جلالة السلطان يبدأ زيارة دولة إلى روسيا الاتحادية يوم الاثنين

قمة مرتقبة بين جلالة السلطان والرئيس الروسي في الكرملين لتطوير استراتيجيات الشراكات الثنائية

 

◄ الزيارة تستهدف تعظيم المصالح المشتركة في الجوانب الاقتصادية والاستثمارية

◄ 133.1 مليون ريال حجم التبادل التجاري بين عُمان وروسيا

◄ 277 شركة ذات إسهام روسي بقيمة 11.6 مليون ريال

◄ آل تويه: الزيارة نقطة انطلاقة لعهد جديد من التعاون بين البلدين

◄ القمة المرتقبة تناقش التطورات الإقليميّة والدوليّة الراهنة

◄ التوقيع على 10 اتفاقيات ومذكرات تفاهم.. أبرزها الإعفاء من التأشيرات

◄ فلادميروفيتش: زيارة جلالة السلطان فرصة مثالية لتعميق الثقة الثنائية وتوطيد التعاون

 

 

مسقط- العُمانية

 

يقومُ حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المُعظّم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- بزيارة "دولةٍ" إلى روسيا الاتحادية بعد غد الاثنين.

ونصّ بيانُ ديوان البلاط السُّلطاني الصادر أمس على الآتي: "تلبيةً للدّعوة الكريمة الموجّهة إلى المقام السَّامي لحضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- من فخامةِ الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية، وتعزيزًا لعلاقات التعاون بين سلطنة عُمان وروسيا الاتحادية الصديقة؛ بما يسهم في تحقيق تطلعات البلدين، سيقوم -بمشيئةِ الله تعالى وتوفيقه- عاهلُ البلاد المفدّى بزيارة "دولةٍ" إلى روسيا الاتحادية وذلك من تاريخ الحادي والعشرين إلى الثاني والعشرين من شهر أبريل لعام 2025م.

وسيتم خلال الزيارة السّامية لجلالتِه- أبقاهُ اللهُ- بحثُ أوجه التعاون القائمة بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات وسبل تعزيزها بما يخدم المصالح المشتركة، إضافة إلى التّشاور والتّنسيق حيال الموضوعات الراهنة على الساحتين الإقليمية والدّولية.

ويُرافق جلالةَ السُّلطان المعظم خلال زيارته وفدٌ رسميٌّ رفيعُ المستوى يضم كلًّا من: صاحبِ السُّمو السّيد شهاب بن طارق آل سعيد نائبِ رئيس الوزراء لشؤون الدفاع، ومعالي السّيد خالد بن هلال البوسعيدي وزيرِ ديوان البلاط السُّلطاني، ومعالي الفريق أول سُلطان بن محمد النعماني وزيرِ المكتب السُّلطاني، ومعالي السّيد بدر بن حمد البوسعيدي وزيرِ الخارجيّة، ومعالي الدّكتور حمد بن سعيد العوفي رئيسِ المكتب الخاصّ، ومعالي عبد السّلام بن محمد المرشدي رئيسِ جهاز الاستثمار العُماني، ومعالي قيس بن محمد اليوسف وزيرِ التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، وسعادةِ جمال بن حسن الموسوي الأمين العام للمتحف الوطني، وسعادةِ السّفير حمود بن سالم آل تويه سفيرِ سلطنة عُمان المعتمد لدى روسيا الاتحادية.

حفظَ اللهُ جلالةَ السُّلطان المعظّم، وأحاطه برعايته وعنايته وأفاء عليه بكريم آلائه ونعمائه، إنه سميعٌ قريبٌ مجيبُ الدّعاء".

وتواصل سلطنة عُمان بقيادة حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- تطوير مجالات التعاون والشراكة مع مختلف دول العالم، وما زيارة "دولةٍ" يقوم بها جلالتُه إلى روسيا الاتحادية، إلّا واحدة من هذه المحطات لتعظيم المصالح المشتركة بين البلدين سيما في الجوانب الاقتصاديّة والتجاريّة والاستثماريّة ومجالات الطاقة والطاقة المتجدّدة.

وتعكس القمّة المُرتقبة التي ستجمع بين عاهل البلاد المفدّى- أيّدهُ اللهُ- وفخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية بالكرملين في موسكو، رغبة البلدين الصديقين في الدفع بمصالحهما المشتركة نحو تطوير استراتيجيات الشراكات، خاصة وأنهما يحتفلان في هذا العام بمرور 40 سنةً على تأسيس العلاقات الدبلوماسية في 26 سبتمبر 1985م. وقد اتّسمت العلاقاتُ السياسيّة بين البلدين الصديقين تجاه عدد من القضايا الإقليميّة والدوليّة المُعاصرة بالصّدق والشفافية ووصلت إلى مرحلة من الثقة المتبادلة في التشاور وتبادل وجهات النظر حيالها، انعكس هذا الحراك عبر الاتصالات الهاتفية بين قادة البلدين وزيارات الوفود الرسميّة رفيعة المستوى والوفود الرسميّة الأخرى المتبادلة بالإضافة إلى اجتماعات المشاورات السياسيّة والبرلمانيّة التي تعقد بشكل مستمر في مسقط وموسكو، ومن أبرزها لقاء صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب فخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية بموسكو، والذي أكد خلاله فخامة الرئيس على مجالات تعاون الواعدة بين البلدين الصديقين وخاصة الطاقة والسياحة.

وتجاوز حجم التبادل التجاري بين سلطنة عُمان والاتحاد الروسي بنهاية عام 2024م نحو 133 مليونًا و108 آلاف ريال عُماني أي ما يعادل أكثر من 346 مليون دولار أمريكي؛ وتتمثل أهم الصادرات العُمانية في المنتجات المعدنية ومنتجات النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم، بينما تشمل الواردات الروسية المنتجات الحديدية ومنتجات غذائية كخضراوات وغيرها. وبلغ عدد الشركات المسجلة التي بها إسهامٌ روسيٌّ بسلطنة عُمان حتى عام 2024 حوالي 277 شركة، بقيمة إجمالية تبلغ أكثر من 11.6 مليون ريال عُماني أي بنسبة 84.6 بالمائة من إجمالي رأس المال المستثمر في هذه الشركات التي تستثمر في قطاعات تجارة الجملة والتجزئة والأنشطة المهنية والعلمية والتقنية والمعلومات والاتصالات والتشييد وأنشطة الإقامة والخدمات الغذائية والنقل والتخزين والتعدين واستغلال المحاجر وأنشطة الخدمات الإدارية وخدمات الدّعم والفنون والترفيه والتسلية والأنشطة المالية.

وأكّد سعادةُ السّفير حمود بن سالم آل تويه سفيرُ سلطنة عُمان لدى روسيا الاتحادية لوكالة الأنباء العُمانية أن زيارة "دولةٍ" يقوم بها حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- إلى العاصمة الروسية موسكو تكتسب أهمية كونها زيارة "دولة" وهي من أرفع أنواع الزيارات الدّبلوماسية التي تتم بين قادة الدول ورؤساء الحكومات وهي الزيارة الأولى لسُلطان عُمان إلى روسيا الاتحادية، وتعد بمثابة خطوة تاريخيّة تعكس اهتمام سلطنة عُمان بتعزيز علاقاتها مع روسيا الاتحادية. وأضاف سعادتُه أن الزيارة ستفتح آفاقًا جديدة للتعاون الثنائي في مختلف المجالات الاقتصاديّة والتجاريّة والثقافيّة والسياحيّة والتعليميّة، وستكون نقطة انطلاقة لعهد جديد من التعاون بين سلطنة عُمان وروسيا، بما يعود بالفائدة على البلدين والشعبين الصّديقين كما أن التطورات الإقليميّة والدوليّة الحالية ستكون فرصة وسانحة طيبة لقيادتي البلدين لمناقشتها وتبادل وجهات النظر والتعاون في مواجهة التحديات العالمية. وبيّن سعادتُه أن التبادل والتعاون التجاري بين سلطنة عُمان وروسيا شهد نموًّا ملحوظًا في السنوات الأخيرة وقد أسهمت الاتفاقيات الاقتصادية في تعزيزه.

ولفت سعادتُه إلى أن روسيا تعد سوقًا كبيرًا للصادرات العُمانية إلى روسيا ويتمثّل أبرزها في التّمور والأسماك والألمنيوم والعطور وأحجار البناء فيما تتكوّن أبرز الصادرات الروسية إلى عُمان من القمح والأسمدة والآلات وقوالب الفحم ومعدات معالجة المعادن، وستسهم هذه الزيارة في تسريع وتوسيع هذا التبادل التجاري، وتفتح الباب لاستكشاف فرص جديدة في القطاعات الاقتصادية الحيوية مثل الطاقة المتجدّدة والصناعات الثقيلة.

وقال سعادتُه إن الزيارة ستشهد التوقيع على 10 اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مختلف المجالات؛ أهمها اتفاقية الإعفاء المتبادل من التأشيرات للجوازات العادية لمواطني البلدين؛ وبروتوكول إنشاء اللجنة المشتركة العُمانية الروسية وغيرها من مذكرات التفاهم في مجالات متعدّدة، منها الأسماك، والتجارة، والإعلام، والدبلوماسية، والمناخ وغيرها.. لافتًا سعادتُه إلى أن إبرام اتفاقيات ومذكرات تفاهم جديدة بين سلطنة عُمان وروسيا يعدّ خطوة مهمّة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون في العديد من القطاعات مثل التجارة، والطاقة، والتعليم، والسياحة، مما يسهم في تحسين النمو الاقتصادي وتوسيع مجالات التعاون المشترك.

وأضاف سعادتُه أن قطاع السياحة أحد القطاعات التي تتمتع بفرص كبيرة للتوسع بين عُمان وروسيا حيث إن لسلطنة عُمان بيئة سياحية غنيّة، تجمع بين التراث الثقافي والطبيعي والمناظر الخلابة التي تجذب السياح الروس، ومن المتوقع أن تسهم هذه الزيارة في تعزيز التعاون السياحي بين البلدين. وسيكون لاتفاقية الإعفاء المتبادل من التأشيرات للجوازات العادية لمواطني البلدين الذي سيتم التوقيع عليها على هامش هذه الزيارة "دور كبير جدًا" في تعزيز هذا الجانب.

وأوضح سعادتُه أن أعداد السياح الذين يسافرون بين البلدين في تزايد كل عام؛ ووفقًا لتقدير الجهات المعنية الروسية فقد بلغ عدد السياح والزوار العُمانيين إلى روسيا في عام 2024 حوالي 11 ألف زائر، بنسبة زيادة 70% مقارنة بعام 2023 عندما كان العدد لا يتعدى 3 آلاف زائر وبلغ عدد السياح الروس إلى سلطنة عُمان في العام نفسه حوالي 44 ألف سائح.

وأشار سعادتُه إلى أن البلدين يسعيان إلى تعزيز علاقاتهما التعليمية والثقافية من خلال برامج التبادل الطلابي والخبرات الأكاديمية والتعاون بين المؤسسات التعليمية المختلفة، كما أنهما يتمتعان بتاريخ طويل من التعاون المتحفي.

وختم سعادتُه تصريحه بالإشارة إلى التعاون في المجال البرلماني بين سلطنة عُمان وروسيا لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وهو من الأدوات الحيويّة لدعم التواصل والتفاهم بين البرلمانيين في كلا البلدين، وتسهيل تبادل الخبرات التشريعية.

من جانب آخر، أكد سعادة السّفير أوليغ فلادميروفيتش سفير روسيا الاتحادية لدى سلطنة عُمان على أن زيارة "دولة" التي يقوم بها حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- إلى روسيا الاتحادية تشكل أهمية بالغة لكلا البلدين، مشيرًا إلى أنها ستُسهم في فتح آفاق لمناقشة الأولويات واستكشاف مسارات جديدة للتعاون في مختلف المجالات. وقال سعادته- في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية- إن زيارة جلالته لروسيا الاتحادية تمثل فرصة مثالية لتعميق الثقة بين قيادتي البلدين الصديقين وتهيئة الظروف المواتية لتوطيد التعاون المشترك في مجالات التجارة والطاقة والاستثمار والبنية الأساسية والثقافة والسياحة. وأضاف سعادته أن مثل هذه الزيارات رفيعة المستوى من شأنها أن تسهم في توحيد الرؤى تجاه القضايا الدولية الملحة، علاوة على أنها توفر فرصة لتوقيع اتفاقيات مهمة، وإقامة روابط أوثق في المشاريع الثنائية التي تخدم مصالح البلدين وتعزز العلاقات الثنائية بينهما.

وأشار سعادته إلى أن سلطنة عُمان وروسيا الاتحادية تتطلعان إلى تنفيذ مشاريع مشتركة في مجالات الخدمات اللوجستية والبنية الأساسية والتقنيات العالية، للاستفادة من الموقع الجغرافي المميز لسلطنة عُمان والموارد التكنولوجية التي تشتهر بها روسيا. وأوضح سعادته أن سلطنة عُمان وروسيا الاتحادية تتشاركان في العديد من الرؤى تجاه عدد من القضايا العالمية الراهنة، ويتجلى ذلك في التزامهما بالأساليب الدبلوماسية لحل النزاعات، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، مشيرًا إلى أن هذا التقارب في وجهات النظر يمكّن البلدين الصديقين من التعاون في المحافل متعددة الأطراف والمنظمات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة.

وأضاف سعادته بأن المجالات الرئيسة للتعاون بين البلدين الصديقين تتركز في قطاعات الطاقة، والخدمات اللوجستية، والبنية الأساسية، والزراعة، والأمن الغذائي، والثقافة، والسياحة، مؤكدًا على أن كلا البلدين يدرسان تنفيذ مشاريع مشتركة في مجال استكشاف النفط والغاز، وتحديث الموانئ، والنقل اللوجستي، بالإضافة إلى إنتاج وتوريد المواد الغذائية والمنتجات الزراعية. أما في المجال السياحي، فأشار سعادته إلى الاهتمام المتزايد من قبل السياح الروس بسلطنة عُمان، وبالمقابل، روسيا تشكّل وجهة سياحية جاذبة للعُمانيين.

وقال سعادته إن البلدين يدركان أهمية التحول نحو مصادر الطاقة المستدامة واستكشاف مشاريع مشتركة في مجال تكنولوجيا الطاقة الشمسية، حيث إن السنوات الأخيرة شهدت تركيزًا متزايدًا على الطاقة المتجددة والتكنولوجيا المرتبطة بها، مشيرًا في الوقت ذاته إلى الخبرات العلمية والتقنية المتقدمة التي تتمتع بها روسيا، في الوقت الذي تسعى فيه سلطنة عُمان إلى تنويع اقتصادها من خلال الاستثمارات المبتكرة.

وفي المجال الثقافي أوضح سعادته أنه تم مطلع العام الجاري افتتاح قسم من متحف "الإرميتاج" الحكومي في المتحف الوطني العُماني، كما قدمت عدة فرق فنية عروضًا ثقافية روسية متنوعة بدار الأوبرا السلطانية مسقط خلال الربع الأول من عام 2025، ومن المقرر أن تستمر طوال العام، وهناك خطط لتنظيم معارض من متاحف الكرملين ومعرض تريتياكوف خلال الفترة المقبلة. واختتم سعادة السفير حديثه بالتأكيد على أهمية هذه المجالات التي تسهم في النمو الاقتصادي، مما يضع أساسًا متينًا لشراكات مستدامة تخدم مصالح البلدين وشعبيهما الصديقين.

من جهته، قال سعادةُ فيصل بن عبد الله الرواس، رئيسُ مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان، إن الزيارة السّامية لحضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- إلى جمهورية روسيا الاتحادية، تفتح آفاقًا واسعة لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين الصديقين؛ حيث تأتي في وقت يشهد تناميًا في التواصل بين القطاع الخاص في سلطنة عُمان والقطاع الخاص في روسيا من خلال اللقاءات والفعاليات التي نظمتها أو شاركت فيها غرفة تجارة وصناعة عُمان، أبرزها مشاركة سلطنة عُمان ضيف شرف في منتدى بطرسبورج الاقتصادي الدولي السابع والعشرين، بالإضافة إلى أنشطة مجلس الأعمال العُماني الروسي.

وأضاف سعادتُه- في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية- أن هذه الفعاليات حرصت على التركيز على الاقتصاد العُماني وما يزخر به من فرص واعدة، تدعمها الحوافز والمبادرات، خاصة في القطاعات المستهدفة ضمن خطط التنويع الاقتصادي. وأكد سعادتُه أن هناك العديد من مجالات التعاون الممكنة بين الجانبين، حيث يمنح الموقع الاستراتيجي لسلطنة عُمان، المطلّ على بحار مفتوحة ومياه دافئة صالحة للملاحة طوال العام، الجانب الروسي فرصة مثالية لتصدير منتجاته عبر سلطنة عُمان، لا سيما أن الموانئ العُمانية تتميز بقربها من الأسواق الناشئة في آسيا وأفريقيا، إلى جانب أسواق دول مجلس التعاون الخليجي.

وأشار سعادتُه إلى وجود فرص تعاون واعدة في العديد من القطاعات، أبرزها قطاع الأمن الغذائي، حيث يمكن إقامة صوامع عملاقة للقمح والغلال في سلطنة عُمان للتصدير إلى الأسواق الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى ذلك، تتوفر فرص استثمارية في قطاعات التكنولوجيا، والبتروكيماويات، والسياحة، حيث تعد السوق الروسية من الأسواق السياحية الواعدة.

وأعرب سعادة جمال بن حسن الموسوي الأمين العام للمتحف الوطني، عن اعتزازه بالتعاون الثقافي والمتحفي القائم بين المتحف الوطني وسائر المتاحف والمؤسسات الثقافية في روسيا الاتحادية، والذي يعكس عمق العلاقات التاريخية بين سلطنة عُمان وروسيا الاتحادية التي تمتد لقرون من الزمن، مشيرًا إلى أنّ هذا التعاون يُعدُّ تتويجًا لمساعي البلدين في تعزيز الروابط الثقافية والحضارية.

وأضاف سعادته: "تجلى التعاون الاستراتيجي في صيغة العمل الثلاثي لحفظ وصون التراث الثقافي السوري المتضرر خلال سنوات الأزمة، عبر استضافة خبراء الحفظ والصون من متحف الإرميتاج في مسقط لترميم القطع التدمرية، والتي تعد جزءًا من منظومة موقع تدمر الأثري، وهو موقع مقيد من قبل منظمة اليونسكو كتراث إنساني عالمي".

وتطرّق سعادته لتدشين البرنامج المتحفي من "المواسم الثقافية الروسية" في سلطنة عُمان بالتعاون مع وزارة الثقافة الروسية ومؤسسة "المواسم الروسية" بحضور معالي أولغا ليوبيموفا وزيرة الثقافة الروسية، في مطلع شهر فبراير 2025.

واختتم سعادة جمال بن حسن الموسوي الأمين العام للمتحف الوطني تصريحه بأهمية الاحتفاء بمرور 40 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين سلطنة عُمان وروسيا الاتحادية، مؤكدًا أن المتحف الوطني سيواصل دوره كمعبّر رئيس عن الأبعاد الثقافية والحضارية العُمانية، وداعمًا للدبلوماسية الثقافية وتعزيز العلاقات بين البلدين الصديقين.

من جانبه، قال البروفيسور ميخائيل بيوتروفسكي المدير العام لمتحف الإرميتاج الحكومي وعضو مجلس أمناء المتحف الوطني بسلطنة عُمان إنّ العلاقات الثقافية بين روسيا الاتحادية وسلطنة عُمان شهدت في السنوات الأخيرة تعزيزًا وتطورًا ملحوظين إذ تؤدي المتاحف الكبرى في كلا البلدين دورًا محوريًّا في هذا المسار، وفي مقدمتها متحف الإرميتاج الحكومي والمتحف الوطني في سلطنة عُمان. وأضاف أنّ التعاون بين متحف الإرميتاج والمتحف الوطني بدأ منذ تأسيس الأخير في عام 2013؛ حيث دأب موظفو المتحف في مسقط، لا سيما المرممون، على زيارة مدينة سانت بطرسبرغ بصفة منتظمة للمشاركة في برامج التدريب العملي التي ينظمها لهم خبراء متحف الإرميتاج.

وقال إنه من المقرر أن يستضيف المتحف الوطني هذا العام معرضًا جديدًا من تنظيم متحف الإرميتاج الحكومي تحت عنوان "الأسلوب الروسي الجديد"، ويركز على الفترة المزدهرة من الحياة الثقافية للإمبراطورية الروسية خلال حكم الإمبراطورين ألكسندر الثالث ونيكولاس الثاني، حين شهدت "الأسلوب الروسي" الذي نشأ قبل عقود نهضة جديدة.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة