الرؤية - فيصل السعدي
رعى صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد محافظ ظفار، الخميس، أعمال الدورة الثالثة من ملتقى الصداقة والتَّعاون العُماني الصيني، والذي أقيم تحت عنوان "التحديث الصيني النمط ورؤية عُمان 2040.. أعمالنا ومقترحاتنا"، وذلك بمنتجع ميلينيوم صلالة.
بحضور عدد من المختصين والمهتمين، قدم البروفيسور أمين فوتشيمينغ نائب مدير كلية اللغات الأجنبية وأستاذ كرسي السلطان قابوس بجامعة بكين، ورقة عمل بعنوان: "نبني جسورا جديدة لتعزيز الروابط الثنائية بين الصين وعُمان". مستعرضًا خلالها عمق العلاقات التاريخية بين البلدين.
أشار نائب مدير كلية اللغات الأجنبية ببكين إلى بداية دراسة اللغة العربية في الصين، حيث تعد جامعة بكين أول جامعة حكومية أُنشئت في الصين عام 1898، وقد شهدت الجامعة تأسيس قسم اللغة العربية عام 1946، ليكون الأول من نوعه في البلاد. ومنذ ذلك الحين، أصبحت اللغة العربية جزءًا من التعليم الوطني الصيني، بفضل جهود العالم المشهور الأستاذ ما جيان "محمد مكين". وعلى مدار نحو 80 عامًا توسعت دراسة اللغة العربية في الجامعات الصينية، ليبلغ عدد التخصصات في هذا المجال 50 تخصصًا، تُخرج أعدادًا كبيرة من الطلاب المتميزين سنويًا. كما تطور تعليم اللغة العربية ليشمل برامج دراسات متكاملة في البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، وذلك وفق معايير تعليمية متميزة.
وبين أستاذ كرسي السلطان قابوس بجامعة بكين الدور البارز للعالم الصيني "محمد مكين" في تعليم ونشر اللغة العربية في الصين، إذا له إسهامات كبيرة في ترجمة تاريخ العرب، بما في ذلك تفسيره للقرآن الكريم وترجمته لكتب مثل "حوار الكونفوشيوس".
من أعمال #منتدى_الصداقة_والتعاون_العماني_الصيني
— جريدة الرؤية / ALROYA.OM (@AlroyaNewspaper) August 3, 2025
البروفسور أمين فوتشيمينغ يقدم ورقة عمل بعنوان: نبني جسورا جديدة لتعزيز الروابط الثنائية بين #الصين و #عمان pic.twitter.com/a8OR5nxq3w
كما أوضح أن العلاقات الصينية العربية مرت بمحطات تاريخية مختلفة، أبرزها التواصل التجاري والثقافي عبر طريق الحرير التاريخي، حيث كانت عُمان من المحطات التجارية المهمة في هذا الطريق. ومع إطلاق الرئيس الصيني شي جين بينغ لمبادرة الحزام والطريق عام 2013 أصبحت سلطنة عُمان شريكًا فعالًا في هذا المشروع التنموي.
وأكد البروفيسور على أهمية كرسي السلطان قابوس بجامعة بكين في تعزيز العلاقات بين الصين والدول العربية. فمنذ تأسيسه عام 2007، ساهم الكرسي في تنفيذ العديد من الأنشطة التي عززت التبادل التعليمي والثقافي بين عُمان والصين. وأشار إلى تدشين كتاب حديث بعنوان "تاريخ العلاقات بين الصين وسلطنة عُمان"، الذي سلط الضوء على الدور الريادي للإمبراطورية البحرية العُمانية في مدّ جسور التواصل التجاري والثقافي مع الإمبراطورية الصينية. فهذا التواصل التاريخي العريق يعتبر من أقدم أشكال الاتصال التجاري بين الحضارتين، بإعتباره حجر الزاوية في تقريب المسافات بين العالم العربي والصين، وفتح آفاقًا واسعة للتعاون والتفاهم بين الشعبين.
وأضاف: "تحت إشراف كرسي السلطان قابوس، تم تنظيم العديد من الفعاليات التعليمية، مثل مسابقة جامعة بكين للمقال العربي، بالإضافة إلى تنقيح معجمي العربية الصينية والصينية العربية . كما تم تنفيذ عدد من المبادرات التعليمية الأخرى، التي تعزز التفاهم بين الثقافتين وتعمق العلاقات الثنائية".
واختتم البروفيسور فوتشيمينغ حديثه بالتأكيد على أهمية استمرار هذه الجهود المشتركة، التي تسهم في بناء جسور جديدة للتعاون بين عُمان والصين ، بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز التفاهم الثقافي والتعليمي بين الشعبين.