"وطن تاء العبور".. إصدار يمزج بين السرد العاطفي والتوثيق التاريخي

 

 

الرؤية - إيمان العويسية

وردة زرقين كاتبة وصحفية جزائرية، معروفة بجهودها في جمع وتوثيق التراث الشفوي الشعبي الجزائري، أصدرت مؤخرًا روايتها الأولى بعنوان "وطن تاء العبور" من 255 صفحة، عن دار خيال للنشر والترجمة.

ترصد الرواية مسارات وتحولات شهدتها الجزائر، بدءًا من أزمة 1986 الاقتصادية، مرورًا من الحراك الشعبي ومطالبات الإصلاح الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في أكتوبر 1988، وصولًا إلى الأزمة الأمنية في التسعينيات، مسلطة الضوء على الجوانب التاريخية والثقافية والاجتماعية للمجتمع الجزائري.

بالإضافة إلى ذلك، تتناول الرواية العلاقة العاطفية بين "رفيقة" و"علي" التي تعكس صراع الحب والطموح في ظل القيود الاجتماعية والتقاليد العائلية، كما تعكس الرواية أوضاع المرأة الجزائرية من خلال شخصياتها النسائية المختلفة، حيث تمثل "رفيقة" الفتاة البسيطة التي تحلم بالحب والاستقرار، لكنها تصطدم بواقع قاسٍ يُجبرها على القبول بنصيبها، و"فضيلة" المرأة القوية التي تستخدم مكانتها الاجتماعية وعلاقاتها العائلية لتحقيق أهدافها، ومن خلال هاتين الشخصيتين، تقدم الكاتبة رؤية نقدية لوضع المرأة بين التقاليد والمكانة الاجتماعية في الجزائر.

وتشير الرواية إلى بحث الشخصيات عن ملذات جديدة للهروب من الأوضاع السياسية والاقتصادية، سواء بالهجرة إلى الخارج أو بالزواج لضمان مستقبل أكثر استقرارا.

وتميز الأسلوب السردي بالبساطة، حيث وظفت الكاتبة الحوارات باللهجة الجزائرية لإضفاء الواقعية على الشخصيات والمواقف، كما أضفت عنصر التشويق من خلال دمج الأحداث السياسية مع المسارات الشخصية للأبطال، مما جعل الرواية مزيجًا بين التوثيق الاجتماعي والسرد الروائي العاطفي.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة