ازدواجية المعايير

 

أحمد بن خميس السعدي

 

وجوب الوقوف مع الحق ودفع الظلم، أساسٌ لا شك فيه، ولا يقتصر على فئة مُعينة دون سواها، والاختلالات في تلك الثوابت والتحيُّز الأعمى مع فئة دون غيرها، له دلالات واضحة على التَّعاطي مع الأمور بازدواجية.

ومن هنا وجب علينا النظر في العالم السياسي الغربي الذي تحيَّز تحيزًا واضحًا وصريحًا ومعلنًا وصارخًا بنصرة الباطل على الحق، حيث إن دعمه اللامحدود للكيان الغاصب اللقيط واللامبالاة في اتخاذ أي قرار على حساب أي دولة أو ديانة أو شعب من الشعوب. وغض الطرف عن جرائم الإبادة الجماعية الوحشية؛ بل ويتعدى الأمر ذلك إلى التضليل وتزييف الحقائق. وهذا بلا ريب يشكل ازدواجية في المعايير ويمثل كيلًا بمكيالين، كما إنَّ هذا الأمر محل ضعف حقيقي لدى بعض المسلمين والعرب وتخاذلهم، وهو ما أتاح لهم المجال للتعدي على أي شيء أرادوا القيام به في أي مكان أو زمان أو ظرف، وبالتالي فإنَّ الحكومات الغربية لا تبالي بأي اعترافات أو حقائق أو وقائع أو منظمات دولية أو حقوقية، ويظهر فيها الحق واضحًا جليًا للعيان، وهذا يشكل جزءًا كبيرًا من المجتمع الغربي الذي يتبنى هذا المبدأ الوهمي الفاشي، رغم أنَّ مبادئ العدالة والمساواة وحرية التعبير وتقرير المصير والديموقراطية وحقوق الشعوب لا تستوي مع تلك الإدارات المستبدة التي أساسها مصلحتها وإشباع رغباتها.

وعلى المجتمعات الإسلامية والعربية أن تتعلم من أخطائها بأن تتمسك بالحنيفية المثلى والعقيدة السوية الصحيحة على المنهاج الحق وعلى الصراط المستقيم، وألّا تخضع خضوعًا باتًا للغرب وأعوانه والأخذ بمعاييرهم المزدوجة التي لا تمت للحق بِصلة ولا للواقع بشيء؛ بل ما يحدث بمثابة لهثٍ وراء إشباع مصالحهم وتحقيق غاياتهم الهمجية التي تشكل خطرًا حقيقيًا على المجتمعات الإسلامية والعربية، وإن شغلهم الشاغل هو كلمة التوحيد الخالدة (لا إله إلا الله) التي تهدم وتصعق مخططاتهم وأفكارهم وجمودهم وتعصبهم النتن الذي أساسه الرأسمالية المبنية على الجمود والتواطؤ فيما بينهم، ضد تلك الكلمة على السوية البشعة، والمنهاج المتعرج، وإن الصراع القائم هو صراع عقيدة، ومن كانت عقيدته متمسكة برباط الله كانت له العزة والكرامة والشموخ والنصر والفتح المبين.

جعلنا الله من المنضوين تحت لواء الحق، النابذين للباطل وأهله، وممن تجمعهم كلمة التوحيد، ويقودهم الفكر السديد.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة