محمد رامس الرواس
عُقد المؤتمر الصحفي السنوي للادعاء للعام 2025، تحت عنوان "الشعور بعدالة الإجراء" بهدف تعزيز النزاهة، وقد شاهدنا وبكل احترافية في إدارة مثل هكذا مؤتمرات سنوية قيام سعادة المدعي العام نصر الصواعي بمراجعة ما دوَّنه بمذكرته في مؤتمر العام الفائت من ملاحظات واستفسارات وطلبات تقدم بها الصحفيون بالمؤتمر، الذين أطلق عليهم مصطلح الشركاء الاستراتيجيين، وأطلعهم على ما تمَّ تحقيقه من إنجازات ونتائج ثم بدأت الأسئلة تتوالى.
أجمل ما شدني في المؤتمر الصحفي أن يضع سعادته الحلول مع كل إجابة يجيب عليها، أضف إلى ذلك النصائح والتوجيهات الحسنة التي كان يبثها سعادته كرسائل توعوية للأسر وأولياء الأمور بين الحين والحين بالمؤتمر من أجل أخذ الحيطة والحذر من الوقوع في المحظور.
ومن خلال حديث سعادة المدعي العام السلس والذي يصل إلى المتلقي بوضوح تام ومن خلال ما تطرق إليه من معلومات ومؤشرات وأرقام وإحصائيات وبيانات مقرونة بخدمات التقنية والذكاء الاصطناعي قد غطت بكل تأكيد إجابات معظم أسئلة واستفسارات الصحفيين الذين اشتملت أسئلتهم على الكثير من القضايا الجرمية وقضايا المال وجرائم الاحتيال وخلافه، لقد كانت الإجابات على الأسئلة بالمؤتمر تدل على مهنية عالية في الأداء تنتهجها سياسات الادعاء العام والقائمين عليه؛ مما أكسب المؤتمر أن يكون مؤتمرًا صحفيًا بدرجة امتياز، مشفوعًا بالشفافية العالية والوضوح في الإجابات والشروحات الوافية، لذا أنصح القارئ الكريم بالرجوع إلى المؤتمر والاستماع إليه كاملا على منصة اليوتيوب.
في مقالي هذا أخترت من مواضيع المؤتمر أهمية وجود فريق مثل فريق رصد الذي يتبع اللجنة الإعلامية بالادعاء العام والمناط به متابعة المتطرفين والجهلاء في كتاباتهم ومهاتراتهم، ما يكتبون من إساءات بكافة أشكالها؛ حيث إن القانون نظم كيف يتعامل مع هذه الأمور من التحقيق معهم والسير بهم إلى ساحات المحاكم.
ولقد أثنى سعادة المدعي العام على الكثيرين من أبناء الوطن المخلصين الذين يقومون بالتبليغ عن هكذا إساءات للأفراد أو للمجتمع أو للوطن والدولة؛ حيث تقع المسؤولية علينا جميعًا في التصدي لمثل هكذا أفكار وآراء هدّامة للمجتمع. وقال سعادة نصر الصواعي في هذا الشأن إن المُبرِّر الوحيد الذي يقوله من قام بتغريدة تسيء إلى الآخرين أو إلى المجتمع أو إلى إنجازات الدولة وهي بعيدة عن الحقيقة، وقد تكون حتى مزورة لا يجد من إجابة عند مساءلته إلّا عبارة "قيل لي"! بينما مثل هذه الأمور تخلق الفرقة بين أبناء المجتمع العماني الذي دائمًا يتسم ببُعده عن مثل هذه الأمور لأنه مجتمع مبني على أسس أخلاقية وقيم عريقة لا تجعله يستسيغ مثل هكذا أفعال شاذة، لكن في ظل مثل هكذا أمور فان الأمر مناط بأن يعي المغرد أن هذه العبارة "قيل لي" بدون أن يثبت الحقيقة، واجابته هذه بلا شك في النهاية لا تعفيه من المسائلة القانونية.
لقد كان مؤتمر الادعاء العام شاملًا، واختتمه سعادة المدعي العام بكلمة إرشادية وتوجيه بالغ الأهمية في ما يخص واجب الجميع تجاه من هم مسؤولين عنهم، من ذلك مراقبة الأبناء والأساليب الناجعة للتعامل معهم منها الحوار ومراقبة مدخلات البيانات إلى اذهانهم.
وأخيرًا.. أختتم مقالتي هذه بالجملة الذهبية التي أشار إليها سعادته: "نحن نؤمن بأن حديث القلب المبني على أسس قانونية محله النفس والقلب".