السلامُ ليس صفقةً ولا الدماءُ عملةً... فهل تفهم؟!
د. مجدي العفيفي
(1)
عندما تخطو على أرض الخليج بـ"حذاء رعاة البقر" الذي اعتدتَه، مُلوِّحًا بوعود "الازدهار الاقتصادي" و"الصفقات التاريخية"، تذكَّر أنَّ التاريخ لا يُكتَب بالدولار وحده! فخلفَ أرقام صفقاتك المُعلَنة، هناك أرقامٌ أخرى تُنقَش بالدم: أطفال فلسطين الذين قُتِلوا تحت دباباتٍ مُموَّلةٍ بسلاحك، وأُسَرٌ مُزِّقت بيوتها بمُوافقاتك السياسية.
نعم، أنت بارعٌ في تحويل السياسة إلى "ترامب كارد" تجني منه أرباحك، لكنَّ القيمة الحقيقية للقادة تُقاس بمدى إنسانيتهم، لا بمدى ثرائهم.
لقد جعلت من "صفقة القرن" سوقًا للمساومة على حقوق الشعوب، لكنَّ فلسطين ليست سلعةً في مزادك!
(2)
مستر ترامب:
إذا كنتَ تظن أنَّ التاريخ سيتذكَّرك لثرائك أو براعتك في البيع والشراء، فاعلم أنَّ ذكراكَ في ضمير الإنسانية ستكون أقرب إلى "تاجر حروب" منه إلى "رجل سلام". ففي الوقت الذي تُحضِّر فيه قوائمَ أرباحك، يُحضِّر الفلسطينيون قوائمَ شهدائهم.
قد تنجح في شراء الذمم، لكنك لا تملك ثمن الضمير. وقد تُجبر العالم على الصمت، لكنك لا تستطيع إسكات صوت الحق.
من عالَمٍ لن ينسى أن الأطفالَ الفلسطينيين كانوا "تكلفةً جانبية" في حساباتك القاسية!
(3)
مستر "ترامب الدموي"... يا من تظن نفسك إمبراطورًا على عالم لم يعد لك فيه مكان! أتدري أن عصرك الزائل قد انتهى؟ أمريكا لم تعد قطبًا أوحد، ولم تعد قادرة على فرض إرادتها على العالم كما تفعل الوحوش.
نحن في زمن سقوط عرش أمريكا وانهيار زمن القتلة..!
الصين تقود الاقتصاد العالمي.. وروسيا تحطم غرورك في أوكرانيا.. وآسيا تتحرر من استعمارك البغيض. أنت وأمثالك مجرد وحوش، تحاولون البقاء فوق جثث الأبرياء، لكن العالم يتغير من تحت أقدامكم.
(4)
يا قاتل أطفال فلسطين! هل تظن أن دماءهم ستذهب هباءً؟ هل تعتقد أن صفقاتك الخليجية ستخفي جرائمك؟
والله لن تُنسى، وسيُذكر اسمك في التاريخ كواحد من أكثر الرؤساء دمويةً، تاجر بآلام البشر من أجل ملياراتٍ تنهبها باسم "الصفقات".
لقد سقطت أمريكا، وسقط معها زمن الطغاة الذين يحكمون بالحديد والنار. العالم الآن يقاومكم، والمقاومة تنمو في كل مكان. فلسطين تنتصر، وحلفاؤك الخونة ينهارون.
مهما جمعت من أموال النفط، ومهما زورت من حقائق، فهزيمتك قادمة.
(5)
اعلم مستر كاوبوي: أنت مجرد دمية في يد دولة فاشية آيلة للسقوط، وأن زمن الاستعمار الأمريكي قد ولى، والعالم لم يعد يخاف منكم، وأن دماء الأطفال الفلسطينيين ستطاردك حتى في قبرك.
اسمعها مني- وأنت بينك وبين السياسة الحقيقية سنوات ضوئية- أمريكا سقطت، والعالم الجديد لا مكان فيه لوحوش مثلك!
يا من حوَّلَ السياسةَ إلى مذبحة، والاقتصادَ إلى نهبٍ مُمنهج، أتَعرف كم مِن دُولارٍ تلطَّخَ بدماء الفلسطينيين في "صفقتك المشؤومة"؟ أتَذكر كم ألف طفلٍ ماتَ لأنك بعتَ الضميرَ العالميَّ بخصمٍ بخس لصالح حُلفائك؟
(6)
أيها الفاشيُّ العجوز: هل فاتك أن العالم لم يعد يحترمُ "كلابكم" الذين يرقصون على أنغام الدولار؟
هل نسيتَ أن "إسرائيل" التي تُمجِّدها أصبحتْ دولةً مُقزَّمةً تُحاصِرها المُقاومةُ من كل حدبٍ وصوب؟
هل أغفلتَ أن حُلفاءك يختبئون خلفَ قصورهم بينما شعوبهم تُدرِكُ أنهم مجرَّدُ ورقةٍ في لعبتك القذرة؟
(7)
لنكن صريحين.. سياساتك فشلتْ فشلًا ذريعًا: "صفقة القرن" ماتتْ قبل أن تولد، ولم تتركْ إلا رائحةَ العار.
حربُك الاقتصادية على الصين وروسيا ردَّتها بقوةٍ جعلتْ دولارَكَ يرتجف!
أنت مجرم حربٍ بكل معنى الكلمة لدعمُك المباشر لإسرائيل في مجازرها والذي يوثِّقه العالمُ كله، وستُحاسَبُ عليه. الأسلحةُ الأمريكية التي قتلتْ أطفالَ اليمن وفلسطين شهادةُ إدانةٍ في جيب التاريخ.
لا تظن أن منصِبَك السابق سيحميك؛ فالقانون الدولي يطاردُ مجرمينَ مثلك!
(8)
تذكَّر يا مستر: مهما طالَ الليل، فالفجرُ آتٍ... ومعهِ الحسابُ العسير!
التهديد السياسي: العالم الجديد يراقبكم!
لن تُفلتوا من العدالة؛ فالعالم يتجه نحو نظامٍ متعدد الأقطاب، حيث أمريكا لم تعدْ قادرةً على إسكات الأصوات.
المقاومةُ تنتصر؛ سواء في فلسطين، أم في أوكرانيا حيث تُسحَقُ أسلحتكم، أم في أفريقيا التي ترفضُ استعماركم.
دماء الضحايا ستُطاردكم؛ فالشعوبُ التي قتلتُموها لن تموتَ؛ بل ستُنهي عهدَ الخونة!
قد تظن أن المالَ والسلاحَ يُبطلانِ الحقَّ، لكنَّ الحقيقةَ كالنار... لا يُخمِدُها إلا الزوالُ.
فاستعدّوا لفصلٍ جديدٍ من التاريخ... حيثُ لا مكانَ للقتلةِ والخونة!