◄ الحامدي: المنصة تسهم في رفع مستوى الوعي المهني لدى الطلبة
◄ الخروصي: المنصة أداة مهمة لتمكين الشباب
◄ أكثر من 26 ألف مستخدم وبيانات مفصلة عن 861 برنامجًا أكاديميًا بالمنصة
◄ 100 دورة تدريبية مجانية تقدم للمستخدمين بالتعاون مع مؤسسات تدريبية عالمية
◄ إتاحة أدوات ذكاء اصطناعي ومقاييس تساعد الطلبة على اختيار التخصص
الرؤية- ريم الحامدية
أطلق البرنامج الوطني للتشغيل الحزمة الثانية من الخدمات التي تقدمها منصة "خُطى للإرشاد المهني"، والتي تُعد أول منصة وطنية إلكترونية شاملة متخصصة في الإرشاد المهني والتوجيه الوظيفي في سلطنة عُمان. وتأتي هذه الإضافات الجديدة في إطار استراتيجية متكاملة تهدف إلى تمكين الشباب العُماني من اتخاذ قرارات أكاديمية ومهنية مدروسة، وتزويدهم بالأدوات اللازمة لتعزيز جاهزيتهم لسوق العمل بما يتواءم مع مهارات المستقبل والتحولات الاقتصادية الحديثة وبما ينسجم مع مبادرات التحول الرقمي.
وتقدم منصة "خُطى" دوراً مهماً في مساعدة الطلبة والباحثين عن عمل في تلقي تفاصيل دقيقة عن البرامج الدراسية التي تقدم داخل المؤسسات التعليمية في سلطنة عمان وعن المهن المرتبطة بهذه التخصصات وطبيعة المهارات التي يحتاجها الطالب، كما تعتمد المنصة على أدوات إلكترونية مبتكرة للتحليل المهني الدقيق بالذكاء الاصطناعي، مما يعزز قدرة الطلبة والباحثين عن عمل على رسم مساراتهم المهنية بثقة ووضوح.
وشهدت المنصة منذ تدشينها إقبالًا متزايدًا، حيث تجاوز عدد المستخدمين للمنصة 26,300 مستخدم حتى نهاية يونيو من العام الجاري، فيما ارتفع عدد البرامج الأكاديمية المتاحة عبرها إلى 861 برنامجًا و263 شهادة احترافية، وبلغ عدد الدورات التدريبية التي تقدمها بالتعاون مع منصة كورسيرا العالمية 100 دورة استفاد منها 2,465 شابًا وشابةً، مما يعكس نجاحها في توفير خدمات نوعية تلبي تطلعات المستخدمين في رسم مساراتهم المهنية.
وأكد الدكتور بدر بن حمود الخروصي مستشار ورئيس مسار بناء القدرات في البرنامج الوطني للتشغيل والمشرف العام على المنصة، أن التوجيه المهني يعد عنصرًا محوريًا في نجاح منظومة التشغيل والمساهمة في تعزيز المواءمة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل، مشيرًا إلى أنَّ منصة "خُطى للإرشاد المهني" أصبحت أداة مهمة في تمكين الشباب، وتزويدهم بالمعلومات التي تساعدهم في اتخاذ قرارات مهنية تقوم على أسس علمية.
وأوضح مستشار ورئيس مسار بناء القدرات، أن خُطى جاءت استجابةً للتغيرات المتسارعة في سوق العمل، حيث أصبح من الضروري تقديم خدمات إرشاد مهني تتجاوز الأساليب التقليدية، وتعتمد الحلول التقنية التي تناسب نمط الحياة المعاصرة وتسهم في الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المستفيدين، مشيراً إلى أنَّ المنصة جاء تنفيذها كإحدى المبادرات الإستراتيجية للبرنامج الوطني للتشغيل في محور رفع كفاءة خدمة الإرشاد المهني والتوجيه الوظيفي في سلطنة عُمان باعتباره أحد المكونات الرئيسية التي يحتاجها المتعلم في رحلة تكوينه المعرفي والمهاري والقيمي مثلما يحتاجها الموظف لضمان تطوره المهني.
وأضاف الخروصي أن منصة خطى تمثل نموذجًا للتكامل بين مختلف القطاعات في تطوير مبادرات نوعيه، وجاء بناء المنصة كنتاج لشراكة رصينة بين القطاعين العام والخاص، حيث تم تشكيل فريق عمل لضمان التكامل وتحقيق خدمة تحقق الأهداف الخاصة بجميع المؤسسات المعنية بخدمة الإرشاد والتوجيه المهني وفي مقدمتهم وزارة التربية والتعليم ووزارة العمل ومؤسسات التعليم العالي الحكومية بالإضافة إلى مؤسسات القطاع الخاص، لافتاً إلى أنَّ المنصة خلال فترة وجيزة استقطبت اهتمامًا كبيراً على الصعيدين المحلي والدولي حيث تضمن تقرير المهارات الذي أصدره المنتدى الاقتصادي العالمي في يناير الماضي إشادة بمنصة خُطى والخدمات التي تقدمها لتعزيز قدرات الشباب على الالتحاق بسوق العمل وتنمية مهارات المستقبل لديهم من خلال دورات تدريبية منتقاة بعناية.
وتضمنت الحزمة الثانية من منصة "خُطى للإرشاد المهني" مجموعة من الأدوات الذكية التي تهدف إلى تحسين تجربة الإرشاد المهني، وتمكين المستخدمين من بناء خطط مهنية تتماشى مع تطلعاتهم الشخصية وسوق العمل. ومن بين هذه الخدمات، جاءت "الخطة الدراسية" التي تتيح للطلبة في مرحلة التعليم المدرسي وخاصة طلبة الصف العاشر تصورًا دقيقًا لمساراتهم الأكاديمية، من خلال اختيار خطتهم الدراسية وفق ميولهم وقدراتهم ومتطلبات القبول الجامعي، مما يساعدهم على تحديد التخصصات المناسبة لهم، والتعرف على متطلبات سوق العمل لكل مجال دراسي.
كما تم إطلاق "مقياس السمات الريادية"، وهو أداة علمية مقننة على البيئة العُمانية تساعد الطلبة على تقييم مدى استعدادهم لريادة الأعمال، واكتشاف قدراتهم الريادية بناءً على تحليل سلوكياتهم واتجاهاتهم. إضافة إلى ذلك، توفر المنصة خدمة "مساعد خُطى للذكاء الاصطناعي"، التي تعتمد على تحليل بيانات المستخدمين، وتقديم توصيات حول التخصصات والمهن التي تتناسب مع مهاراتهم وطموحاتهم.
وفي خطوة تعكس التزام المنصة بتحقيق تكافؤ الفرص، تم تدشين "مقياس الميول المهنية لذوي الإعاقة البصرية"، الذي يُعد الأول من نوعه في سلطنة عُمان، حيث يساعد هذه الفئة على استكشاف الخيارات الأكاديمية والمهنية المناسبة لقدراتهم واهتماماتهم.
وتشمل هذه الخدمات خدمة "دراستي" التي تقدم قاعدة بيانات متكاملة عن التخصصات الأكاديمية ومتطلبات القبول في مؤسسات التعليم العالي، وخدمة "مهنتي" التي توفر للطلبة والباحثين عن عمل نظرة شاملة حول طبيعة الوظائف والمسؤوليات المطلوبة في مختلف المجالات المهنية.
كما تقدم المنصة خدمة "مهارات المستقبل" التي تتيح للطلبة والباحثين عن عمل الالتحاق ببرامج تدريبية متخصصة في مجالات تقنية وريادية حديثة، مرتبطة بالإطار الوطني العُماني لمهارات المستقبل من خلال منصة كورسيرا العالمية المعروفة بجودة برامجها التدريبية التي تُعزز من فرص توظيفهم وتساعدهم في تطوير مهاراتهم العملية.
وتقدم المنصة خدمات التدريب المتخصصة في المهارات الأساسية والتطبيقية والتقنية بهدف تنمية وتطوير المهارات المطلوبة لتلبية احتياجات سوق العمل وبما يسهم من تمكين الشاب العُماني في الدخول في مسارات التوظيف، إلى جانب توفير مجموعة من المصادر والكتب والمراجع التي يمكن الاستفادة منها فيما يتعلق بالمسارات المهنية، وتوفير مجموعة من الأدوات التي تساعد الفئات المستهدفة على اتخاذ القرارات المهنية والتخطيط للمستقبل منها مقياس الميول المهنية والسيرة الذاتية والاستشارات المهنية والمقارنة بين المهن، إلى جانب خدمة تفاعلية من قبل مختصين في الإرشاد المهني تتيح للمستخدم حجز الاستشارة في التاريخ والوقت المناسب له في مواضيع مختلفة تتعلق بالتخطيط المهني واختيار المواد الدراسية والتخصص المناسب أو مناقشة نتائج المقاييس على المنصة.
ولقيت منصة "خُطى" إشادة كبيرة من الطلبة وأولياء الأمور، الذين أكدوا أنها أصبحت أداة لا غنى عنها في اتخاذ قرارات أكاديمية ومهنية أكثر وضوحًا وثقة.
وقال الدكتور سالم الحامدي مدير مدرسة علي بن أبي طالب، إن التغيرات والتحديثات تتوالى في البيئات التعليمية لمواكبة سوق العمل، ومن أبرزها الإرشاد المهني الطلابي الذي بات ضرورة ملحة، خاصة لطلبة الصف الثاني عشر، لدوره الحيوي في مساعدتهم على اتخاذ قرارات مهنية واعية ومدروسة.
وأوضح أن من أبرز التحديثات التي طرأت في هذا المجال تدشين منصة "خُطى للإرشاد المهني"، والتي تُعد أداة استراتيجية تُمكّن الطلبة من معرفة ذاتهم مهنياً واتخاذ قرارات مدروسة تعزز وعيهم الذاتي والمهني.
وبيّن الحامدي أن الدور الإرشادي والتوجيهي لمنصة "خُطى" محوري، حيث تقدم مقاييس مهنية وشخصية تُمكن الطلبة من التعرف إلى ميولهم وقدراتهم الفردية، كما تتيح ربط هذه القدرات بالمسارات المهنية التي يدرسونها، خاصة في المسارات المهنية، والمواد الأساسية ذات العلاقة بالتخصصات الجامعية والمهنية التي يحتاجها سوق العمل.
وأضاف مدير المدرسة أنَّ المنصة لا تقتصر على دعم اختيار المواد الدراسية فحسب، بل تتعداها إلى مقارنة المهن والوظائف، مما يسهم في اتخاذ قرارات مهنية تؤثر بشكل مباشر على مستقبل الطلبة الأكاديمي والوظيفي. وأشار إلى أنها توفر كذلك استشارات مهنية من خلال خبراء مرخصين، ومنهم أخصائيو التوجيه المهني.
وأكد الحامدي أن المنصة لها أثر مباشر في رفع الوعي المهني لدى الطلبة، حيث تسهم في تحفيزهم مبكرًا على التخطيط لمسارهم الدراسي والمستقبلي بما يتناسب مع ميولهم وكفاءاتهم، كما تدعم بناء ثقتهم بأنفسهم وقدرتهم على اتخاذ القرار، موضحًا أنها تُعد مبادرة وطنية تتواءم مع رؤية عمان 2040 وتسهم في ردم الفجوة بين مخرجات التعليم ومتطلبات السوق، من خلال دعم الإرشاد الرقمي وتمكين الطلبة من امتلاك بوصلة مهنية واضحة.
وعن مدى توافق المنصة مع احتياجات الطلبة، أشار الحامدي إلى أنها تراعي المرحلة العمرية لطلبة ما بعد التعليم الأساسي، خصوصًا طلبة الصف الثاني عشر، الذين يمرون بمرحلة حاسمة في نضجهم المعرفي والمهني. وأضاف أن المنصة، من خلال نوافذها الرقمية، وفرت أدوات مهمة كاختبارات الميول، ودليل المهن، وأدوات دعم القرار، إلى جانب اعتمادها على الذكاء الاصطناعي وأدوات تفاعلية سمعية وبصرية، مما يسهم في دعم أنماط التعلم المتمايزة.
وقال إن أحد الجوانب المهمة هو إمكانية ربط المنصة بسوق العمل من خلال خريطة رقمية توضح وظائف المستقبل وفرص العمل المتاحة، وهو ما يعزز توجيه الطالب نحو مهنة مناسبة وواقعية.
وفيما يخص تفعيل المنصة في البيئة المدرسية، أوضح الحامدي أنها دُمجت ضمن منظومة التوجيه المهني كأداة رسمية، وتم تمكين أخصائيي التوجيه المهني وتدريبهم على استخدام أدوات المنصة وتفسير نتائجها، مشيرًا إلى أن المدارس بدأت توظيف المنصة أيضًا بإشراك أولياء الأمور، الذين يمثلون شركاء أساسيين في دعم أبنائهم أكاديميًا ومهنيًا.
وأضاف أن المنصة تُستخدم ضمن أنشطة تكاملية كالمعارض المهنية والمسابقات وتحليل البيانات المهنية، مما يسهم في دعم أخصائي التوجيه المهني، خاصة في مساعدة طلبة الصف الثاني عشر.
وعن أبرز التحديات، أشار الحامدي إلى أن حداثة المنصة تُعد تحديًا في حد ذاتها، إلى جانب قلة الوعي بأهمية التوجيه المهني المبكر لدى بعض الطلبة وأولياء الأمور، ونقص الكوادر المتخصصة في المجال، وغياب مختصين مدربين في بعض المدارس، مما يضع عبئًا كبيرًا على أخصائيي التوجيه.
وبيّن أن التحديات تشمل أيضًا محدودية الموارد الرقمية المتخصصة، وغياب التكامل بين المناهج الدراسية وسوق العمل، مما يدفع الطلبة لاختيار تخصصات لا تتماشى مع الواقع العملي، إلى جانب ندرة المبادرات التي تُشرك أولياء الأمور في الدعم المهني، فضلاً عن ضيق الوقت بسبب ضغط الجداول الدراسية، وقلة البرامج المهنية المتاحة.
وفيما يتعلق بمدى مساهمة منصة "خُطى" في معالجة هذه التحديات، قال الحامدي إن المنصة تسهم بشكل واضح في رفع مستوى الوعي المهني للطلبة والمعلمين وأخصائيي التوجيه، من خلال إتاحة أدوات رقمية موثوقة تُسهّل عملية التوجيه، وتسهم في سد فجوة نقص المختصين من خلال أدوات تعلّمية ذكية يمكن للطالب استخدامها ذاتيًا.
من جهتها قالت نبيلة بنت سالم السليمانية مشرفة توجيه مهني، بأن منصة خُطى تعتبر أداة مهمة من الأدوات التي يمكن أن يستعين بها أخصائي التوجيه المهني في توعية الطلبة في اختيار المواد الدراسية، وكذلك التوعية بالتخصصات الجامعية المختلفة وخاصة أن المنصة تحتوي على العديد من المصادر والمراجع التي يمكن أن يستعين بها الأخصائي في عملية التوعية مثل مقياس الميول المهنية ومقياس السمات الريادية، إضافة إلى أن المنصة توفر العديد من الدورات التدريبية المجانية التي تنمي مهارات الطلبة بالتعاون وتسهم في تطوير معارفهم ومهاراتهم.
وقال محمد البلوشي، طالب في مرحلة التعليم ما بعد الأساسي: "قبل استخدام منصة خُطى، كنت أشعر بالحيرة في اختيار المواد الدراسية المناسبة لتخصصي الجامعي. ولكن بفضل خدمة "الخطة الدراسية"، حصلت على تصور دقيق لمساري الأكاديمي، كما إن مساعد الذكاء الاصطناعي قدّم لي تحليلًا شاملًا لمتطلبات سوق العمل."
أما أسماء الحارثية، طالبة جامعية، فأوضحت أن المنصة ساعدتها في تحديد المهارات التي تحتاج إلى تطويرها خلال دراستها الجامعية، مضيفةً: "لم أكن أعلم ما هي المهارات المطلوبة في مجالي حتى استخدمت مساعد الذكاء الاصطناعي. الآن أصبح لدي خطة واضحة لما يجب أن أركز عليه خلال دراستي الجامعية."
من جهته، أشار علي العامري، طالب في مرحلة التعليم ما بعد الأساسي، إلى أن خدمة "مقياس السمات الريادية" ساعدته على اكتشاف قدراته في ريادة الأعمال، وقال: "بعد إجراء المقياس، أدركت أنني أمتلك صفات ريادية يمكنني تطويرها، وأصبحت أكثر اهتمامًا بفكرة إطلاق مشروعي الخاص."
كما أكد حمد الهنائي، طالب جامعي في السنة الأخيرة، أن التدريب الافتراضي الذي توفره المنصة كان له دور محوري في تعزيز جاهزيته لسوق العمل. وأضاف: "المحاكاة الواقعية التي توفرها المنصة ساعدتني في اكتساب خبرة عملية حقيقية قبل التخرج، مما جعلني أكثر استعدادًا للانضمام إلى بيئة العمل الفعلية."
أما أولياء الأمور، فقد عبّروا عن ارتياحهم الكبير للخدمات التي تقدمها المنصة، حيث قال سالم البوسعيدي، ولي أمر طالب في مرحلة ما بعد التعليم ما بعد الأساسي: "كنت قلقًا بشأن اختيار ابني لتخصصه الجامعي، ولكن بعد استخدام منصة خُطى، أصبح لديه تصور واضح عن المجالات التي تناسبه، واتخذ قراره بثقة أكبر."
وأضافت منى الحراصية، ولية أمر طالبة جامعية، أن الاستشارات المهنية عبر المنصة ساعدت ابنتها على تحديد مسارها الأكاديمي بشكل أكثر دقة، قائلةً: "منذ سنوات وأنا أبحث عن أداة توجه ابنتي بشكل علمي ومدروس، وكانت منصة خُطى الحل الأمثل، حيث حصلت على استشارات مباشرة من خبراء في سوق العمل."