خليفة بن عبيد المشايخي
لا يخامرنا شك في أن المواطن العُماني أينما وجد على هذه الأرض الطيبة هو محور اهتمام القيادة الحكيمة التي تعمل من أجله ليل نهار، وتشتغل في أن ينعم بالراحة والطمأنينة والاستقرار أينما وجد، سواء في السهل أو في الوادي والجبل، أو في القرية أو المدينة أو الريف.
وترجمة للتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان المُعظم- أيده الله- التي تصب في إطار تحقيق العيش الكريم لمواطني هذا البلد، فإن الحكومة الرشيدة بين فينة وأخرى، تنتهج خططًا تنموية رائدة، لمواجهة التحديات المستقبلية، التي يفرضها النمو السكاني المتزايد، والزحف العمراني الآخذ في التوسع، والأعداد الهائلة الكبيرة التي باتت تستوطن المساحات الشاسعة من المدن، وتمتلك أراضي سكنية في المناطق البعيدة عن المراكز الإدارية الكبرى والعاصمة، هربًا من الاكتظاظ السكاني، والاختناق المروري، وغير ذلك من السلبيات والظواهر التي باتت مقلقة، وأصبح المواطن والمقيم يبحثان عن بدائل لها.
وإذا ما أخذنا في الاعتبار التسهيل على الناس أينما وجدوا انطلاقًا من أنهم ليسوا متكافئين في المستويات الاجتماعية والمعيشية أولًا، وضمنًا من الحقوق الواجبة لهم التسهيل والتيسير عليهم وتوفير كل الخدمات الضرورية والمساعدات اللازمة لهم، فإنه على سبيل التحديد تُعد منطقة المعبيلة التابعة لولاية السيب بمحافظة مسقط، من أكبر المناطق السكنية الحديثة، التي يقطنها آلاف البشر من كل مكان، ويمتلكون فيها عقارات وبيوتًا وأملاكًا مختلفة، ومن ثم أصبحت وجهة سكنية مرغوبة وقبلة للعائلات محبوبة، يَفِدُ إليها الناس من كل محافظات ومناطق السلطنة للسكن والاستقرار والإقامة فيها، نتيجة ظروف وأوضاع مختلفة.
ومع كبر حدود مدينة المعبيلة التي أصبحت تضم كبريات المراكز التجارية، لا يوجد بها سوى عدد من المراكز الصحية تغلق عند الساعة التاسعة مساء، وأقرب مستشفى حكومي لهذه المدينة، هو مستشفى جامعة السلطان قابوس ومستشفى القوات المسلحة. وهذان المستشفيان مرجعيان ولهما نظام مُعين لا ينطبق على كل الناس، ما يعني صعوبة العلاج فيهما إلّا بتحويل من أحد المراكز الصحية.
ومستشفى قوات السلطان المسلحة أصبح لا يقبل المرضى الأقارب للعسكريين من الدرجة الثانية والثالثة مما خلق تحديًا يواجهه المستفيدون من الخدمات العلاجية، في أن أقرباءهم الآخرين من غير الزوجة والأبناء والأم والأب، لا يمكن أن يتلقوا أي رعاية طبية.
ومع الأسباب التي ذكرت؛ فالحاجة إذن تقتضي إنشاء مستشفى حكومي في منطقة المعبيلة، ليلبي حاجات الناس في طلبهم للعلاج في أوقات متأخرة من الليل، ناهيك عن أن المراكز الصحية الأولية خدماتها العلاجية محدودة جدًا، وعليها زحام كبير مع وجود نقص في الكادر الطبي والتمريضي، وظروف الناس ومشاغلهم أصبحت لا تسعفهم للتوجه إلى المراكز الصحية قبل إغلاقها، علمًا بأن بعض من هذه المراكز الصحية لا تقبل المرضى عند الساعة الثامنة والنصف ليلًا بحجة كثرة المرضى والازدحام الشديد.
إن منطقة المعبيلة أصبحت تضم أعدادًا هائلة من السكان وبعد سنوات من الآن، سيصبح عدد السكان بها أضعافًا مضاعفة، مع الأهمية بمكان والضرورة بإنشاء مستشفى حكومي يغطي ويقدم العلاج على مدار الساعة.
لذا فإننا نتطلع من وزارة الصحة ومن الجهات المختصة تبني فكرة إنشاء هذا المستشفى الذي سيخفف على الناس، فليس كل الناس قادرين على تحمل نفقة العلاج في المراكز الطبية الخاصة.