هل وضعنا استراتيجية للصرف الصحي؟

 

إسماعيل بن شهاب البلوشي

 

في كثير من الأحيان أكتب وأتحدث عن جهة أبحث عنها دومًا تكون موجهًا لبعض المؤسسات والأعمال والتوجهات الوطنية، لأنَّ من يقوم بالعمل المباشر قد لا يُدرك أهمية ورؤية واستراتيجية الأوطان في جوانب المفاضلة وجداول الأولويات، ولذلك إن جهات التوجيه والأمر التي أرى أنها تتعدى كل مؤسسة، وفيما يتعلق بشبكة ونظام الصرف الصحي في البلاد فإننا بحاجة مُلحَّة إلى درجة قصوى لإبداء الأفكار والقرارات والتوجه في هذا المضمار، والذي لا أرى أنه أخذ حقه؛ بل إنه في حالة جمود وسكوت غير مبرر، وأنه موضوع لم يسلط عليه الضوء مطلقًا ولم يوضح بما يتلاءم وما يناسب الرؤية الوطنية والخصوصيات العُمانية.

عُمان من شمالها إلى جنوبها وشرقها وغربها تستفيد من الآبار وتستفيد من الأفلاج وتستفيد من كل تدفق للمياه بكل طرق فيها وقد لا تكون دولة أخرى بهذه الخصوصية في حين أننا نرى وبكل وضوح أن ذلك غير متناسب ولا متوافق مع الوضع البيئي والصحي للسلطنة.

قد يعتقد البعض أن التأخر في مجال الصرف الصحي والتعامل معه هو فقط في المحافظات والولايات ولكن للأسف الشديد فإنَّ العاصمة مسقط نفسها متأخرة جدًا من وجهة نظري بل إنَّ الأمر يصل إلى القول إنه غير مقبول تمامًا وفي جانب آخر وعندما نقرأ الأحداث ونرى بعض الأمراض الخطيرة فإنني لست على دراية بأنَّ هناك جهة مُعينة قامت بالدراسة والبحث والتأكد أن لا علاقة ما بين نظام الصرف الصحي الحالي ونظام استخدام واستهلاك المياه من جوانب أخرى، أعتقد جازمًا أنَّ أمر الصرف الصحي وإذا ما تمت المقارنة بكل دول العالم فإننا لم نصل إلى أي مستوى نستطيع أن نقول من خلاله إننا حققنا الإنجاز المناسب الذي هو من أهم الضروريات والتي قد لا تكون ظاهرة للعيان مثل الكهرباء والهاتف وتوصيل مياه الشرب؛ لأن هذا الجانب غير واضح إلا إذا تعمقنا في الفكر والرؤية في جوانب أخرى على درجة من الأهمية غير ملموسة كغيرها.

لو أننا قمنا بوضع العاصمة مسقط مع بعض عواصم الدول مثل القاهرة على سبيل المثال فإنَّ الصرف الصحي الرئيسي بدأ فيها وعلى مستوى يغطي القاهرة قبل 100 عام من اليوم، هنا لست بصدد الحديث عن المقارنة والتي لا أؤمن بها كثيرًا، ولكنني تطرقت إلى هذا الأمر كي أبعث بذلك إلى من بيده القرار والمسؤولية والتنظيم وحساب الاستراتيجيات، وهو أن موضوع الصرف الصحي في كل بلاد العالم يأخذ الأولوية الأولى، ذلك لأنه يرتبط بنواحٍ لا حصر لها ولن أستطيع إيضاحها في هذه العجالة كما تستحق.

وأخيرًا.. فإنني أرفع رؤية؛ بل ومناشدة إلى جهات القرار بأن تكون هناك رؤية مختلفة صريحة لهذا الجانب الذي هو على درجة كبيرة من الأهمية، وأن توضِّح للمجتمع من خلال تسليط الإعلام للمتابعة والتوجيه والاهتمام.

 

الأكثر قراءة