تحقيق: ناصر أبوعون
يقول الشَّيخُ القاضِي الأجَلّ عِيَسى بِنْ صَالِحٍ بِنْ عَامِرٍ الطَّائِيُّ: [(وبِظَفَارِ (حَجَرٌ) يُعَدُّ مِنْ أَحْسَنِ الْأَحْجَارِ الصَّالِحَةِ لِلْبِنَاءِ يُحْفَرُ عَنْهُ قَدْرَ (ذِرَاعَيْنِ) فَيَظْهَرُ، وَأَغْلَبُ أَبْنِيَتِهِمْ مِنْهُ وَهَذَا مِمَّا (يُغْبَطُونَ) عَلَيهِ. وَبِظَفَارِ أَنْوَاعٌ مِنَ الْحَشَرَاتِ الّتِي تَمْنَعُ النَّائِمَ مِنَ (الالْتِذَاذِ) بِنَومِهِ، وَنَوعٌ مِنْهَا يُسَمّى (الذَّرَارِيحِ) وَهِيَ أَصْغَرُ حَجْمًا مِنَ النَّمْلِ، وَلَا يُمْكِنُ (التَّوَقِّي) مِنْهَا، نَاهِيْكَ عَنِ (الْبَرْغُوثِ) و(الْبَعُوضِ)، فَلَا تَذُوقُ فِيْهَا النَّومَ إِلَّا (غِرَارًا) وَ(خُلْسَةً)، وَلَا يُمْكِنُ النَّومُ فِيهَا إِلَّا فِي (سَرِيْرٍ مَرْفُوعٍ) دَرْءًا لِهَذِه الْحَشَرَاتِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِنَافِعٍ وَلَا مَانِعٍ وَلَا وَاقِ مِنْ أَذَاهَا وَشَرِّهَا، وَقَدْ أَجَادَ الشَّاعِرُ فِي وَصْفِ الْبَرْغُوثِ بِقَولِهِ: [لِا تَكْرَهُوا الْبُرْغُوثَ إِنَّ اِسْمَه/(بِرٌ) وَ (غَوْثٌ) لَكَ لَوْ تَدْرِي][ فَـ(بِرُّهُ) مَصُّ دَمٍ فَاسِدٍ/ وَ(غَوْثُهُ) إِيْقَاظُكَ لِلْفَجْرِ].وَلِنِسَاءِ ظَفَارِ عَادَةٌ؛ وَهِيَ (حَلْقُ مَفَارِقِ رُؤُوسِهِنَ)، وَقَطْعُ الْجِلْدِ مِنْهَا بِالْمُوْسَى حَتَّى يَتَعَذَّرَ نَبَاتُ الشَّعْرِ فِيْهَا؛ فَتَرَى مَفْرِقَ الْمَرْأَةِ أَصْلَعَ أَجْرَدَ لَا شَعْرَ فِيْهِ. وَمِنْ عَادَاتِهِمْ إِبْرَازُ (بَنَاتِهِن الصِّغَارِ) فِي أَحْسَنِ زِيْنَةٍ وَأَجَمَلِ لِبَاسٍ، وَقَدْ زَجَّجَنَ الْحَوَاجِبَ وَكَحَّلْنَ الْعُيُونَ وَخَضَّبْنَ الْأَطْرَافِ، وَيَرْقُصْنَ وَسْطَ الْهَبُّوت، وَيَكُونُ ذَلِكَ عَنَدَهُمْ وَقْتَ الْأَعْرَاسِ أَوْ غَيْرِهَا مِنَ الْمُنَاسَبَاتِ الَّتِي فِيْهَا سُرُورٌ. فَقُلْتُ لِبَعْضَ أَعْيَانِهِمْ: "لِمَ تَفْعَلُونَ ذَلِكَ بِكَرَائِمِكُمْ؟ فَقَالَ: لِيَرَاهُنَ (الخُطَّابُ)؛ لَأِنَّ الزَّوَاجَ مَعَ عَدَمِ رُؤْيَةِ الْخَاطِبِ (غَرَرٌ) قِيَاسًا عَلَى شِرَاءِ السِّلْعَةِ لَأنَّ شِرِاءَ السِّلْعَةِ قَبْلَ الْوقُوفِ عَلَيْهَا وَإِمْعَانُ النَّظَرِ فِيْهَا جَهَالَةٌ تُوْجِبُ (النَّقْضَ)". وَمِنْ خُصُوصِيَّاتِ نِسَائِهِن شَمُّ الطِّيْبِ، وَهُوَ يَزِيْدُ فِي جَوْهَرِ الدِّمَاغِ. قَالَ الشَّاعِرُ: [مَنْ شَمَّ طِيْبًا وَهُوَ بِالصَّبَاحِ/ لَمْ يَفْقِدِ الْعَقْلَ إلَى الرَّوَاحِ].
نُدْرة أحجار ظفار الرخاميّة
يقول الشَّيخُ القاضِي عِيَسى بِنْ صَالِحٍ الطَّائِيُّ: [(وبِظَفَارِ (حَجَرٌ) يُعَدُّ مِنْ أَحْسَنِ الْأَحْجَارِ الصَّالِحَةِ لِلْبِنَاءِ يُحْفَرُ عَنْهُ قَدْرَ (ذِرَاعَيْنِ) فَيَظْهَرُ، وَأَغْلَبُ أَبْنِيَتِهِمْ مِنْهُ)].
[(حَجَرٌ ظَفار) يُعَدُّ مِنْ أَحْسَنِ الْأَحْجَارِ، وَهَذَا مِمَّا (يُغْبَطُونَ) عَلَيهِ)]، و"يُطلق عليه (خام غدية)، ويوجد على طريق (طوي أعتير)؛ وهو حجر جيري رُخاميّ عالي الصلابة ودقيق الحبيبات، وتفوق مواصفاته (الصلابة الانضغاطية)، ومقاومة الخدش، وقابلية الصقل والصنفرة، ويتميز بكثافته عالية ويتوفر بأحجام تفوق المتر المكعب، وهو في غاية التناسق، ولا يوجد به انفصام أو تكثُّف" وهو أيضًا من "الصخور الصُلبة المتحولة عن (صخور القاعدة)، وعادةً ما تكون ذات ألوان فاتحة، وتكون متطابقة على هيئة شرائح، وتصل مساحة الواحدة منها إلى نصف متر مربع وبسمك يتراوح من 2-4 سم، وتُستخدم في الإنشاءات لتزيين واجهات المنازل والأسوار والجدران"(01). [(يُحْفَرُ عَنْهُ قَدْرَ (ذِرَاعَيْنِ)]؛ والذِّراع مقياسٌ يُقَدَّر بذراع الإنسان، وتُقاس به الأرض والثياب. ومقياس الذِّراع نوعان: (أ) الذراع الهاشمية: وهو مقياس تُقَدَّر به المساحة، ومقداره ذراع وثُلث بذراع اليد. قال ابن الفقيه الهمذانيّ: "الفرسخُ بالذراع الهاشمية تسعة آلاف ذراع"(02) (ب) الذراع العُمريّة: وهو قياس أرسله عمر بن الخطاب لقياس أرض السواد(العراق)، ومقدارُه ذراع اليد بقبضة وإبهام قائمة. قال علي بن الحسين المسعوديّ متحدثًا عن طول السمك الموجود في بحر الزنج: "طول السمكة نحوٌ من أربعمائة ذراع إلى خمسمائة ذراع بـ(الذراع العُمريّة)"(03).وقوله: [(يُغْبَطُونَ) عَلَيهِ)]؛ أيْ: يتمنّى الناس مثل هذه النِّعمة التي أنعم الله بها على أهل ظَفار، بأنْ تكون في بلادهم مثل هذه الأحجار، دون أن يحسدوهم أو يتمنّوا زوالها عنهم. يقول الحارث بن أسد المُحاسبيّ واصفًا من أحوال الناس يوم القيامة: "وَقَدْ شَخَصَتْ أَبْصَارُهُمْ إِلَيْكَ؛ (غِبْطةً) لَكَ، وَتَأَسُّفًا عَلَى أَنْ يَنَالُوا مِنَ اللهِ – عَزَّ وَ جَلَّ – مَا نِلْتَ"(04).
لا وقاية من ذراريح ظفار
يقول الشَّيخُ القاضِي عِيَسى بِنْ صَالِحٍ الطَّائِيُّ [(وَبِظَفَارِ أَنْوَاعٌ مِنَ الْحَشَرَاتِ الّتِي تَمْنَعُ النَّائِمَ مِنَ (الالْتِذَاذِ) بِنَومِهِ، وَنَوعٌ مِنْهَا يُسَمّى (الذَّرَارِيحِ) وَهِيَ أَصْغَرُ حَجْمًا مِنَ النَّمْلِ، وَلَا يُمْكِنُ (التَّوَقِّي) مِنْهَا)].
فقوله: [(الالْتِذَاذِ) بِنَومِهِ)]؛ أيْ:الإحساس بنعمة ولذَّة النوم ومتعته. يقول عمر بن أبي ربيعة:(فَإِذَا مَا اِنْصَرَفْتِ، لَمْ أَرَ لِلْعَيْشِـ/(اِلْتِذَاذًا)، وَلَا لِشَيءٍ جَمَالَا). و[(الذَّرَارِيحِ)؛ مفردها:(الذَّراح)، وجمعها: (ذَرَارِح - ذَرَارِيح)، وهي "دُوَيْبَة أعظم من الذُّباب شيئا، ومُجَزّع ومُبَرْقش بحُمْرة وسَواد وصُفرة، ولها جناحان تطير بهما"(05). قال الشماخ بن ضرار الذُّبيانيّ:(وَلَمْ أَكُ مِثْلَ الْكَاهِلِيّ وَعِرْسِهِ/سَقَتْهُ عَلَى لَوْحٍ دِمَاءَ (الذَّرَارِحِ)(06). وقوله: [(التَّوَقِّي)]، أيْ: الحذر منها وتجنُّب أذاها. قال عَدِي بن زيد العبادي، يُشبِّه نساءً بظِبَاءٍ تمشي رُويدًا على حَذَرٍ:(وَالرَّبْرَبِ الْمَكْفُوفِ أَرْدَانُهُ/ تَمْشِي رُوَيْدًا كَـ(تَوَقِّي) الرَّهِيْصِ).(07)
الناموسية وقاية من براغيث ظفار
يقول الشَّيخُ القاضِي عِيَسى بِنْ صَالِحٍ الطَّائِيُّ [(نَاهِيْكَ عَنِ (الْبُرْغُوثِ) و(الْبَعُوضِ)، فَلَا تَذُوقُ فِيْهَا النَّومَ إِلَّا (غِرَارًا) وَ(خُلْسَةً)، وَلَايُمْكِنُ النَّومُ فِيهَا إِلَّا فِي (سَرِيْرٍ مَرْفُوعٍ) دَرْءًا لِهَذِه الْحَشَرَاتِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِنَافِعٍ وَلَا مَانِعٍ وَلَا وَاقِ مِنْ أَذَاهَا وَشَرِّهَا)].
[(نَاهِيْكَ)]، أيْ: يكفيك أو حَسْبُكَ أو فضلا عمَّا يُحدثه البُرغُوث والبعوض من غاية الأذى والألم. وكلمة (ناهيك) لا تأتي بعدها "عن" وإنما "من". يقول الأخطل:(تَمَّتْ، لِمَنْ نَعَتِ النِّسَاءَ وَأُكْمِلَتْ/(نَاهِيْكَ) مِنْ حُسْنٍ لَهَا وَجَمَالِ)(08). و[(الْبُرْغُوثِ)]: حشرة صغيرة قافزة، تتطفل على الإنسان وغيره من الثدييات وتغتذي بامتصاص دمها. وبعض أنواعها ينقل أمراضا خطيرة، كالطاعون، والتيفوس(09). أمّا(الْبَعُوضِ)؛ فهو عدة أجناس من الحشرات الصغيرة المُضرة، من الفصيلة البعوضيّة، ومن رُتبة ثنائيات الأجنحة، وتغتذي الإناث منها بدم الإنسان، وتنقل إليه عدة أمراض، وتغتذي الذكور برحيق الأزهار، وهو نوع من الناموس. وواحدته: بعوضة(10). وقوله:(غِرَارًا)؛ و(الغِرار من النوم)أيْ: القليل منه. قال تأبَّط شَرًّا الفهميّ يُخبر عن امرأة خطبها فَأَبتْ الزواج منه خوفًا من تأيُّمِها/ترمّلها بسبب فروسيته:(قَلِيْلِ (غِرَارِ) النَّوْمِ، أَكْبَرُ هَمِّهِ/دَمُ الثَّأْرِ أَوْ يَلْقَى كَمِيًّا مُقَنَّعَا)(11). وقوله:(خُلْسَةً)؛ أي: يستَرِق النوم في نُهْزةٍ ومُخَاتلة ويحتال ليَأخَذ قسطا. قال الطُّفيل بن عوف الغَنويّ يتحدث عن رَاعِيي نُوقٍ يَتَرَاميان لَحْمًا نَضيجًا شَهوةً له، وسعادةً به:(إِذَا رَاعِيَاهَا أَنْضَجَاهُ تَرَامِيًا بِهِ/(خُلْسَةً) أَوْ شَهْوَةَ المُتَقَرّمِ)(12). وقوله: [(النَّومُ فِي (سَرِيْرٍ مَرْفُوعٍ)؛ أي: (الناموسيّة) بالمصطلح الحديث، وهو سرير تعلوه غُلالة من "نَسِيجٌ رَقِيقٌ يُجْعَلُ عَلَى السَّرِيرِ وِقَايَةً مِنَ النَّامُوسِ أَوِ الذُّبَابِ؛ كَمَا يُطْلَقُ عَلَى السَّرِيرِ، الفِرَاشِ.(13).
من فوائد البراغيث
يقول الشَّيخُ القاضِي عِيَسى بِنْ صَالِحٍ الطَّائِيُّ [(وَقَدْ أَجَادَ الشَّاعِرُ فِي وَصْفِ الْبَرْغُوثِ بِقَولِهِ: [لِا تَكْرَهُوا الْبُرْغُوثَ إِنَّ اِسْمَه/ (بِرٌ) وَ(غَوْثٌ) لَكَ لَوْ تَدْرِي] [فَـ(بِرُّهُ) مَصُّ دَمٍ فَاسِدٍ/ وَ(غَوْثُهُ) إِيْقَاظُكَ لِلْفَجْرِ].
وبالبحث عن البيتين في تراثنا العربيّ وجدنا فيهما تصحيف، وعثرنا على أصلهما من وزن (البحر السريع)؛ فقوله: (لِا تَكْرَهُوا) أصله: (لا تَسُبَّ)، وقوله: (إِيْقَاظُكَ لِلْفَجْرِ)أصله: (الإِيْقَاظ في الفَجْرِ)(14).
المنصروت عادة نساء ظفار
يقول الشَّيخُ القاضِي عِيَسى بِنْ صَالِحٍ الطَّائِيُّ: [(وَلِنِسَاءِ ظَفَارِ عَادَةٌ؛ وَهِيَ (حَلْقُ مَفَارِقِ رُؤُوسِهِنَ)، وَقَطْعُ الْجِلْدِ مِنْهَا بِالْمُوْسَى حَتَّى يَتَعَذَّرَ نَبَاتُ الشَّعْرِ فِيْهَا؛ فَتَرَى مَفْرِقَ الْمَرْأَةِ أَصْلَعَ أَجْرَدَ لَاشَعْرَ فِيْهِ)].
فقوله: [(حَلْقُ مَفَارِقِ رُؤُوسِهِنَ)]، فيه وصفٌ لعادة قديمة انقرضت تُسمى بـ(المنصروت)؛ وهي: "إزالة الشعر من مفرق الرأس مع قليل من الجلد لتقسيم شعر الرأس إلى خُصلتين"(15)، وذكرها برترام توماس مُفيضا في شرحها: "وأما تسريحات الشعر في ظفار فإنها مرتبطة بالنواحي التجميلية، ومن أبرز هذه التسريحات خصلة الشعر التي تتدلّى على رؤوس الرجال. ولا تقل غرابة إلا (تسريحات النساء)، فيُحْلَق شعر الفتاة على شكل خطوط في الرأس وتُتْرك منه خُصلة متدلية على الجبهة؛ بينما يُحلَق شعر مؤخرة الرأس حلقًا كاملا فيما عدا ثلاث أو أربع خصلات رفيعة، وتحتفظ الفتاة بهذه التسريحة حتى حين زواجها الذي يتمُّ في الثالثة عشرة من عمرها، وبعد ذلك تُتْرَك لها حُرية التصرف في شعرها، وبعد مضي شهر على الزواج يُحْلَق جزءٌ من شعر الزوجة 3/8 بوصة. ويتمُّ الحلق بالموسى في وسط الرأس بحيث لا يمكن للشعر أن ينمو مرةً أخرى. وقد يؤدي ذلك إلى إزالة جزء من قشرة الرأس"(16).
تعريم البنات بمخيخ الغنم
يقول الشَّيخُ القاضِي عِيَسى بِنْ صَالِحٍ الطَّائِيُّ: [وَمِنْ عَادَاتِهِمْ إِبْرَازُ (بَنَاتِهِن الصِّغَارِ) فِي أَحْسَنِ زِيْنَةٍ وَأَجَمَلِ لِبَاسٍ، وَقَدْ زَجَّجَنَ الْحَوَاجِبَ وَكَحَّلْنَ الْعُيُونَ وَخَضَّبْنَ الْأَطْرَافِ، وَيَرْقُصْنَ وَسْطَ الْهَبُّوت، وَيَكُونُ ذَلِكَ عَنَدَهُمْ وَقْتَ الْأَعْرَاسِ أَوْ غَيْرِهَا مِنَ الْمُنَاسَبَاتِ الَّتِي فِيْهَا سُرُورٌ].
فقوله:(بَنَاتِهِن الصِّغَارِ)، أي: اللائي لم يبلغن الْحُلُمَ. (فِي أَحْسَنِ زِيْنَةٍ)؛ فقبل "ظهور أدوات التجميل الحديثة، كان من جُملة الأدوات في ظفار (الصبر، والكركم، والرنج، والنيلة، وبعض الدُّهنيّات التي تُوضع على الوجه واليدين والرجلين. وقديمًا كانوا يخلطون (مُخيخ الغنم) لتلميع الجسم"(17). ويُسمى في الدارجة الظَّفارية بـ(التعريم)، وهذا التوصيف ذكره برترام توماس وزاد قائلا: "وفي المناسبات الهامة فإن هذا الطلاء يجمع بين اللون الأسود والأبيض والأخضر، ويُستخرج من جُذوع بعض الأشجار التي تنمو في ظفار. كما ترسم المرأة الظفارية/ المَهْريّة خطوطا سوداء عريضة حول عنقها. ومن العادات المنتشرة بين نساء المناطق الجبلية وضع (وَشْم) على ذقونهن في صورة نقطتين يتوسطهما خط فاصل. هكذا: (●│●). وقد شاهدتُ امرأة ترتدي ثوبا فضفاضًا أسود تلامس أطرافه الأرض وتَعْصُب رأسها بقطعة قماش من (الموزالين) يتدلَّى طرفاها على كتفيها"(18). وقوله:(زَجَّجَنَ الْحَوَاجِبَ)، أي: يُدَقّقنها، ويَسْحبنها يُطوّلنها. قال جميل بثينة واصفا (الغانيات) من النساء، - والمرأة الغانية ليست بمعنى (الفاسقة)؛ كما هو شائع بين الجاهلين بلغة العرب- فالعرب الأقحاح يقولون: المرأة الغانية اِمْرأة حَسناء اسْتَغنت بِجمالها عن الزِّينة:(إِذَا مَا الْغَانِيَاتُ بَرَزْنَ يَوْمًا/ وَ(زَجَّجْنَ الْحَوَاجِبَ) وَالْعُيُونَا).(19)
وأمّا قوله: (وَكَحَّلْنَ الْعُيُونَ)؛ ومعنى الكُحْل أي: كل ما يُوضع في العين من (إِثْمِد) ونحوه، تَزَيُّنًا أو استشفاءً. قال حسّان بن ثابت الخَزْرجيّ الأنصاريّ: (فَنَاغِ لَدَى الْأَبْيَاتِ حُوْرًا نَوَاعِمَا/وَ(كَحِّلْ) مَآقِيْكَ الْحِسَانِ بِإِثْمِدِ)(20).
رقصة المشعير والبرعة
وقول شيخنا عيسى الطائيّ:(وَيَرْقُصْنَ وَسْطَ (الْهَبُّوت)]؛ فيه مراجعة وبالبحث وجدنا أنّ (الْهَبُّوت) فنٌ رِجاليٌ خالص لا تشترك فيه النساء، وربّما قصد به الشيخ عيسى فن (المشعير)؛ وهو فنٌ ظفاريّ نسائيّ، يشاركهن الرجال فيه بـ(التَّبَرُّع). ووصف مؤرخو الفنون التقليدية (المشعير) بأنه "رقصة ظفارية قديمة متوارثة تؤدّيها النساء في أرياف ظَفار دون طبل وتشترك فيها مجموعة كبيرة من النساء، وفي كل جولة ترقص اثنتان منهن معًا. وتعتمد هذه الرقصة على حركة القدمين المندفعة إلى الأمام بحركة ثابتة موزونة على أنغام أغنية تتكون من مقطعين، وكل مجموعة من النساء يُردّدن شطرا من الأغنية بلحنٍ جميل جذاب يُصاحبه فن (البرعة) بالخناجر بمشاركة الرجال.(21) وقوله: (وَخَضَّبْنَ الْأَطْرَافِ) من (التَّخْضِيبُ) وهو "تلوين الجسم - وأكثره يكون في الأيدي والأرجل-، والشَّعر بالصبغ، والحِنَّاء، ونحوها"(22). قالت امرأة من العرب: "(خَضَّبُونِي)، كَحِّلُونِي، زَوُّجُونِي، رَجِّلُونِي".(23)
عدم رؤية الخاطِب للعروس (غَرَرٌ)
يقول الشَّيخُ القاضِي عِيَسى بِنْ صَالِحٍ الطَّائِيُّ: [(فَقُلْتُ لِبَعْضَ أَعْيَانِهِمْ: <لِمَ تَفْعَلُونَ ذَلِكَ بِكَرَائِمِكُمْ؟ فَقَالَ: لِيَرَاهُنَ (الخُطَّابُ)]. (أَعْيَانِهِمْ) جمع مفرده (عين)، و(الأعيان): الأشراف والسادة. تقول مارية بنت الدَّيَّان الحارثية: (قُلْ لِلْفَوَارِسِ لَا تَئِلْ (أَعْيَانُهُمْ)/مِنْ شَرِّ مَا حَذِرُوا، وَمَا لَمْ يُحْذَرِ)(24). (كَرَائِمكُمْ)، أي:(بناتكم)، جمع، والفرد: (كريمة). قال عامر بن الظَّرِب العَدوانيّ يخاطب قومه حين زوّجَ ابنتَه لـ(صعصعة بنِ مُعاوية): (يَا مَعْشَرَ عَدْوَانَ، أَخْرَجْتُ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِكُمْ (كَرِيْمَتَكُمْ) عَلَى غَيْرِ رَغْبَةٍ عَنْكُمْ، وَلَكِنْ مَنْ خُطَّ لَهُ شَيءٌ جَاءَهُ).(25) فأجاب أحد أعيان ظَفار على سؤال الشيخ عيسى الطائي، حول مسألة [إِبْرَازُ (بَنَاتِهِن الصِّغَارِ- اللائي لم يبلُغن الحُلُم- فِي أَحْسَنِ زِيْنَةٍ؟!]؛ مستندًا في إجابته على مصطلح (القياس) في الفِقه الإسلاميّ. والقياس معناه: (إلحاق حكم الأصل للفرع لاشتراكهما في العِلّة) قائلا: ([لَأِنَّ الزَّوَاجَ مَعَ عَدَمِ رُؤْيَةِ الْخَاطِبِ (غَرَرٌ) قِيَاسًا عَلَى شِرَاءِ السِّلْعَةِ لَأنَّ شِرِاءَ السِّلْعَةِ قَبْلَ الْوقُوفِ عَلَيْهَا وَإِمْعَانُ النَّظَرِ فِيْهَا جَهَالَةٌ تُوْجِبُ (النَّقْضَ)].
الغَرَر والجهالة توجب نقض العقد
الـ(غَرَر) في اللغة: الخطر والخداع، وزواج الرجل من فتاة لم يرها(غَرَر)؛ (قال الخطابيّ: أصل الغرر ما طُوِيَ عنكَ وخَفِي عليك باطنه. والـ(غَرَر) في الفِقْه: هو كلُّ ما كانَ مجهولَ العاقبةِ، لا يُدرَى أَيَحْصُلُ أَمْ لا يَحْصُل. وبيوع الـ(غَرَر) المُحرَّمة شَرْعًا؛ هي: البيوع التي انطوت على مُخاطرة أو مُقامرة أو جَهالةٍ في العاقبة أو الثَّمنِ أو المُثَمَّن، أو الأجَل. قال الإمام النوويّ: والنهي عن بيع الـ(غَرَر) أصل عظيمٌ من أصولِ كِتاب البيوع، وتدخل فيه مسائل منها: بيعُ العبد الآبق وبيعُ المجهولِ والمعدومِ، وما لا يُقْدَرُ عَلَى تَسليمه للمُشتري، وما لم يَتمّ مِلكُ البائعِ عليه، وبيعُ السمكِ في الماءِ، وبيعُ اللبنِ في الضرع، والحملُ في البَطْن(26).وقوله: [جَهَالَةٌ تُوْجِبُ (النَّقْضَ)] فهو مصطلح في الفقه الإسلامي متعلّق بـ(البيوع المحرّمة بسبب الـ(غَرَر)، ومعناها: "الجهالة الفاحشة التي تُفْضِي إلى نِزَاعٍ يَتعذَّرُ حَلُّه. ومن البيوع المُحَرّمة بسبب الـ(غَرَر) و(الجهالة الفاحشة) ما يلي: (بيعُ المضامين): وهو بيع ما في أصلاب الإناث من الأجنّة)، و(بيع الملاقيح): وهو بيع ما في أصلاب الفحول)، و(بيع حَبَل الحَبَلَة): وهو بيع ولد ولد الناقة بثَمَنٍ مُؤجَّل، فإذا ولدت الناقة مولودةً، انتظر المشتري حتى تحبل المولودة ثم تلد، وهذا البيع باطل؛ لأنه بيع معدوم ومجهول، وغير مملوك للبائع، وغير مقدور على تسليمه إلى أجل مجهول)، و(بيع الملامسة): وهو أن يلمس الإنسان الثوب ولا ينشره، أو يشتريه في الظلام ولا يعلم ما فيه، فهذا البيع لا يجوز؛ لوجود الجهالة)، و(بيع المنابذة): وهو أن ينبذ كل واحد ثوبه إلى الآخر من غير تأمُّل، ويقول كل واحد هذا بهذا، أو يقول البائع أو المشتري: أي ثوب نبذته فهو بكذا)، و(بيع الحصاة): وهو أن يقذف البائع أو المشتري بحصاة، فأي ثوب وقعت عليه كان هو المبيع بلا تأمُّل، ولا رويّة، ولا خيار)، و(بيع عَسْب الفحل): وهو بيع ضراب الذكر من كل حيوان فرساً أو جملاً أو تيساً أو غير ذلك. فَأَخْذُ الأجرة على ضراب هذه الفحول مُحرَّم لا يجوز؛ لما فيه من الـ(غَرَر)، لأنه غير معلوم وغير مقدور على تسليمه، فقد تُلَقَّح منه الأنثى وقد لا تُلَقَّح)(27).
شمّ الطيب يُذهب القلق
يقول الشَّيخُ القاضِي عِيَسى بِنْ صَالِحٍ الطَّائِيُّ [(وَمِنْ خُصُوصِيَّاتِ نِسَائِهِن شَمُّ الطِّيْبِ، وَهُوَ يَزِيْدُ فِي جَوْهَرِ الدِّمَاغِ)]
فقول شيخنا عيسى الطائيّ: (شَمُّ الطِّيْب)، مقصوده كلُّ شيء يُتَعَطَّر به، ويَنتج عنه حُسن الرائحة. وأظهرت الأبحاث العلمية الحديثة صحة هذا القول؛ فـ"الروائح هي مواد كيميائية متطايرة < 300 دالتون يتم اكتشافها بواسطة الجهاز الشمي تذوب الروائح أولاً في بطانة المخاط في تجويف الأنف ثم ترتبط بمستقبلات الشم في الظهارة الشمية، مما يؤدي إلى توليد جهد فعل داخل الخلية العصبية المستقبلة. ويتم إنشاء إشارة كهربائية وإرسالها إلى البصلة الشمية للمعالجة الأولية ثم للمعالجة النهائية في مناطق مختلفة من الدماغ مثل اللوزة والحُصين والقشرة الحجاجية الجبهية والمهاد. ويتشابك التشريح العصبي الشمي مع المناطق العاطفية الأولية، بما في ذلك اللوزة والحُصين والقشرة الحجاجية الجبهية عبر اتصالات محورية متبادلة واسعة النطاق. ويُعتقد أيضًا أن هذه الروائح قد تمارس تأثيرات مباشرة على المستقبلات العصبية في الدماغ عن طريق عبور حاجز الدم في الدماغ".(28)
وكشف باحثون في جامعة كاليفورنيا الأمريكية، عن أن إثراء الهواء بالعطور يحسن الأداء المعرفي أثناء النوم من خلال تعزيز الاتصال المهم بين المناطق العصبية التي تشمل الذاكرة وصنع القرار. وقال مايكل ياسا، عالم الأحياء العصبية: «حاسة الشم تتمتع بامتياز خاص لكونها مرتبطة مباشرة بدوائر الذاكرة في الدماغ وتشير التجارب التي شملت 43 رجلاً وامرأة تتراوح أعمارهم بين 60 إلى 85 عاماً، إلى أن التدهور المعرفي وحالات مثل الخرف تتباطأ ببساطة عن طريق نشر مجموعة مختلفة من العطور قبل النوم كل ليلة»(29). وقام نامازي وآخرون بتقييم تأثيرات زيت البرتقال العطري المستنشق على القلق لدى النساء الحوامل في المرحلة الأولى من المخاض. تم تعيين إجمالي 126 امرأة من الأمهات البكر بشكل عشوائي إما في مجموعة العلاج بالروائح (ن = 63) أو مجموعة التحكم (ن = 33). تم قياس القلق من خلال استبيان حالة القلق لسبيلبرجر. كانت مستويات القلق أقل بشكل ملحوظ في مجموعة العلاج بالروائح عند اتساع 3-4 و6-8 سم مقارنة بمجموعة التحكم. أكدت هذه الدراسة أن زيت البرتقال العطري هو تدخل فعال لتقليل القلق أثناء المخاض.(30) قال امرؤ القيس بن حُجْر الكندي: (أَلَمْ تَرَيَانِي كُلَّمَا جِئْتُ طَارِقًا/وَجَدْتُ بِهَا (طِيْبًا) وَإِنْ لَمْ تَطَيَّبِ)(31). وكلمة (جَوْهَر) اسم فارسي مُعرّب، ومعناها: أصل كلُّ شيء وكُنهه وماهيته. و(الدِّمَاغِ) هو مخُّ الرأس، والجمع (أدمغة). قال أبو صالح باذام في تفسير قول الله تعالى:{فَٱنتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍۢ مُّبِينٍۢ} "غلت أدمغتهم في رؤسهم كما يغلي الماء في المرجل على النار من شدة الحر تحت السحابة".(32)
....
المراجع والمصادر:
([01]) جيولوجية وجغرافية ولاية مرباط، عبد الله بن علي العمريّ، بحوث كتاب ندوة مرباط عبر التاريخ، ط1، المنتدى الأدبي، 2012م، ص: 46-47
([02]) كتاب البلدان، ابن الفقيه الهمذانيّ (ت، 340ه)، تحقيق: يوسف الهادي، عالم الكتب، بيروت، ط1، 1996م، ص: 381
([03]) مروج الذهب وعادن الجوهر، علي بن الحسين المسعوديّ)ت، 346هـ) ج10- 2، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، دار الفكر، بيروت، ط5، 1973م، ص: 108
([04]) أدب النفوس، وكتاب التّوّهم، الحارث بن أسد المحاسبي(ت، 143هـ)، دراسة وتحقيق: عبد القادر أحمد عطا، مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، ط2، 1991م، ص: 170
([05]) لسان العرب، حرف الذال، مادة: (ذرح) ج6
([06]) ديوان الشماخ بن ضرار الذبياني، تحقيق: صلاح الدين الهادي، دار المعارف، القاهرة، 1968م، ص: 105
([07]) ديوان عدي بن زيد العبادي، تحقيق وجمع: محمد جبار المعيبد، شركة الجمهورية، بغداد، 1965م، ص: 70
([08]) شعر الأخطل أبي مالك غياث بن غوث التغلبيّ، صِنْعة: السّكّري، رواية: أبي جعفر محمد بن حبيب، تحقيق: فخر الدين قباوة، دار الفكر المعاصر، بيروت، دار الفكر، دمشق، ط4، 1996م، ص: 454
([09]) المعجم الوسيط، (ج) براغيث
([10]) المرجع نفسه (م) بعوضة
([11]) ديوان تأبّط شرًا وأخباره، جمع وتحقيق وشرح: علي ذو الفقار شاكر، دار الغرب الإسلاميّ، بيروت، ط1، 1984م، ص: 113
([12]) ديوان طفيل الغَنوي، شرح الأصمعيّ، تحقيق: حسان فلاح أوغلي، دار صادر، بيروت، ط1، 1997م، ص: 108
([13]) المعجم الوسيط / معجم اللغة العربية المعاصر/ المعجم الغني.
([14]) غذاء الألباب وشرح منظومة الآداب، الشيخ محمد السفاريني، ضبطه وصححه: الشيخ محمد الخالدي، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ج2، ص:38/ الطرثوث في فوائد البرغوث، الإمام جلال الدين السيوطي، تحقيق: محمد سليمان مال الله، طمؤسسة التواصل بين المشرق والمغرب للنشر والتوزيع، 2018م، ص:73
([15]) الأعراف والعادات الاجتماعية والثقافية في ظَفار، سعيد بن مسعود المعشني، 2003م، ص: 60
([16]) البلاد السعيدة، برترام توماس، ترجمة: محمد أمين عبد الله، سلطنة عُمان، وزارة التراث القومي والثقافة، 1981م، ص: 102- 105
([17]) الأعراف والعادات الاجتماعية والثقافية في ظَفار، ص: 59
([18]) البلاد السعيدة، ص: 105
([19]) ديوان جميل بثينة، شعر الحب العذريّ، جمع وتحقيق وشرح: حسين نصّار، مكتبة مصر، دار مصر، القاهرة، د.ت. 216
([20]) شرح ديوان حسان بن ثابت، وضعه وصححه: عبد الرحمن البرقوقيّ، المكتبة التجارية الكبرى، المطبعة الرحمانية، القاهرة، 1929م، ص: 132
([21]) الأعراف والعادات الاجتماعية والثقافية في ظَفار، ص243
([22]) انظر: البحر الرائق لابن نجيم، 3/2، 5
([23]) لباب الآداب، أبو منصور الثعالبيّ(ت، 429هـ)، حرَّره وحقَّقه: أحمد حسن بسج، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1997م، ص: 133
([24]) شعراء مَذحج، أخبارهم وأشعارهم في الجاهلية، صِنْعة: مُقبل التام عامر الأحمديّ، مجمع العربية السعيدة، صنعاء، ط2، 2014م، ص: 588
([25]) مجمع الأمثال، أبو الفضل الميدانيّ(ت، 518هـ)، حققه وفصّله وضبط غرائبه وعلّق على حواشيه: محمد محيي الدين عبد الحميد، مطبعة السُّنَة المُحمَّديّة، القاهرة، 1995م، 1/313
([26]) بيوع الغرر والجهالة، سلسلة التفـقّه في البيوع، د. أحمد الإدريسي، https://iumsonline.org/ar/ContentDetails.aspx?ID=27690- مختار الصحاح. ص:246. والمصباح المنير. ص:264.
([27]) موسوعة الفقه الإسلامي، ص: 153 - 271
([28]) تأثير العطور على النشاط النفسي الفسيولوجي البشري، مع إشارة خاصة إلى استجابة الدماغ الكهربائي البشري، https://pmc.ncbi.nlm.nih.gov/articles/PMC5198031/
([29]) العطور تعزز وظيفة الدماغ، https://www.alkhaleej.ae/2023-12-
([30]) نمازي م.، أمير علي أكبري س.، مجاب ف.، طالبي أ.، علوي مجد ح.، جانيساري س. العلاج بالروائح باستخدام زيت الحمضيات والقلق أثناء المرحلة الأولى من المخاض. إيران. مجلة الهلال الأحمر الطبية. https://pmc.ncbi.nlm.nih.gov/articles/PMC4102991/
([31]) ديوان امريء القيس، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف، القاهرة، ط5، 1990م، ص: 41
([32]) تفسير مقاتل بن سليمان الأزديّ(ت، 150هـ)، دراسة وتحقيق: عبد الله محمود شحاتة، مؤسسة التاريخ العربيّ، بيروت، ط1، 2002م، 2/435