصر أعمال الترميم في مواقع أخرى على ترميم أجزاء معينة منه خاصة المعالم التاريخية التي سبق وأن تم ترميمها في مراحل سابقة من عمر النهضة بعد عام 1970.
وأكد على أن قيمة الأعمال التنفيذية للمشروعات صيانة وترميم القلاع والحصون تختلف باختلاف طبيعة الموقع واحتياجاته الفنية، إذ إن مشروعات الإسناد في هذا المجال تخضع لعدد من المتغيرات التي قد تستجد أثناء التنفيذ، لا سيما أنّ الحالة الإنشائية لبعض الأجزاء لا تتضح بدقة إلا بعد بدء أعمال الترميم.
وحول أثر هذه المشروعات في إيجاد تجارب جديدة للسائح قال الدكتور المعتصم بن ناصر الهلالي مدير إدارة التراث والسياحة بمحافظة جنوب الباطنة إن هذه المشروعات تعزز تنويع فرص الاستقطاب السياحي كما هو الحال في المعالم التاريخية المستثمرة حاليا في المحافظة مثل، قلعة نخل في ولاية نخل وحصن برج آل خميس في ولاية المصنعة، وحصن المنصور بولاية الرستاق
وبيّن أنه طُرح كل من حصن العوابي وحصن بركاء للاستثمار من قبل الشركات المتخصصة وسيتم إسنادهما للشركات بعد الانتهاء من استكمال الإجراءات المتبعة في طرح المشروعات، مشيرًا إلى أن هذا الطرح يأتي في إطار توجه وزارة التراث والسياحة من أجل توسيع المشروعات الاستثمارية في المعالم التاريخية التي يتم الانتهاء من ترميمها وصيانتها والذي تسعى من خلاله الوزارة إلى تشجيع القطاع الخاص للقيام بدوره في إدارة مثل هذه المعالم وتوظيفها لتكون وجهة جاذبة للحركة السياحية.