مسقط- الرؤية
حصد مشروع المُخطط الهيكلي لمسقط الكبرى جائزة WAFX المرموقة عن فئة "المدن الذكية" لعام 2025، وهو ما يمثل تقديرًا عالميًا لرؤية سلطنة عمان في تخطيط المدن المستقبلية القائمة على الابتكار والحوكمة المستدامة والتكامل الحضري، كما تأهل المشروع إلى التصفيات النهائية ضمن 11 مشروعًا عالميًا تتنافس في فئة "التخطيط العمراني الشامل" في مهرجان العمارة العالمي (WAF) الذي تستضيفه مدينة ميامي الأمريكية خلال الفترة من 12 إلى 14 نوفمبر 2025م.
ويُعد مهرجان العمارة العالمي أحد أبرز المنصات المعمارية على مستوى العالم، حيث يجمع نخبة من كبار المعماريين والمخططين وصنّاع السياسات، ويحتفي سنويًا بأفضل المشاريع التي تستشرف مستقبل المدن والمجتمعات حول العالم. وتُعد جائزة WAFX التي أُطلقت احتفاءً بالذكرى العاشرة للمهرجان، من الجوائز المرموقة التي تُمنح للمشاريع المستقبلية الأكثر تأثيرًا على مستوى القضايا العالمية، كالتغير المناخ، التحول الرقمي، العدالة الاجتماعية، والمدن الذكية.
ومن المقرر استعراض مشروع "مسقط الكبرى" على المنصة الرئيسية في المهرجان ضمن جلسات تقديم العروض النهائية، تمهيدا للإعلان عن الفائز النهائي في فئة "التخطيط العمراني الشامل".
وينافس مشروع "مسقط الكبرى" مشاريع استراتيجية عالمية من دول عدة، من بينه الصين، أمريكا، المملكة المتحدة، البرازيل، كندا، تركيا، المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول المشاركة ضمن التصفيات النهائية، مما يؤكد نضج التجربة العُمانية في ميدان التخطيط الحضري، وقدرتها على بلورة نموذج متفرد يتماشى مع التوجهات العالمية ويعبّر عن الخصوصية الثقافية والجغرافية لسلطنة عمان.
ويعكس هذا الإنجاز ما حققته وزارة الإسكان والتخطيط العمراني من نقلات نوعية في تطوير الأطر التخطيطية والمخططات الهيكلية الشاملة، ضمن رؤية وطنية تتكامل مع مستهدفات "عُمان 2040"، وتؤسس لنمو عمراني مستدام قائم على الشراكة المؤسسية، والتمكين المجتمعي، والاستخدام الأمثل للموارد.
وقال المهندس يعقوب بن عامر الحارثي مدير مشروع المخطط الهيكلي لمسقط الكبرى: "يمثّل هذا التتويج محطة متقدمة في مسارٍ طويل من العمل المؤسسي التكاملي، الهادف إلى بلورة نموذج حضري معاصر يُواكب المتغيرات العالمية ويجسّد خصوصية مسقط الجغرافية والاجتماعية، وقد صُمم مشروع المخطط الهيكلي لمسقط الكبرى ليكون أكثر من مجرد إطار تنظيمي؛ بل رؤية استراتيجية تستند إلى استشراف دقيق لمستقبل النمو السكاني والاقتصادي، وتتناول بتكامل خمس تحديات محورية تشمل التنقل، والاستدامة البيئية، وجودة الحياة، والفرص الاقتصادية، والسلامة المجتمعية، وما تحقق اليوم هو ثمرة لتعاون وطني واسع، ومشاركة فاعلة من مختلف الجهات الحكومية والخاصة والمجتمع المدني، أسهمت في إنتاج قالب تخطيطي مرن، يستوعب تحولات المستقبل ويحافظ على هوية المدينة، مع الاستفادة من موقعها الجغرافي الفريد الذي يمنحها دورًا محوريًا متناميًا في المنطقة، هذا التكامل هو ما أهّل المشروع ليكون ضمن نخبة من المبادرات العالمية التي تُعيد رسم ملامح المدن المستقبلية."
وأوضحت مونيكا بيك مستشارة التخطيط العمراني لوزير الإسكان والتخطيط العمراني: "يمثل فوز مشروع المخطط الهيكلي لمسقط الكبرى بجائزة WAFX عن فئة المدن الذكية لحظة محورية في مسيرة التخطيط الحضري بالسلطنة؛ فهذه الجائزة لا تكرّم التصميم فحسب، بل تحتفي بالمشاريع القادرة على الاستجابة لتحديات عالمية كبرى كالتغير المناخي، والتحول الرقمي، والعدالة الاجتماعية، والصحة العامة. ومن هنا تأتي أهمية هذا التقدير الدولي، كونه يصدر عن منصة مرموقة ومن قبل نخبة من الخبراء العالميين في مجال العمارة والتخطيط".
وأضافت مونيكا: "لقد حرصنا منذ المراحل الأولى للمشروع على أن تكون الاستراتيجية متعددة التخصصات، تستند إلى التكنولوجيا الذكية كأداة رئيسية في التخطيط والتطبيق، حيث تم دمج مختلف عناصر الرؤية ضمن منظومة متكاملة لنظام المعلومات الجغرافية (GIS)، ما أتاح مستوى غير مسبوق من التنسيق بين قطاعات التخطيط العمراني، والتنقل، والاستدامة البيئية، والتنويع الاقتصادي، والخدمات الحضرية، وهذا التكامل هو ما منح المشروع العمق والمرونة والقدرة على مواكبة التحولات المستقبلية، وهو ما أهل المشروع لنيل هذا الاعتراف الدولي."
ويرتكز مشروع "المخطط الهيكلي لمسقط الكبرى" على رؤية عمرانية شاملة تنطلق من خمسة محاور مترابطة تُجسّد ملامح العاصمة المستقبلية. ففي محور "مسقط الخضراء"، يسعى المشروع إلى تعظيم الاستفادة من البيئة الطبيعية والمياه والأودية، بما يعزز التوازن البيئي ويُسهم في تحسين جودة الحياة. أما "مسقط المترابطة" فتتمثل في تطوير شبكة نقل ذكية ومتكاملة تُقلل من الاعتماد على المركبات الخاصة وتربط بين مراكز النشاط الحيوي في المدينة. ويُعزز محور "مسقط المنتجة" من التنوع الاقتصادي، من خلال خلق فرص استثمارية مستدامة تُعزز تنافسية المدينة وتدعم قطاعات الابتكار والمعرفة.
وفي "مسقط الحيوية"، يُركز المشروع على تطوير أحياء متكاملة الخدمات والمرافق، نابضة بالحياة، توفر بيئة معيشية راقية تعزز من الترابط الاجتماعي. وأخيرًا يُجسد محور "مسقط الآمنة والمرنة" قدرة المدينة على التكيّف مع التغيرات المناخية والتحديات المستقبلية، من خلال تخطيط حضري يضمن السلامة المجتمعية ويقلّل من المخاطر الطبيعية.