القاهرة- الوكالات
3 أيام متبقية على معرض Wetico للفنانة الفوتوغرافية نيرمين همام بوسط البلد خلف سينما راديو، والذي يقام ضمن فعاليات الدورة الرابعة لأسبوع القاهرة للصورة (CPW) الذي نظمته فوتوبيا تحت شعار "اكتشاف المشهد"، برعاية وزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة، ووزارة الثقافة، ومازال واحدا من أكثر المعارض الذي تم زيارته خلال أسبوع الصورة من الجمهور العام ومن المتخصصين والي وصل فوق الـ20 ألف زائر من كل الأعمار.
والمعرض يقدم سخرية من الإستعمار في كل أشكاله على مر العصور بشكل مختلف عن باقي المعارض التي قدمها أسبوع القاهرة للصورة كما أكدت مروة أبو ليلة مؤسس أسبوع القاهرة للصورة، وأشارت قائلة "محظوظين اننا أول من اخرج اعمال نرمين همام الهامة خارج حوائط الجاليرهات التقليدية وتكون متاحة للجمهور العام أقرب لكل الفئات، فهي فنانة فوتوغرافية مقيمة في القاهرة، وتعرف بأعمالها المركبة التي تمزج بين التصوير الفوتوغرافي والتقنيات التصويرية المستوحاة من الرسم، وتتطرق في أعمالها الي موضوعات الهوية، والإدراك، والسلطة من خلال إعادة تخيّل الصور وتحويلها إلى لوحات بصرية غنية بالرموز".
وأكدت أبو ليلة "نيرمين تلقت تدريبها غي مجال صناعة الأفلام في كلية تيش للفنون بجامعة نيويورك، وهو ما أثري خلفيتها السينمائية بشكل كبير على ممارستها الفوتوغرافية، حيث تتجلي في تسلسلات سردية تشبه المشاهد السينمائية تستوحي أعمالها من شخصيات مثل أندريه تركوفسكي وإنجمار بيرجمان، وغالبا ما تصور شخصيات في حالات انتقالية أو هشة، كاشفة عن البني العاطفية والمجتمعية المستترة، حيث تتحدي أعمالها الصورة النمطية من خلال إعادة صياغة الرموز الثقافية وتقديم أعمال بصرية مركبة تستحضر رموزا قديمة وتتصدي لتوترات معاصرة في آن واحد".
وقالت نيرمين همام عن المعرض " إن وتيكو أو فيروس العقل للجنون الجماعي هو المفهوم الراديكالي عند أهل أمريكا الأصليين للقوة الدافعة للجنون الجمعي والدمار، وهو مفهوم منتشر حاليا في مختلف أنحاء العالم، ومن بداية نشأة وتيكو من الثقافات الألغونكية بما في لك Cree و Ojibwe متمثلا في روح شريرة أو مرض نفسي طفيلي معدي يتملك ويسطيرعلى العقل البشري، ويحول الإبداع إلي دمار، ويستبدل التعاطف بجوع لا يشبع، يظهر أولئك الين أصابهم وتيكو أنانية شديدة وجشعا وشره للإستهلاك، كما هو الحال في حالات نادرة من أكلي لحوم البشر، أو مجازيا من خلال إستغلال موارد الأخرين والأرض وكلك روح الشعوب".
وأضافت " وتيكو ليست مجرد أسطورة ولكنها عدسة تشخيصية لفهم أنماط التدمير الذاتي للبشرية، إنه يزدهر في الإغتراب لإقناع الأفراد والمجتمعات بأن الهيمنة أمر طبيعي والإستهلاك تقدم، بعد تجربتي في القاهرة، بدأتُ أرى أوجه تشابه بين الصور الأسطورية للفنانين المراسلين في الغرب الأمريكي المتوحش (مثل فريدريك ريمينغتون وتشارلز ماريون راسل) وتأثير المجتمع الدولي في العالم العربي. في كلتا الحالتين، استُخدمت الصور شديدة التأثير على نطاق واسع لتبرير العدوان. وبالاستناد إلى هذه التشابهات، أردتُ ابتكار عمل فني يعكس ملاحظاتي ويتحدى مفاهيمنا المسبقة. يلعب الفن دورًا مهمًا في تقديرنا لتفاصيل الثقافة والمعتقدات. كما يُمكن للفن أن يُوصل طرقًا لتفكيك هذه التفاصيل. ومثال واضح على ذلك الدعاية الإخبارية، إذا غيّرنا عنصرًا واحدًا في صورة ما، فقد يؤثر ذلك على قراءتنا الكاملة للمشهد. وبالمثل، إذا استبدلنا عنصرًا بآخر، يُمكن إعادة سرد قصة".
وأشارت "تتكون السلسلة من تسع عشرة صورة مركبة، مقسمة إلى لوحات استشراقية وأخرى غربية أمريكية. كانت الخطوة الأولى هي اختيار اللوحات التي أردت استخدامها، والتي تم إقرانها بعد ذلك بصور إخبارية معاصرة جُمعت من الإنترنت لإنشاء صورة متماسكة ذات سرد جوهري، بتعديل العنصرين، تتغير قراءة الصورة بأكملها".
يذكر أن الدورة الرابعة لأسبوع القاهرة للصورة، ضمت أكثر من 20 معرضا فرديا وجماعيا لمجموعة من المصورين المحليين والدوليين المحترفين، والمؤسسات الدولية مثل World Press Photo ، Vogue، national geographic و Getty Images وذلك في 14 موقعا بمنطقة وسط البلد بالإضافة إلي كايرو ديستريكت ديزاين ، كما يستضيف أسبوع القاهرة للصورة خلال فعالياته أكثر من 100 محاضرة وورشة عمل وعروض توضيحية مباشرة بمشاركة خبراء وفنانين عالميين بالتعاون مع عدد من السفارات منها الهولندية والإيطالية والإسبانية والفرنسية والسويسرية والدانماركية والمركز الثقافي البريطاني والاتحاد الأوروبي.