قصة قصيرة

شُرفة نرى منها كل شيء (5)

 

 

مُزنة المسافر

 

أراد البهلوان أن يُبهر كل من هُم في السيرك.

وأن ينط وينط “هولا هوب”.

دون توقف.

لن يتوقف.

إنه يُكرر حركاته، ويدُور دورانًا جميلًا في الهواء.

ثم يعود.

ليسود الحَبل.

إنه مَلِكُ الحِبال.

ورئيس السَعادِين.

إنه أفعوانيّ، مزاجيّ.

مُتأرجِح.

مُتبجِّح أمام الفيل.

والأرانب.

وكل الساكنين في هذا السيرك الجميل.

من أهله وناسه.

دعوا الأنوار تُنير قفزاته.

ولنراها جيدًا بمنظار كبير.

 

يطلب الصغار مشاهد أكثر بهذا البهلوان.

إنه يأسر الأفئدة.

وينشر الفرح على كل الأصعدة.

 

قال أستاذ الحلبة، إننا نبيع.

ونذيع الفرح والمرح.

لك إذن السرح.

في سيركنا.

وفي حلقتنا المُدوَّرة.

 المُكوَّرة.

 

يقول أستاذ الحلبة: دعك هناك أيها البهلوان.

قف كما يقف السعدان.

ولا تنزل قبل أن أنادي عليك.

 

سيضحك الصغار، ويكون لهم أجمل ضحكة.

يا للوهج، يا للأُلفة.

إنه يقف مُتعبًا، مُرهقًا.

لكنه لا بُد أن يُسعد الصغار.

بل يُسعد الجميع.

لأن أستاذ الحلبة صرخ في وجهه ألف مرة.

الكبار هم من يدفعون التذاكر.

 

إنه ينط من جديد.

والتصفيق بالطبع له يزيد.

إنه بهلوان عنيد.

لكنه سعيد بوجود الجميع.

بهلوان.jpg
 

تعليق عبر الفيس بوك