مسقط- الرؤية
عقدت السفارة الهندية في مسقط لقاءً إعلاميًا يوم الثلاثاء للكشف عن تفاصيل قيام دولة ناريندرا مودي رئيس وزراء جمهورية الهند، بزيارة رسمية إلى سلطنة عُمان يومي 17 و18 ديسمبر الحجاري، يرافقه وفد رفيع المستوى.
وخلال اللقاء الإعلامي، قال سعادة جودافارثي فينكاتا سرينيفاس سفير جمهورية الهند لدى سلطنة عُمان، إن هذه الزيارة تُعد الثانية لدولة رئيس الوزراء إلى سلطنة عُمان، بعد زيارته السابقة في فبراير 2018، كما تأتي عقب الزيارة الرسمية التي قام بها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- إلى جمهورية الهند في ديسمبر 2023.
وأضاف أن هذه الزيارة تكتسب أهمية خاصة؛ إذ تتزامن مع الذكرى السبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية الهند وسلطنة عُمان، موضحًا أنه خلال زيارة جلالة السلطان المعظم- حفظه الله ورعاه- إلى الهند في ديسمبر 2023، اتفق القائدان على وضع خارطة طريق مستقبلية لتعزيز العلاقات الثنائية، وقد تم بالفعل تنفيذ عدد من المبادرات المنبثقة عنها، فيما يجري العمل على مبادرات أخرى.
وبيّن سعادة السفير أن الهند وسلطنة عُمان ترتبطان بشراكة مميزة وطويلة الأمد، متجذرة في علاقات تاريخية تمتد لقرون، ومدعومة بروابط تجارية راسخة وعلاقات شعبية وثيقة، كما إن هذه العلاقات في العصر الحديث، تطورت لتصبح شراكة استراتيجية شاملة، تتسم بتعاون قوي في مجالات متعددة.
وتتميز العلاقات السياسية بين البلدين بالعمق والتميز، وهو ما تعكسه التبادلات المتكررة على أعلى المستويات، إلى جانب اللقاءات الوزارية والرسمية المنتظمة، بما يؤكد نضج العلاقات الثنائية. وباعتبار سلطنة عُمان أحد أقدم الشركاء الاستراتيجيين للهند في منطقة الخليج، فإنها تحتل مكانة خاصة في السياسة الخارجية الهندية. وتشمل مجالات الشراكة الثنائية التجارة والاستثمار، والربط والتعاون البحري، وأمن الطاقة والطاقة النظيفة، والزراعة والأمن الغذائي، والصحة، والدفاع والأمن، والتكنولوجيا، والثقافة.
ويُشكِّل التبادل التجاري والاستثمار ركيزتين أساسيتين في العلاقات الهندية- العُمانية؛ حيث بلغ حجم التبادل التجاري الثنائي خلال السنة المالية 2025- 2024 نحو 10.61 مليار دولار أمريكي. كما شهدت العلاقات الاستثمارية بين البلدين تدفقات قوية، مع تنفيذ العديد من المشاريع المشتركة في كل من الهند وسلطنة عُمان، والتي أسهمت بشكل ملموس في دعم النمو الاقتصادي والتنمية في السلطنة.
ويشمل التعاون الدفاعي بين البلدين تنظيم مناورات مشتركة، وبرامج تدريبية، وتبادل زيارات منتظم، إلى جانب العمل المشترك خلال السنوات الأخيرة لتعزيز الأمن البحري في منطقة المحيط الهندي.
وقال سعادة السفير: "تحتضن سلطنة عُمان جالية هندية نشطة يزيد عددها على 675 ألف نسمة، يعتبرون السلطنة وطنهم الثاني، وقد قدموا إسهامات في مسيرة التنمية في البلاد، وتُعد هذه الجالية جسرًا حيويًا بين الشعبين، وعنصرًا مهمًا في تعزيز العلاقات الثنائية".
وأوضح أنه خلال الزيارة، من المقرر أن يُجري دولة رئيس الوزراء مباحثات شاملة مع حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم- أيده الله- يتم خلالها استعراض مختلف جوانب العلاقات الثنائية، إلى جانب تبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. ومن المتوقع أن يُلقي دولة رئيس الوزراء كلمة أمام قادة الأعمال من كلا البلدين في منتدى أعمال، فضلًا عن تفاعله مع أفراد الجالية الهندية في سلطنة عُمان.
ومن المتوقع أن تشهد الزيارة توقيع عدد من الوثائق والاتفاقيات الثنائية؛ حيث لا تزال هذه الاتفاقيات في مراحلها النهائية من الإعداد، وسيتم الإعلان عن تفاصيلها في الوقت المناسب عقب الزيارة.
وقال سعادة السفير في ختام حديثه إنه استنادًا إلى الزيارة الرسمية التاريخية التي قام بها حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم- حفظه الله ورعاه- إلى جمهورية الهند في عام 2023، يُتوقع أن تسهم الزيارة المرتقبة لدولة رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى سلطنة عُمان في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وذلك تزامنًا مع الذكرى السبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية؛ بما يدعم التعاون الثنائي، ويفتح آفاقًا جديدة للشراكة، ويرسخ العلاقات الوثيقة بين شعبي الهند وسلطنة عُمان.

