لم يتصور جيش الاحتلال الإسرائيلي وحكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة أن يستعيد حزب الله عافيته سريعاً بعد الضربات التي تلقاها باغتيال قادته، ليوجه الحزب بالأمس ضربة موجعة لجيش الاحتلال عبر استهداف معسكر تدريب للواء جولاني في بنيامينا جنوب حيفا بسرب من الطائرات المسيرة.
هذه العملية النوعية وصفها الإعلام الإسرائيلي بأنها الأكثر دموية، لأنها أسفرت عن مقتل 3 إسرائيليين وإصابة أكثر من 65 آخرين، من بينهم 4 حالات ميؤوس منها، ليؤكد الحزب في بيان له أنه لن يتوانى عن القيام بواجبه في ردع العدو الإسرائيلي والدفاع عن لبنان وشعبه.
والملاحظ في التطورات الأخيرة، هو صدور بيانات حزب الله بعد وقت قليل من تنفيذ العمليات العسكرية، وهو ما يشير إلى استعادة أنظمة التواصل بين الأفراد على الخطوط الأولى من المواجهة وبين القيادة المركزية.
ولا شك أن جيش الاحتلال يتكبد الكثير من الخسائر في جبهة لبنان لكنه يشدد رقابته على وسائل الإعلام الإسرائيلية ويمنع نشر الكثير من الأخبار، وفي المقابل يعلن حزب الله تصديه للعديد من محاولات التسلل الفاشلة لقوات الاحتلال التي تريد السيطرة على التلال الحاكمة في الجنوب اللبناني.
إن المواجهة بين المقاومة اللبنانية وجيش الاحتلال تتصاعد يومًا بعد يوم، كما أن حدة التصريحات بين إسرائيل وإيران تتصاعد أيضاً في ظل الترقب الدولي للرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني في الأول من أكتوبر، وهو ما يتطلب تدخلا فوريا لتجنيب منطقتنا العربية حربا إقليمية كبرى لن يسلم منها أحد.