الرؤية- حمود الهنائي
ركزت رؤية عُمان 2040 على تعزيز الهوية والمُواطنة لدى أفراد المُجتمع بأن يكون العُماني مؤمناً ومرتبطا ومتجذرا ومحافظا ومدركا وملتزما ومفتخرا بدينه ووطنه وثقافته وعاداته وتقاليده وحقه وواجبه ومسؤوليته، ولذلك حرصت وزارة التربية والتعليم على استحداث مادة "الهوية والمواطنة" لتعليم الأجيال الجديدة هذه المفاهيم المُهمة.
ويقول الدكتور يوسف محمد العطار استشاري تربوي ونفسي وأسري ورئيس المجلس الاستشاري الأسري في سلطنة عُمان والمدير التنفيذي لمركز توازن للخدمات التعليمية والاستشارات، إن العادات العمانية الأصيلة موروث ثمين يجب الحفاظ عليه والاعتناء به ونشره في المحافل والمجالس وإدراجه في المقررات والمناهج، والحث عليه في المساجد وعلى المنابر، لأنَّ غرس هذه العادات مسؤولية المجتمع بأكمله وليست مسؤولية الآباء وحدهم.
ويضيف: "لكي ينشأ الأطفال على القيم العمانية الأصيلة علينا نحن الآباء أن نكون قدوة حسنة لهم من خلال الحفاظ على تلك العادات، وعلينا أن نشركهم في الملتقيات والمناسبات والتجمعات التي ترفع من مستوى وعيهم وإدراكهم، وعلى الآباء أن يصبروا ويتحملوا مشقة غرس تلك القيم لأن المشتتات كبيرة والمُغريات كثيرة، وأن يحرصوا كل الحرص على التقرب من أبنائهم بكل الطرق المساعدة والمحببة لديهم".
ويُشير العطار إلى أنَّ من أبرز التحديات التي تهدد الهوية الوطنية فهي العولمة والتبادل الثقافي والانفتاح على العالم من خلال التقنيات الحديثة التي أتاحت مشاهدة ثقافات الآخرين وتأثر الأبناء بها، إلى جانب الفقر والبطالة وتدني مستوى المعيشة وانتشار الفساد والحروب والصراعات والاستبداد والقمع في العالم ، مشددا على ضرورة الاهتمام بالتعليم ومكافحة كافة أشكال التطرف والحرص على بناء مجتمع متماسك وقوي.
من جانبه، يوضح محمود بن حمد بن سعيد الخصيبي معلم بمدرسة أدم للتعليم الأساسي: "أن التوجيهات السامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- أكدت أهمية الحفاظ على الهوية الثقافية العمانية، وترسيخ القيم الوطنية في نفوس الأجيال الجديدة، والتركيز على العادات والتقاليد العمانية التي تعد ركيزة مُهمة لاستمرار هذا الترابط الاجتماعي العميق، وتعزيز الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي في مواجهة التحديات الحديثة".
ويتابع قائلا: "مع الانفتاح الثقافي والعولمة، أصبحت عملية تنشئة الأطفال على القيم العمانية من التحديات التي تواجه العائلة، لذلك من الضروري تعزيز هذه القيم من خلال توجيه برامج تربوية تُركز على الهوية الوطنية، واستخدام الأدوات التكنولوجية الحديثة لنقل الموروث الثقافي بشكل جذاب يتناسب مع اهتمامات الشباب، والاستفادة من تنظيم الأنشطة الثقافية والفنية يمكن أن يلعب دورًا في تعزيز الشعور بالفخر والاعتزاز بالتراث العماني".
ويؤكد الخصيبي أن الأسرة عليها دور محوري في غرس القيم الوطنية منذ الصغر، في حين تأتي المدرسة كمكمل أساسي في تعزيز هذه القيم عبر المناهج الدراسية والأنشطة الطلابية، مضيفا: "على المؤسسات الإعلامية أن تسهم في تشكيل وعي الأفراد حول مفاهيم المواطنة الصالحة من خلال تعزيز روح المسؤولية الاجتماعية والتأكيد على حقوق وواجبات المواطن تجاه وطنه".