الإفراج عن طالبة تركية بجامعة أمريكية كتبت مقالا يدعم فلسطين

ماساتشوستس- رويترز

أمر قاض اتحادي أمريكي إدارة الرئيس دونالد ترامب اليوم الجمعة بالإفراج عن طالبة تركية محتجزة منذ أكثر من 6 أسابيع في أحد مراكز احتجاز المهاجرين في لويزيانا، بعد أن شاركت في كتابة مقال رأي ينتقد رد فعل الجامعة على حرب إسرائيل في غزة.

وكان عناصر من وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية التابعة لوزارة الأمن الداخلي اعتقلوا طالبة الدكتوراه التركية رميساء أوزتورك في جامعة تافتس بولاية ماساتشوستس أثناء استعدادها للخروج من منزلها في مدينة سومرفيل للمشاركة في إفطار رمضاني في مارس/آذار الماضي.

وقال القاضي إن أوزتورك أثارت ادعاء جوهريا بأن مسوغات احتجازها "اقتصرت ببساطة على التعبير عن رأيها الذي أدلت به أو شاركته في مقال رأي، في انتهاك لحقوقها بموجب التعديل الأول للدستور".

وقال سيشنز "من المحتمل أن يؤدي استمرار احتجازها إلى تخويف الملايين في هذا البلد من غير المواطنين من التعبير عن رأيهم... قد يتجنب أي منهم الآن ممارسة حقوقه بموجب التعديل الأول للدستور خوفا من اقتيادهم إلى مركز احتجاز".

ومثلت أوزتورك أمام القاضي عبر اتصال مصور من مركز الاحتجاز في لويزيانا. وشوهدت بعد جلسة الاستماع وهي تعانق إحدى المحاميات عنها.

وسينظر القاضي في دعواها القضائية الأساسية في جلسة استماع لاحقة.

وقالت جيسي روسمان، محامية أوزتورك من الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية في ماساتشوستس في بيان "شعرنا بالارتياح الشديد لأن رميسة ستعود قريبا إلى ماساتشوستس، ولن نتوقف عن النضال حتى يتم إطلاق سراحها نهائيا".

وقالت جامعة تافتس ومقرها ماساتشوستس إنها تعتزم المساعدة في توفير سكن لأوزتورك عند إطلاق سراحها. وقال متحدث باسم الجامعة في بيان إن الجامعة تأمل أن تتمكن أوزتورك من العودة إلى وسطها الأكاديمي في أقرب وقت ممكن لاستئناف دراستها للدكتوراه.

ووصف نائب كبير موظفي البيت الأبيض ستيفن ميلر حكم القاضي بأنه علامة أخرى على ما اعتبره "انقلابا قضائيا" في الولايات المتحدة. وتصدى قضاة لعدة جوانب في جدول أعمال ترامب الصارم بشأن الهجرة.

وقال ميلر للصحفيين "لا يمكننا مقاضاة كل تأشيرة مفردة نريد إلغاءها".

وصدر حكم القاضي بعد فترة وجيزة من رفض محكمة استئناف اتحادية محاولة إدارة ترامب إعادة احتجاز الطالب في جامعة كولومبيا محسن مهداوي، وهو ناشط فلسطيني أمر قاض آخر في فيرمونت بالإفراج عنه الأسبوع الماضي بعد أن اعتقلته سلطات الهجرة أيضا.

وقال متحدث باسم وزارة الأمن الداخلي الأمريكية التي تشرف على إدارة الهجرة والجمارك، في بيان إن تأشيرات الطلاب "امتياز وليس حق"، وإن الإدارة "ستواصل السعي لاعتقال واحتجاز وإبعاد الأجانب الذين ليس لهم الحق في التواجد في هذا البلد".

وانتشر على نطاق واسع مقطع مصور رصد اعتقال أفراد ملثمين بزي مدني من سلطات الهجرة لأوزتورك في 25 مارس آذار في أحد شوارع ضاحية سمرفيل في بوسطن بولاية ماساتشوستس بالقرب من منزلها بعد أن ألغت وزارة الخارجية الأمريكية تأشيرتها.

وكان المسوغ الوحيد الذي قدمته السلطات لإلغاء تأشيرتها هو مقال رأي شاركت في كتابته في صحيفة تافتس الطلابية ينتقد الجامعة في تقاعسها عن الالتفات لدعوات الطلاب لسحب الاستثمارات من الشركات ذات الصلة بإسرائيل ويدعوها إلى "الاعتراف بالإبادة الجماعية للفلسطينين".

ودفع محامو أوزتورك في الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية بأن اعتقالها واحتجازها أريد به، بالمخالفة للقانون، معاقبتها على ممارسة حقها في حرية التعبير الذي يكفله التعديل الأول للدستور الأمريكي وتخويف الآخرين من ممارسة هذا الحق.

ونُقلت طالبة الدكتوراه والباحثة الحاصلة على منحة فولبرايت إلى مركز احتجاز في باسيلي بولاية لويزيانا، على الرغم من أن محاميها رفع دعوى قضائية في ولاية ماساتشوستس في اليوم الذي اعتقلت فيه ومنع القاضي هناك نقلها خارج الولاية دون إشعار مسبق مدته 48 ساعة.

وبحلول الوقت الذي صدر فيه هذا الأمر، كانت إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية نقلت أوزتورك (30 عاما) بالفعل إلى فيرمونت واحتجزتها هناك لفترة وجيزة قبل نقلها جوا إلى لويزيانا.

وبدلا من رفض قضيتها كما أرادت الإدارة، أحال قاض من ولاية ماساتشوستس القضية إلى فيرمونت، قائلا إنه يمكن النظر فيها بشكل ملائم هناك.

ثم أمر سيشنز الذي عينه الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون بنقل أوزتورك إلى فيرمونت حتى تكون متاحة أثناء نظره في أمر الإفراج عنها وفي "المخاوف الدستورية الكبيرة" التي أثارتها.

وأمرت محكمة استئناف اتحادية يوم الأربعاء بنقلها إلى فيرمونت بحلول 14 مايو أيار، لكن سيشنز اختار المضي قدما في جلسة استماع للإفراج عنها بكفالة كانت مقررة مسبقا لتعقد اليوم الجمعة والسماح لأوزتورك بالمثول عبر اتصال مصور بعد أن قال محاموها إنها تعاني من نوبات ربو تتفاقم أثناء احتجازها.

وعانت من إحدى نوبات الربو هذه في منتصف جلسة أمس الجمعة. وقالت للقاضي إنها عانت من أكثر 10 نوبات ربو أثناء احتجازها، أكثر من أي وقت في العامين الماضيين، وألقت باللوم في ذلك على الظروف "الصعبة" لحبسها في مكان مكتظ وسيئ التهوية.

وقالت "زادت مدة وتواتر هذه النوبات بسبب المحفزات المستمرة المحيطة بي وكذلك البيئة الضاغطة التي أعيش فيها الآن".

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة