قصة الوادي الصغير 43

 

 حمد الناصري
 
انتشر خبر مقتل فلوع في أوساط مجتمع الوادي الصغير، وأحدث قلقًا ومخاوف في سيح المالح وحاراته وساحله الطويل، واضطربت بقية رمال الأعراب.. قال أحد المُقربين لـ فلوع ومن عشيرة الغالبي:
 
ـ نعرف الغدر على حقيقته لكنّنا لم نُمارس ما نُرهب به أعداءنا منذ القِدم أولاد هاد وهادين وبعريفين، وإن هم يجتمعوا إلى جَد واحد، ياكوف، ومارس أحفاده أي ياكوف ـ إرهاباً منذ أنْ حلّ الطمع في أولاده وأرادوا قتل أخيهم الصغير غير الشقيق، وأرادوا كيداً بأخيهم الأصغر سناً " كلّيم" لكن ياكوف لم يوافقهم وأحسّ بإجرامهم وفظاعة أفعالهم وقال لهم في ليلة ظلماء قاسية، مكلوماً ، ـ مفجوعاً من غدر الأخوة غير الأشقاء لأخيهم الذي هو أقربهم حُباً لأبيهم ، وقال بغضب : اذهبوا وتحسّسوا من أخيكم كلّيم.. لا تٌعينوا على أنفسكم شيطنة العنف، لا تسبّبوا ضرراً لأبيكم، ولا تُؤذّوا أخيكم، واعلموا أنّ الشيطنة طُغيان وقسوة فلا تذلّوا أنفسكم بما تكرهه السماء والأرض والجبال.. فالتاريخ الأسود مذموم ومن كان في نفسه حديثاً طويلاً عن حادثة العنف الأولى في التاريخ البشري فيسردها فقد حكى من قبلنا عن قصصهم ووثّقها آخرون، ونحن اليوم مُستمعون.. وإن كان هناك عُنف أغلظ من عُنف رجال سبقونا، فقد سبقنا إليه قوم أبينا الأوّل، وأخوة مارسوا القتل بوحشية نتنة، كُلٌّ طمع فيما عند غيره وازدادت نفسيّاتهم حماقة حين بدأ بقتل أحدهما الآخر.
 
    سكت.. دعوني أكمل لكم الحكاية.. حاول ياكوف أن يُبصّر أبنائه بلطف فأردف: لا تقطعوا وُدّكم بأخيكم ولا تخرجوهُ من رحمة ربكم ولا تكونوا جاحدين ولا تُنكروا جميل أبيكم.. دمعت عينيه وجفّت مآقيها وهو يتذكّر ابنه الحبيب "منسي " والتفت إلى ولده الأكبر " يهودان" هزّ رأسه وبقي صامتاً، وأحنى رأسه كأنّه يهمس إليه وتلطّف بكلمات طيبة.. استقصوا أخبار" مَنسي" لا تُفرطوا في الرجاء فتكونوا من الخاسرين.. ابحثوا عنه وتفقّدوا أمره ولا تُسوّل لكم أنفسكم أمراً فاجعاً فتتحسّرون على فِعْل جَلل مُحرم في السماء فتخسرون رضا الربّ الاعلى.. وقدِّموا لأنفسكم خيراً تجدونه مكتوباً في خصيصة تُميزكم، لا تأتونني بغير نقاء وصفاء، تلك هي ميزة من قبلكم.. أنتم مسؤولون عمّا تُجرمون، ذلك هو جُرم من عهد أبيكم الأوّل، لا أريد أن أحذّركم من مغبّة الإثم والأفعال التي أحطتم علماً بها، وحدّثتكم عنها.. احذروا آل ياكوف من شرّ الحمق، فهو شرّ يلحق بكم. إنّه كمثل حمقى هزّت جريمة قُدرتهم وشلّت تدابير إخفاء جثة غدروا بها بِشَرّ قَتْلة وبأيديهم حفروا لها مكان يُخبئونها فيه، بدليل طائر يطير في السماء علّمهم حِكمة لم يُدركونها وكانت سهلة عليهم.. حين جاء بطائر مِثْله، وحفر له حفرة ودفنها فيه.. كانت رسالة الطائر واضحة، فيها تدبير وحكمة ورشادة.

      دمعت عين الأخوة وعلى رأسهم "يهودان " أكبرهم سِنّاً، واعتذر لأبيه ووعده بالتقصّي والبحث عنه ولو كلفه ذلك حياته.. نظر إلى أبيه وقبّل رأسه وأردف.. أعدك أبي، أنّنا سنبقى على ما غرزته فينا من إيمان ومحبة وإخاء.. وستكون هيَ ثوابتنا العالية.. اصْبر أبي وما صَبرك إلّا خير وعزّة وكرامة، وأنّ فَقْدنا "منسي" من بين أيدينا، إصلاح لنا وتقويم لمن يأتي بعدنا، وقدر مكتوب، ولعلّه يكون عِوضاً لا يخطر على بالك بتاتاً.
  لكن ياكوف الأب الرؤوم الطيّب، في نفسه حنين ولم يَصبر، فكانت اللحظة قاسية لا سلام فيها ولا حسيس غير دموع وفيض من بوح مكلوم، أسرعت به إلى لحظة قاسية إلى فقدانه أشرف المواضع في وجهه وأهمّ خَصِيصة تُمَيّز إدراك ما حوله.
                        
      اتسعت رقعة الخبر وامتدّت إلى الرمال الغربية والرمال الشرقية ورملة ياكوف وبحر المرجان وقعدة بني زهران ورمال بن عُوران والكثبان الذهبية وكثبان العوران ورملة نجود وساحل المرجان والبلدة القديمة وإلى جزر المرجان ومَمرّ وهران الصغير، وانتشر الخبر في كل الأرجاء، وأُجْبر السيّد ثابت للخروج من عزلته والعودة إلى سدّة القيادة والزعامة فـ أمّة الوادي الصغير ورجالها قد طرأت عليهم أخطاراً مُحدقة.. وفور عودته، بايعه قومه رجال الوادي وسيح المالح والحارات العشر والساحل الطويل، وقاد رجالاً عدة وعتاداً وجيّشهم ضدّ المتآمرين والمُتخاذلين وأمر بسجن كل غادر ومُتآمر ومُتخاذل، وكان في مقدّمتهم فلوع؛ الذي هرب مرّة أخرى وقد وُجِد مقطوع الرأس؛ مرمية في حفرة مهجورة جافة لا ماء فيها، ولا شيء يُذكر غير رأس فلوع وبقيّة جثّته أشلاء مقطّعة.
 
قال ثابت بعزم:
 
ـ ذلك القتل من أفعال الغُرباء الشرقيين ذوي العيون الزرقاء.
 
قال رجل يُدعى حافظ، كثير الجدل:

ـ ولكن يا سيدي، الشرقيين عاثوا فساداً أكثر من الغربيين.
 
ـ نعم اتفق معك، لكن الشرقيين هم سوسة تنخر في عظام الأعراب.
 
ـ كيف؟
 
ـ اسكندر آرون، قائد الشرقيين، هو سبب هذه الحركة ليفتن الأعراب من جديد وليسهل عليه النخر في صفوفهم.. الشرقيون أشدّ خطراً من الغربيين على أمة الأعراب، والغربيين ألدّ أعداء أمة الأعراب ظاهراً وباطناً، هُم أعداء الداخل وأعداء من الخارج، من الداخل يعملون بصمت وفي الخفاء يُمزّقون لُحمتنا وصُفوفنا شرقاً وغرباً، من بحر المرجان إلى بحر الأعراب الكبير، وجنوباً وشمالاً من مصبّ النهر الكبير المُحاذي لرمال الأعراب الذهبية إلى مصبّ الماء العذب ومروراً بالماء الراكد أو الميّت، وصولاً إلى أعالي الرمال الذهبية وبحار الأعراب وأقصاها.
 
ـ إذن ماذا تقول في تنحي محسن الشيخ أليس فيه إذلال لأمة الوادي الصغير في الوقت الذي هم بحاجة إليه.؟

ـ تنحي محسن الشيخ عن زعامة الوادي الصغير خطر كبير على الأعراب، فالأعراب لهم منطلقات يسيرون عليها وإطفاء الفتنة وإخماد نارها هي أولى المسارات الصحيحة، الأعراب يجب أن يكونوا أكثر وعياً، فالشرّ مُحدق بهم من كل جانب، من الشرقيين والغربيين معاً لا يرعون إلا مصالحهم.

   قال ثابت الرجل المكين بهدوئه ورزانته:
 
ـ صدقت.. المنافع وحدها من تُحرّكهم وهي من تردّ صوابهم، ولكنّي أقول لكم سواء أكنت حاضراً اليوم أو غائباً بالغد ـ نحن الأعراب ـ لدينا من هو أشدّ منهم قسوة وأكثر قوة ومَنعة.. لكنّنا وحدنا لا نكفي، فزعاماتنا وقياداتنا، خائفة وَجِلة، لا شيء لديها تقدّمه، يُصيبها جنون إذا ما وجدوا نار الشعوب غاضبة، شررها يتطاير، تحرق الجائع والبائس الفقير، نارٌ تفتح فتنة تُصيبكم جميعاً، جذوتها إن اشتعلت التهمتْ الشجر والمدر والناس؛ لا يُطفئها الغربيون ولا الشرقيون بل يزيدونها ناراً ويُكرّسون جَهدهم كي لا تنطفئ أبداً، ودُّوا لو تبقى مُستمرّة، فتنة تتخلق من بعضها في ديمومة.. ثم يقولون بأعذب الكلام الجميل "من أشعل الفتنة لا يستحق وطن يحميه "؛ ثم أنّ كلامي خذهُ بمحمل الجد، إنّ ما قاله بنو هاد الأوائل، حين احرقوا الشجر والمدر والناس في بلاد الرمال الذهبية " لا ثناء لأعرابي حتى لو هرع إلى الجحيم، فغضب قوم هاد يلحق الأعراب حيثما كانوا باللعن والطرد.
     أتعلمون ماذا قال بعرفين الأوّل الذي سمّى قومه " بني صَهاد" أو قوم "صَهاد": إنّ قومنا لن يرضوا عن الأعراب صغيرهم وكبيرهم، حتى لو سارعوا لإرضائنا، فإنّ قلوبنا سوف تحرقهم جوعاً للأبد ولن ينالوا من قومنا " بني صهاد" أو من الذين معنا بني هادِن وبعريفين، سنضرم النار في وجوههم ونحترق أجسادهم إلى أنْ تتفحّم جثثهم، ذلك وعدٌ غير مكذوب، وبأيّ وسيلة مُتاحة.
     ما أطلبه منكم أيّها الأخوة الكرام أن تصغوا وتستمعوا إلى ما أقرأهُ عليكم، من كتاب بني صَهّاد، تصحيح 11.. ما أحدثكم به ينبغي العمل به حالاً وكونوا على وثوق وجدّية، فبني صَهّاد اختاروا الموقف الأصعب.. "حافظوا على العهد، أنتم أنقياء، بدءًا من آل هاد وآل هادِين وآل بعريفين، ونحن آل صَهّاد نجمع أولئك الأنقياء لنكون الأرقى في السماء وأنقياء في أرض الأعراب ورمالهم وبحرهم وجبالهم وأوديتهم.. تفكروا جيداً فالأعراب لديهم مُمَكّنات تجمعهم لكنهم مُتفرقون، ولو اجتمعوا أو أجمعوا أمرهم، لكنتم في الجحيم. الأعراب خُلقوا ليكونوا في خدمتكم، كالحمير، اتخذها عِلْيَة القوم وكبار قوم آل هاد الأوّل ركوباً لهم وتحمل أسفارهم، حتى إذا ما صارت الحمير مُتعبة، استفاد منها صِغار قوم آل هادين، فذبحوها وأكلوها لحماً وعظماً وما تبقى من شحم متاع لآل بعرفين.. وابقوا على العهد كما بدأتم، لا تخلفوا من أمرنا شيئاً ولا تتخلّفوا عنّا ومن أخلف عن عهدهِ فقد أحنث ومن حنث فليس من قوم آل هادْ الاول.
 
    ونحن آل صَهّاد ، نعدكم بالسيرة الأولى وبطريقة جديدة تكون أكثر قدرة لتحقيق مآرب أخرى ، لنا فيها بُغية وحاجة مُلحّة ، فالمال قوة ، يرقى به الاقتصاد، ورُقيّ الاقتصاد من نقاوة آل صَهّاد ، وإنْ عملنا معاً من أجل رُقيّنا يكون الارتقاء، وذلك الارتقاء أو الرقيّ تأسيس لمكانة أكبر في الأرض وفي مشارق الرمال وغربها وفي البحار السبعة ، العميقة والمفتوحة والضيقة وشديدة العواصف والبحر الواقف وبحر المرجان والبحر الكبير وتكون بوابات السماء في قبضتنا وجزر وهران ورؤوس الجبال ورأس الرجاء أو رأس اليابسة والممرّات البحرية في أيدينا وتحت إشرافنا ، ويكون آل صَهّاد هم أنقياء السماء العالية .
 
قال حافظ بجدل كبير:
 
يسعني أن أبلغك يا سيدي، أن الأمر أكبر من ذلك بكثير، فما قرأته في كتاب "بني صهّاد" يندى له الجبين، بل هو أعمق من قولي هذا، وأنّ مكرهم أشدّ خطراً وأثرهم شديد على نفوس " آل صهّاد " ومن يتبعهم، مكرٌ سيئ، يستدرج أقوامنا الضعفاء وهم لا يشعرون.. وقالوا " أنّ الأعراب شرقاً وغرباً لن يؤمنوا بمكانة " آل صهاد " العالية في السماء، لكنّنا سنجعلهم يُؤمنون بقوّتنا في أرضهم وبحارهم، الأعراب أوباشٌ لا يفقهون شيئاً من أمرهم.. يقرؤون كتبهم ولا يتدبّرونها، الأعراب أشرّ البشر وقاحة، يقولون ولا يفعلون.. دعني أقرأ لك شطراً من صحاح لا صِحّة فيه أبداً، ففي تصحيح 19 من كتاب بني صهاد.. إليك هذا القول الناشز " كتاب الأعراب قال عنهم ـ الأعراب ـ وصفاً دقيقاً لم يبلغ أحدٌ قوة المعنى ، كتاب يتحدّث عن أسوأ حال أعراب الرمال والسواحل المُحدّبة، يصفهم بالكُفر بما آمنوا به وبما هم يُؤمنون به وينعتهم بالنفاق ، لأنّهم خونة لبعضهم وقد أعدّهم في كثير من الحالات من الخارجين عن حدود القيَم المُتعارف عليها ويُصوّرهم بأقبح معاني القُبح الناشز ، فيقول "وأجْدر أن لا يعلموا حدود القيم والمُثل العالية " ذلك أن الأعراب تائهون في أبْعد متاهات الأعراف أو حتى سواد حدودها ، ولا يفقهون رشادها ، عيونهم تغفل عن حدود سواد الوصف فيما يقرّونه في تقاليدهم وأعرافهم وكتابهم أظهر بياناً بليغاً في معاني الوصف الدقيق ، ونعتهم بتوصيف أدقّ شمولية ، حين قال وأجْدر ، يعني أنّ الأعراب أبْعد عن القِيَم والمُثل العالية والرشاد ، قلوبهم قاسية وأنفسهم جافية وقولهم غليظ ولسان حالهم قبيح  ، فأنّى لهم أن يفهموا ما فيها وهم يتآمرون على بعضهم ، ودّ كثيرٌ منهم لو يحصل على قوة تقتل أقوام اختصمت معهم، لا لشيء كبير وإنما لتفاهة عُسر أو حاجة لم تُقضَ ، حسداً من عند أنفسهم ، ثم لا يلبثون بعد موت أقوام منهم ، يصفحون عن بعضهم  في جلسة مُصاهرة أو مُسامرة في ليلة ظلماء، تلتقي أنوفهم ببعضها ثم تنتهي الخصومة بلا حزن على من فُقِد ولا شُؤم على من بقيَ منهم، وكأنّ الاقتتال قدر  الأنفس البريئة أو كأنّ موتهم نُزهة ومن ماتَ لا يُؤسف على فراقه ومن قُتل مظلومًا سُلطانه على قاتله ، وله الخيار في الظلام البعيد ، يرقد حيث رقد فيؤخذ الحق والقصاص ممّن أخَذ قهراً وسَلب عمداً.
 
ـ أولئك الرجال الذين عنيتهم، وأشرت إليهم، ما هم منا ولا منكم، فلا يحزنكَ قولهم، أقوام لم تُؤمن قلوبهم، كثيري الكذب، يُسارعون إلى جحيم العُدوان، لا ينفكّون عن كذبهم ولا عن عصيانهم، يُمارسون الظلم على أنفسهم ويعتدون على غيرهم، ويُسمّون أنفسهم أنقياء. ويُظهرون أنّهم صفاً واحداً وهم مُمزّقون من الداخل.
 
    ابتسم حافظ وهو ينظر إلى ثابت وقد تخفّف عن الجدال:
 
ـ وما هي النصيحة لقومك الأعراب، فأنت الرشيد الحكيم ولك تجربة ثابتة كاسمك.
 
    أبقى ثابت نظرته مشدودة في الرجل "حافظ" المعروف بكثرة الجدل ثم أردف بعد التفاتة سريعة في الحضور، قولاً مأخوذ من سيرة الرشادة والصواب:
 
ـ وقُلْ لقومي لا أسألكم مالاً ولا أجْراً على رشادة أو حصافة تجهلونها ولا أنا بطاردِ الذين يُوالونني ثباتاً ويدفعوني إلى عزة وكرامة الأعراب، ذلك الفِعل إخلاصاً للرمال والوادي والبحر الكبير ولكنّي أرى أن الأسلوب والتعامل مع أهلنا ناقص الرشاد وينقصه الإعداد الجمعي، فإنْ أطعتم الغُرباء فلا ريب أنكم خاسرون، وإن اتبعتموهم فقوتكم ذاهبة، والهدف إقصاؤكم وسلب كل مقدّراتكم وخيراتكم وكنوزكم من بحركم ورمالكم وأنتم تنظرون لا قوّة لكم غير التسليم بالواقع المسلوب بالقوّة.. ولئن تقوموا قومة رجل واحد، ذلك خير، فالقوّة لا تردعها إلّا قوّة أكبر منها، ولئن انتصرتم من بعد ظُلم أعداؤكم منذ الأزل، وأن تنالوا منهم ذلك حسبكم بمثل ما اعتدوا عليكم، ولا يضرّكم شيئاً أبدا، ولم يمسسكم سوءاً، ما دمتم على كلمة واحد " الأعراب خير أمة للناس أجمعين ".
 
   الشمس تميل إلى أقصى الرمال، تنسج خيوطاً ذهبية على الكثبان العالية تٌشكل لوحة طبيعية رائعة، والمساء يتشكّل كحكاية أخرى.
يتبع 44

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة