مات الضمير الدولي ولا عزاء للإنسانية

تسوء الحياة في قطاع غزة يوماً بعد يوم، في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية التي تستهدف الجميع هناك، بشرا وحجرا، منازل ومستشفيات، مدارس وحتى خيام النازحين، ليجد الفلسطينيون أنفسهم يفرون من الموت إلى الموت تحت زخّات الرصاص وصوت المدافع، وكل ذلك يحدث تحت أنظار العالم العاجز عن التدخل لوقف هذه الحرب البربرية الغاشمة.

وضمن حملته لإخلاء شمال غزة وتنفيذ مخططاته الإجرامية والشيطانية، اقتحم جيش الاحتلال مستشفى كمال عدوان وأحرق أقسامه واعتقل مديره والطواقم الطبية والإدارية وبعض المرضى والنازحين، وأجبر الباقين على النزوح، لتعرض علينا صور العشرات ممن اعتقلهم جيش الاحتلال يجبرهم على السير شبه عراة، وكأنَّ العالم أصابه الشلل التام عن فعل أي شيء لحفظ ما تبقى من ماء وجه الإنسانية.

وفي ظل هذه المآسي الإنسانية، أعربت وزارة الخارجية عن استنكار سلطنة عُمان استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلية في عدوانها على قطاع غزة الفلسطيني وقيامها بإحراق مستشفى كمال عدوان، وإجبار المرضى والكوادر الطبية على إخلائه بالقوة وتجاهل كافة المطالب الدولية بوقف إطلاق النار وحماية المدنيين واحترام القانون الدولي الإنساني، كما جددت موقف عُمان الراسخ في تحقيق السلام العادل وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وفقاً لأحكام القانون الدولي.

إنَّ غزة الآن باتت شاهدة على غياب الضمير العالمي والعدالة الدولية، ولا عزاء للإنسانية التي ماتت على أعتاب خيام النازحين الذين مات أطفالهم متجمدين من برد الشتاء.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة