كشف الستار عن حالة ظَفَارِ للشيخ عيسى الطائي قاضي قضاة مسقط (21)

 

تحقيق: ناصر أبوعون

يقول الشَّيخُ القاضِي الأجَلّ عِيَسى بِنْ صَالِحٍ بِنْ عَامِرٍ الطَّائِيُّ: [(وَلَمْ تَزَلْ ظَفارِ فِي سُلْطَةِ الْأَئِمَّةِ آلِ يَعْرُبِ وَتَحْتَ نُفُوْذِهِمْ بِضْعَ سِنِيْنَ، حَتَّى تَرَكُوْهَا مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِهِمْ؛ وَذَلِكَ أَنَّهُمْ رَأَوْا الدَّاخِلَ لَا يَفِيءُ بِالْخَارِجِ مِنَ الْمَصَارِيْفِ، ثُمَّ صَارَتْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي مُلْكِ السَّيِّدِ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلِ السَّقَافِ؛ وَكَانَ هَذَا السَّيِّدُ كَثِيْرَ الْعَبِيْدِ وَالْمَوَاشِي، وَعَمَّرَ زَمَنًا طَوِيْلًا، فَقَتَلَهُ أَعْرَابُ (الْقُرَا) (بِيْتُ قُطُن) فِي مَوْضِعٍ بِالْجَبَلِ اِسْمُه (نحيز)؛ وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّهُ قَصَدَ الْجَبَلَ؛ لِيَقْطَعَ حَطَبًا مِنْهُ يُرِيْدُهُ لِبِنَاءِ قَصْرِهِ، فَانْفَرَدَ عَنْ أَعْوَانِهِ، فَانْتَهَزَ الْأَعْرَابُ مِنْهُ فُرْصَةً فَقَتَلُوْهُ)].

***

منجزات دولة اليعاربة وأصولهم

قال الشَّيخُ القاضِي عِيَسى الطَّائِيُّ: [(وَلَمْ تَزَلْ ظَفارِ فِي سُلْطَةِ الْأَئِمَّةِ آلِ يَعْرُبِ وَتَحْتَ نُفُوْذِهِمْ بِضْعَ سِنِيْنَ، حَتَّى تَرَكُوْهَا مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِهِمْ؛ وَذَلِكَ أَنَّهُمْ رَأَوْا الدَّاخِلَ لَا يَفِيءُ بِالْخَارِجِ مِنَ الْمَصَارِيْفِ)].

- يقول الشيخ عيسى الطائيّ [(وَلَمْ تَزَلْ ظَفارِ فِي سُلْطَةِ الْأَئِمَّةِ الْأَئِمَّةِ آلِ يَعْرُبِ)] إشارة من الطائيّ إلى اتساع نفوذ دولةَ اليعاربة في عُمان، ودلالة على أنّ (ظَفار) واقعة ضمن حدود عُمان ولم تنفصم عن عراها عبر التاريخ. وهذه الدولة اليعربيّة "ظهرت في مطلع القرن السابع عشر الميلادي، واحتلت موقعًا هاما على الخارطة الدولية، حيث حققت هذه الدولة الكثير من الإنجازات على المستويين الداخليّ والخارجيّ: من طرد المستعمر البرتغاليّ، وتأسيس قوة بحريّة كبيرة، والامتداد على أطراف عدة خارج عمان، مع اهتمام كبير بالعلم والاقتصاد والعمارة وغير ذلك من المآثر التي خلّفها اليعاربة والتي مازالت إلى الآن شاهدة على إنجازهم العظيم، إلا أن هذه الدولة في نهاية المطاف شهدت صراعًا كبيرًا أودى بالكثير من هذه المنجزات"([[1]]). وقوله: [(سُلْطَة)]؛ أي: (الولاية والحُكم)، وشاهدها من العربية، "وبِمِقْدَارِ (سُلْطَةِ) الْإِنْسَانِ وَمَسْؤُولِيَّتِهِ سَيَكُوْنُ سُؤَالُهُ، بَيْنَمَا سَيَكُونُ حَسَابُ الضُّعَفَاءِ أَقَلَّ صُعُوْبَةً"([[2]]). أمّا قوله: [(آل)]، فقد قصد به الطائيّ نسبهم الذي لا يدخل تحته غير عِرقهم، وهو (اسم جمع)، بمعنى: (الأهل والأقارب)، ونعثر على شاهده في شعر لـ(حَزِيْمَةَ بن نَهْدٍ القُضَاعِيّ) يقول فيه:[إِذَا الْجَوْزَاءُ أَرْدَفَتْ الثُّرَيَّا/ ظَنَنْتُ بِـ(آلِ) فَاطِمَةَ الظُّنُوْنَا(03)]، وقد يُقصدُ بـ(آل) أتباع الشخص وأنصاره، ونعثر عليه في شعر مُنَبِّه بن سعد بن قيس عَيْلان:[وَقَالُوْا:(يَالَ) أَشْجَعَ، يَوْمَ هَيْجٍ/ وَوَسْطَ الدَّارِ ضَرْبًا وَاحْتِمَايَا(04)]. وقوله: [(يَعْرُب)]؛ اسمٌ منقولٌ عن الفعل، نسبةً إلى (يَعْرُب بن قحطان)، وقال الصُّحَاريّ(05):"فأما يَعُرُبُ بُن قحطان فاسمُه عابر، ويقال له المرعث، وإنما سمي يَعُرُب لأنه أوّل من تكلم بالعربية بعد انحراف اللسان العربي إلى السُّرَّياني. فَوَلَدَ يَعْرُبُ يَشْجُبَ، وَوَلَدَ يُشْجُبُ سَبَأ، واسمه عبد شمس. ويُقال اسمُه عامر"، "فلمّا تفرقت الألسن بعد زمن النمرود بن كنعان بن ماش بن إرم بن سام بن نوح الذي دعا الناس إلى عبادة الأوثان، بعد أن كانوا على الإسلام؛ فصار لـ(بني سام) ثمانية عشر لسانا، ولـ(بني حام) ثمانية عشر لسانا، ولـ(بني يافث) ستة وثلاثون لسانا، وفَهَّمَ الله (يَعْرُبِ بن قَحْطان) العربيّةَ، وهو أوّلُ من تكلم بها، وإلى اسمه نُسب اللسانُ العربيُّ، وسُمِّيَ عربيًّا، وكانت (جُرْهُم) و(العماليق)، و(طسم) و(جديس) يتكلمون بلسانٍ عربيٍّ. والدليل أن أصل اللسان العربيّ اليمنُ دون غيرهم أنّهم يُقال لهم: العرب العاربة، ويُقال لغيرهم : العرب المتعرّبة من (التَّعَرُّب)؛ أي: الداخلة في العرب والمتعلمة منهم النطق بالعربية. وكذلك معنى (التَّفَعُّل) في اللغة؛ يُقال: (تَنَزَّرَ الرجلُ) إذا دخل في قبيلة نِزَار، و(تَمَضَّرَ) إذا دخل في مضر"(06)

لماذا ترك اليَعَاربة حُكم ظَفار؟

- يقول الشَّيخُ عِيَسى الطَّائِيُّ: [(تَرَكُوْهَا مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِهِمْ؛ وَذَلِكَ أَنَّهُمْ رَأَوْا الدَّاخِلَ لَا يَفِيءُ بِالْخَارِجِ مِنَ الْمَصَارِيْفِ)]؛ وذلك راجع "لحقبة مريرة من الحُروب الأهلية، التي تركت آثارًا كبيرة على الوضع العُمانيّ في الداخل والخارج، فمع تعددِ القُوى المُتصارعة فقدت السلطة اليَعربيّة قيادتها المركزيّة القادرة على توحيد البلاد وإدارة شؤونها، فضلا عن تشتت القوة العسكرية إلى جيوش قَبَليّة لها ولاءات متعددة ومتضاربة؛ الأمر الذي قاد إلى الفوضى والاضطرابات"(07). وفي تعبير الشيخ عيسى الطائيّ بالفعل [(لَا يَفِيءُ)]، فيه إشارة إلى ضعف موارد الدولة المالية، التي أنهكتها الحروب الأهلية والصراعات السياسية. و(الفيء) ما يؤخذ من المال بلا قتال، وشاهده نقرأه في قول (كُليب بن ربيعة التَّغلبيّ):[ أَوْ تَرُدُّوا لَنَا الْإِتَاوَةَ، وَالْفَي/ ءَ، وَلَا نَجْعَلُ الْحُرُوبَ وَعِيْدَا(08)]. وقد كان من ولاة اليعاربة على ظَفار الشيخان(عامر بن محمد المعمري)، والشيخ (خلف بن أحمد بن عبدالله الرقيشي)، وهو شيخ عالم وفقيه، واسمه خلف بن أحمد بن عبدالله بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن بكر بن عثمان الرقيشيّ الإزكويّ من علماء القرن الحادي عشر شهد إمامة ناصر بن مرشد، وعمل واليا له على (الصّير)، و(قريات)، ويُقال: إنّه عمل واليا أيضًا على (ظفار) زمنَ الإمام (سلطان بن سيف)، ومن تُراثه الفكريّ المتداول؛ كتابه (مصباح الظلام شرح دعائم الإسلام) ويُقال: إنه لقي ربّه ما بين عامي 1090هـ و1104هـ). والفعل [(تَرَكُوْهَا)]، فعلٌ مُتعدٍ بمعنى أهملوها وتخلّوا عنها، وشاهده الشعريّ منسوب إلى جعفر السَّبيعيّ الهمدانيّ الذي يقول فيه:[لَئِنْ (يَتْرُكْ) بَنُو حَرْبٍ بْنِ وَدٍّ/ عَلَى قَتْلِ الْمُزَيْنِ وَالْعَرَارِ(09)]

***

نبذٌ من سيرة السيد محمد السقاف

- قال الشَّيخُ القاضِي عِيَسى الطَّائِيُّ: [(ثُمَّ صَارَتْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي مُلْكِ السَّيِّدِ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلِ السَّقَافِ؛)].

- [(السَّيِّدِ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلِ السَّقَافِ)]، بعد سقوط حكم آل كثير، وظهور نفوذ إمام اليمن إسماعيل بن القاسم في ظفار في القرن 17م، واتخاذه وُلاةً من (الكثريين) على ظَفار؛ غير أنّ "نفوذ هذه الإمامة بدأ في التلاشي وغربت شمسه سراعًا، وطفت بعده على السطح صراعات قبلية، وأصبح منصب حاكم ظفار شاغرًا، فتقدّم (المهرة) وصعَّدوا سعيد بن عمر الطوعري إلى سُدّة الحكم فيها، إلا أنّه يلبث قليلا حتى أطاحت بها الصراعات التنافسية على ملء الفراغ بين القبائل، وظلت الحياة السياسية بين مد وجزر إلى أن ظهر السيد محمد بن عقيل السقاف سنة 1806م، واتخذ من ظفار عاصمة له ليستمر حكمه حتى عام 1829م"(10) و[(السَّيِّدِ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلِ السَّقَافِ)]؛ "هو السيد الشريف محمد بن عقيل بن عبد الله بن عقيل بن عبد الله بن أبي بكر بن علي بن عقيل بن عبد الله بن أبي بكر بن علويّ بن أحمد ابن الشيخ أبي بكر السكران بن عبد الرحمن السقاف. وُلِدَ بـ(ظفار)، وبها مات مقتولا سنة (1238هـ)، وقيل في كتاب (شجرة القبائل اليمنية): كان ذا ثروة عظيمة، وهِمّة عليّة، تولى جهة (مرباط)، و(ظفار)، وأقام فيها سنتين، يعزل ويولي، ثم قُتل ظلمًا"(11)، والفعل(صار): فعل ناقص يدلُّ على التحوُّلِ والانتقال من حالٍ إلى حال، وإشارة إلى تحوّل حُكم ظفار إليه، حيث صارت في (ملكه) وشاهد هذا الفعل من كلام العرب نقرأه عند كُليب التغلبيّ:[ وَصِرْتُمْ يَا بَنِي أَسَدٍ وَأَنْتُمْ/ لِإِخْوِتِكُمْ هُبِلْتُمْ خَائِنِيْنَا(12)]. وأمّا قوله:(مُلْك)، فإنّ معناه: كُلُّ ما يُحَازُ ويُتَصَرَّفُ فيه، ومعناه أيضا: المُلْكُ والسُّلْطان، وجاء فيه شعر منسوب إلى مالك بن فهم الأزديّ:[ ثَأَرْنَا الْمُلْكَ يَوْمَ بَنِي قِيَادٍ/ وَبَهْمَنَ وَالْمَنَايَا فِي العِيَانِ(13)]

***

لماذا كان السقاف كثير العبيد؟

قال الشَّيخُ القاضِي عِيَسى الطَّائِيُّ: [(وَكَانَ هَذَا السَّيِّدُ كَثِيْرَ الْعَبِيْدِ وَالْمَوَاشِي، وَعَمَّرَ زَمَنًا طَوِيْلًا)]

ويرجع تكثير السيد محمد بن عقيل السقاف من العبيد تحت يده وملك يمينه لعدة أسباب، يأتي في مقدمتها أنه بعد إفلاته من مطاردة القوى الاستعمارية التي ناهض وجودها في مطلع حياته استقرّ في ظفار ووجّه اهتمامه إلى الزراعة والتجارة لتحسين أحوال البلاد، وهذه الأنشطة كانت تحتاج إلى الكثير من العُمّال، ثم إنّه زاد من عدد حرسه الخاص فبلغ عددهم زهاء 1000 رجل بشهادة (هينز) الذي يقول: "إن السيد عقيل كان تقيا ورعًا وكان يحظى باحترام الجميع لرقته ونزاهته، وأنّ تجارة البلاد وسكانها قد تطورت وزادت خلال عهده"(14) حيث "كان الرقيق بضاعة ضرورية لابد منها لأهل المال تُدر عليهم الأرباح؛ فهم آلات ذلك الزمان، ومصدر من مصادر الثروة، كما إنهم سلاح يُستخدَم للدفاع عن السادة الأثرياء في السلم والحرب"(15)، أمّا عن سبب كثرتهم في ملك سادتهم فيرجع إلى أنّ كثيرا من "العتقاء أظهروا إخلاصا وامتنانًا لسادتهم حتى إنهم استمروا في خدمتهم لعدة أعوام لكونهم فقراء، وهناك عبيد لم يستحبوا العتق، لحسن معاملة سادتهم، وهناك عبيد أعتقوا عير أنهم عادوا وطلبوا إعادتهم للعبودية"(16). وفي قول الطائيّ - [(كثير الْمَوَاشِي)] دلالة على ثرائه وكثرة أنشطته التجارية وتنوّعها، و"كان للسيد محمد بن عقيل السقاف تجارة كبيرة، ومراكب تسير إلى سواحل أفريقيا الشرقية، وجاوة، والهند"(17). و(المواشي) جمع مفردُهُ (ماشية) وهو "اسْمٌ يَصْدُقُ على جَمِيعِ الأَمْوالِ النّامِيَةِ التي تَرْعى ويَتَّخِذُها الإِنسانُ لِنَفْسِهِ مِن الإِبِلِ والبَقَرِ والغَنَمِ، وأَكْثَرُ ما يُسْتَعْمَلُ في الغَنَمِ. ويُطْلَق ويُرادُ بِه: الإِبِلُ والبَقَرُ، ويَدْخُلُ فيه الجامُوسُ، والغَنَمُ ويَدْخُلُ فيه الماعِزِ، والخَيْلُ. ويُطلَق ويُراد به: جَمِيعُ الحَيَواناتِ التي يُحْتَفظُ بها وتُرَبَّى في المَزْرَعَة"(18)، و[(عَمَّرَ زَمَنًا طَوِيْلًا)]، قد "ظل السيد محمد بن عقيل السقاف حتى أواخر أيامه يحكم إقليم ظفار حكما قويا معتدلا أكثر من خمسة وعشرين عاما"(19)، وارتبط بعلاقات وثيقة مع العُثمانيين، وحصل على (فرمان) من السلطان العُثماني بتوليته حُكم ظفار عام(1804م)، واتصل بـ(محمد علي باشا الألبانيّ 1805) حاكم مصر، واستطاع أن يوطّد صداقة قوية مع السيد سعيد بن سلطان"(20)، و"في سنة 1829م قُتِل في مرباط، فأرسل السيد سعيد سلطان عُمان قوة للاستيلاء على (ظفار)، وتسليم السلطة إلى أخيه عبد الرحمن، الذي زهد في السُّلطة وعاد إلى مسقط رأسه في (مخا)(21)

***

الإنجليز وراء مقتل السَّيد السَّقّاف

قال الشَّيخُ القاضِي عِيَسى الطَّائِيُّ: [(فَقَتَلَهُ (أَعْرَابُ الْقُرَا) من (بِيْتُ قُطُن) فِي مَوْضِعٍ بِالْجَبَلِ - [(اِسْمُه (نحيز)].

وهناك أكثر من دليل يؤكد أنّ الإنجليز بوجه خاص، والقوى الاستعمارية في الشرق العربي بوجه عام كانوا وراء التحريض على تصفية [(السَّيِّدِ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلِ السَّقَافِ)]؛ وحَبْك كل الحِيَل الماكرة، ونسج خيوط الجريمة المُنظّمة، تحت عنوان (فَرِّق تَسُد) الذين يجيدونه بامتياز، وتوظيف الصراعات السياسية لقتله؛ بل كانوا حريصين على أن تبدو الجريمة (تنافسًا) قَبَليًا، والنفخ في رماد الخلافات العائلية والمنافسات التجاريّة، لإثارة الضغائن ضده، والتخلص منه بطريقة لا تثير حفيظة المجتمع الظَفاري ضدهم، من أجل القضاء دوره المناهض والثوريّ في مقاومة نفوذ شركة الهند الشرقية الذراع الاستعماري لبريطانيا، وصولاته في التصدي للاحتلال الغربيّ في المنطقة في (صورته الفرنسيّة) تارةً بمناهضة الحملة الفرنسية على مصر؛ حيث " توجّه أخوه عبد الرحمن مع نفر من آل السقاف، وشاركوا حُكام مصر المماليك في العمليات العسكرية ضد الجنود الفرنسيين بصعيد مصر"(22)، وتارة أخرى في صورته (الإنجليزية)، وتوابعها من الهولنديين وغيرهم. ونسوق هنا العديد من المعطيات التي تؤكد ضلوع الإنجليز في محاولة تلويث سمعته، وتحريضهم على اغتياله؛ فأما المُعْطى الأول: توظيفه للقباطنة الفرنسيين للإبحار بسفنه التجارية في وقت كان الإنجليز يحاولون عبر شركة الهند الشرقية (الاستعمارية) احتكار النشاط التجاري في الخليج فضلا عن مخافتهم من أن يكون السيد محمد بن عقيل السقّاف مدخلا للنفوذ الفرنسي في المنطقة، حيث "توجّه إلى جزر موريشيوس، وعاد منها في شهر أغسطس سنة 1805م، ومعه سفينتان هما: (بنجوين)، و(بيجوه)، وكانت الأخيرة سفينة فرنسية غنمها الفرنسيون من الإنجليز واستولوا عليها، وقد حمّلها السيد محمد بن عقيل بالذخيرة والأسلحة"(23)، لاستعمالها في تدعيم قدرات قواته العسكرية التي أضحت تشكل خطرا على الأساطيل الاستعمارية التي تجوب الخليج، والمُعْطى الثاني: المسارعة بتقليص النفوذ التجاريّ للسيد محمد بن عقيل السقاف الذي كان آخذا في الاتساع بداية من سواحل ظفار وصولا إلى القرن الأفريقي انتهاءً إلى جنوب البحر الأحمر عبر أسطوله البحريّ. والمُعْطى الثالث: شراء السقَّاف أو استئجار جزيرة (كمران جنوبي البحر الأحمر)، وتشييده العديد من التحصينات والمخازن التجارية و(العسكرية) فيها، مما أثار حفيظة القوى البريطانية التي خشيت من اتساع مساحة المقاومة الخليجية/العُمانية لها واتخاذ الجزيرة مُنطلقًا في قرصنة ومصادرة حركة الأساطيل الاستعمارية، و"رغبة في الحيلولة دون سيطرة السيد محمد بن عقيل السقاف على (جزيرة كمران) لصالح الفرنسيين– وهي ذريعة بريطانية-، استدعت بريطانيا الطّرّادين البريطانيين (مونتجتون)، و(ترينت) من الهند، لِتَعقّب السيد السقاف والقبض عليه، إلا أنه تمكّن من الإفلات" والوصول إلى ظفار والاستقرار فيها بفرمان من الباب العالي في اسطنبول(24). والمُعطى الرابع: تمكّن السيد محمد بن عقيل السقاف من إقامة علاقات تعاون وجوار متينة مع أغلب سلاطين وحكّام والمشيخات على جانبي ضفتي الخليج؛ مما أثار حفيظة القوات البريطانية ضدّه. والمُعطى الخامس: وهو القشة التي قصمت ظهر البعير تمثلت بقيام (بارجة بريطانية) بإنزال جنودها على (جزيرة كمران)، وتحطيمهم التحصينات ومخازن المؤن التابعة لسيد محمد بن عقيل السقاف، وطرد عُمّاله منها؛ فأعطى السقّاف الأوامر لقباطنة سفنه بمطاردة البارجة الإنجليزية، وفي طريقهم استولى عُمّاله على السفينة الأمريكية "إيسيكس أوف سالم"(25)؛ وقتلوا من كانوا على متنها ومنهم: مستر كارتر الإنجليزي، والقبطان (جوزيف أورن)؛ وأحدثوا مجزرة في بقية طاقم السفينة؛ وألقوا جثثهم في البحر، ثم إغرقوا السفينة"(26)،وصادروا 120.000دولارا أمريكيا(27)وكانت هذه الواقعة وراء وصف (لوريمر)، وغيره من المستشرقين الغربيين غير المُنصف والمتحيّز لجنسهم الأبيض والاستعماريّ للسيد محمد السقاف بـ(القرصان).

ما الفرق بين العرب والأعراب؟

- يقول الشيخ عيسى الطائي: [(فَقَتَلَهُ أَعْرَابُ الْقُرَا من بِيْتُ قُطُن)]؛ ذكرنا في أكثر من موضِع أنّ الشيخ الطائي رجلٌ عالم بفقه اللغة، ومُتبحِّر في صرفها ونحوها، ومجازها؛ لذا نجده هنا يوظّف كلمة (أعراب) في دلالتها ومعناها ومبناها، على خلاف ما رسخ في أذهان العوام من معانٍ سلبيّة عن تلكم اللفظة، فقد ذكر الشوكاني في (فتح القدير)، وابن الجزري في (النهاية في غريب الحديث والأثر) أنّ (الأعراب) هم ساكنو البادية من العرب الذين لايقيمون في الأمصار ولا يدخلونها إلا لحاجة. وقد قد ذكرنا في أكثر من موضع أن الشيخ عيسى الطائي كان عالما بفقه اللغة، ويعرف أين يضع اللفظة في موضع معناه، وتأتي لفظة (الْأَعْرَابُ)، لتشير إلى لطيفة لغوية تغيب عن أذهان العوام الذين يفهمون اللفظ على غير مقصوده: فالشيخ عيسى الطائي هنا قصد (الجنس) لا الكل؛ فقد وصف (قَتَلَة) السَّيِّدِ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلِ السَّقَافِ، بالأعراب لما يتسمون به من قساوة القلب، وهي سمة أضفتها الطبيعة الجبلية والصحراوية على سكّانها ولم ينسحب الوصف على العموم. كما في قوله تعالى:{وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا}؛ ولأن الأعراب ليسوا كلهم كذلك، فقد بين قوله: {وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ} [التوبة: 99](28)، و"الذي لا يفرق بين (العرب) و(الأعراب)، و(العربيّ) و(الأعرابيّ) رُبَّما تحامل على العرب بما يَتأوّله في هذه الآية من قوله تعالى: {الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا}[التوبة: 97]. وهو لايميز بين العرب والأعراب، ولا يجوز أن يقال للمهاجرين والأنصار أعراب إنما هم عرب لأنهم استوطنوا القرى العربية وسكنوا المدن سواء منهم الناشئ بالبدو ثم استوطن القرى والناشئ بمكة ثم هاجر إلى المدينة، فإن لحقت طائفة منهم بأهل البدو بعد هجرتهم واقتنوا نعما ورعوا مساقط الغيث بعد ما كانوا حاضرة أو مهاجرة قيل: قد تعربوا أي صاروا أعرابا بعد ما كانوا عربا، ولو أن قوما من الأعراب الذين يسكنون البادية حضروا القرى العربية وغيرها وتناءوا معهم فيها، سموا عربا ولم يسموا أعرابا"(29)

السقّاف يُصاهر الحكلي في جبال قُرا

- يقول الشيخ عيسى الطائي: [(أعراب الْقُرَا من بِيْتُ قُطُن (الْقَرَا)]، و(القُرا) ليست قبيلة بل اسم الجبل الأكبر من حيث المساحة في ظفار من ضمن ثلاثة جبال، أعلاها (سمحان)، ثم (القمر). وقد ذكر د.جواد علي في كتابه (المفصل تاريخ العرب قبل الإسلام) ظفار، وقال: بها جبال "قرا"(نقله عن Hugh Scott, P., 147 i`h hglw]v)، ومنحدراتها أرجوانية، وقد تفتتت الصخور الحُمر فيها، فأكسبت الأودية والسهول الحُمْرة، وتوجد بها نُهيرات وعيون كثيرة، وتسكنها قبائل (الحكلي)، نسبة إلى "(حكلي بن الأبيود بن مالك الصدف بن مرتع بن معاوية بن كندة وهي من قبائل كهلان بن سبا من قحطان)، يعود أصل نسبهم إلى قبيلة (كندة العربية)، وتفرعوا منها إلى ثلاثة أفخاذ؛ وهم: (آل عمر) ومنهم العمري وبني عون العوائد، و(آل الباقي)، ومنهم باقي ودعكون وآل سلم: ومنهم المعشني وكشوب وتبوك وجعبوب وبني سعيد وقطن وجشعول وشماس وحاردان وعلي بن عيسى وعكعاك وبني جومع"(30) و(بِيْتُ قُطُن) أحد فروع الحكلي، وهم أصهار [(السَّيِّدِ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلِ السَّقَافِ)]، وكان قد تزوج منها الفاضلة (سلطانة بنت سعيد بن بحور بن قطن)، وهم من (بني محاديتا) من قبائل سَلم بن عَمرو، من ولد قطن بن قطن بن تمان بن محاديتا بن سلم بن سلم بن عمرو (الحكلي). التي تسكن جبال ظفار والسهول المحاذية لها ويتمركزون بوادي نحيز بجبال ظفار الوسطى.

موضع مقتل السَّيد السقّاف

- [(فِي مَوْضِعٍ بِالْجَبَلِ اِسْمُه (نحيز)] قُتِل السقاف بوادي (نحيز) بمنطقة (حجيف) على مسافة 12 كيلو مترا من ولاية صلالة، وفي هذا الوادي يقع كهف (صحور)، وتنتشر فيه الأشجار الغاباويّة الوارفة الطويلة نسبيًّا وكثيفة الظلال، وتهبط في هذا الوادي العديد من الطيور المهاجرة؛ من أهمها: طيور (الرفراف رمادي الرأس) و(الحباك)، و(البومة النسارية العربية). ويُقال: إنّ السيد محمد السقاف جلس قُبَيل واقعة اغتياله في (نحيز) بصحبة رفيقيه (مسلم بن سعيد بن بحور وبن صمديد الكثيريّ) تحت شجرة تُعرف في الدارجة اليمنية بـ(العَلْب) وهي شجرة دائمة الخُضرة، من فصيلة أشجار (السِّدْر/النَّبْق) ويسميها البعض بـ(شوك المسيح) وجذوعها متينة ويصل ارتفاعها في أقصاه ما بين 10 إلى 12 مترا.

***

لماذا ذهبَ السقّاف إلى وادي (نحيز)؟

قال الشَّيخُ القاضِي عِيَسى الطَّائِيُّ: [(قَصَدَ الْجَبَلَ؛ لِيَقْطَعَ حَطَبًا مِنْهُ يُرِيْدُهُ لِبِنَاءِ قَصْرِهِ، فَانْفَرَدَ عَنْ أَعْوَانِهِ، فَانْتَهَزَ الْأَعْرَابُ مِنْهُ فُرْصَةً فَقَتَلُوْهُ)].

- يقول الشيخ عيسى الطائي: [(قَصَدَ الْجَبَلَ لِيَقْطَعَ حَطَبًا مِنْهُ يُرِيْدُهُ لِبِنَاءِ قَصْرِهِ)] والمعنى أنّ السيد محمد بن عقيل السقاف كان يستطلع عمليات قطع وجمع وتجهيز الأخشاب من جبال (القُرا) المُطلة على وادي (نحيز) لاستخدامها في تشييد وبناء (حصن مرباط)، ثم توّجَّه في رحلة خلوية داخل الوادي على ظهر الخيول رافقه فيها صهره (مسلم بن سعيد بن بحور) وصديقه (بن صمديد الكثيريّ)، وبعض العبيد من حُراسه، وحين وصلوا إلى وادي (نحيز)، ومع دخول الليل حطوا رحالهم في موضع يسمى (أيعر) حيث مجمع العيون المائية (عين جندنود)، (عين أخثيام)، و(بير الهندوان)، (عين أعامنوت) والتي تتشكل جداولَ وأنهارا على امتداد وادي(نحيز)، لِتَصبَّ مياهها الجارية في (دهق أيعر)، ثم تشكل شلالات بهية المناظر. والمقصود [(بقصره)]: (حصن مرباط)، و"تذكر المصادر التاريخية أن السيد محمد بن عقيل السقاف هو الذي أمر بتشييد حصن مرباط سنة (1220هـ - 1806م)، ويتكون الحصن من دورين اثنين: الدول الأول يشمل (برزة/قاعة تجمّع)، وسجنا ومخازن، وأسلحة وأطعمة. ويتكوّن الدور الثاني من قسمين: الجنوبيّ سكنًا لعائلة الوالي، والشماليّ سكنًا للجنود)"(31)

كيف قُتِلَ السيد محمد بن عقيل السقاف؟

- يقول الشيخ عيسى الطائي: [(فَانْفَرَدَ عَنْ أَعْوَانِهِ)] فلمّا نزل السيد محمد بن عقيل السقاف بمنطقة من وادي (نحيز) في مكانٍ يُسمّى (أوطح)، وهو سهل منبسط تكثر فيه (أشجار السِّدر العالية)، وتحوطه مساكن قبائل (آل الحكلي)، ثم افترش العشب بصحبة رفيقيه(مسلم بن سعيد بن بحور وبن صمديد)، وكان (أعوانه الخُدام) ساعتها غافلين ومنشغلين بترتيب متاعهم وربط الخيول".[(فَانْتَهَزَ الْأَعْرَابُ مِنْهُ فُرْصَةً فَقَتَلُوْهُ)] ، وتقول الرواية المتداولة، "إن(سالم بن عرموم بن الشوري من آل قطن) هجم بالسيف على محمد بن عقيل وضربه ثلاث ضربات بالغة، ثم هجم بقية من كان مع بن عرموم على الخيول فقطعوا عليها الحبال حتى لايتمكن القوم من الهرب، واندلعت المعركة بين مسلم بن سعيد بن بحور وبيت عرموم حيث لحق (ابن بحور) بالمهاجمين وقتل بن عرموم، ثم ولى من كانوا مع القاتل هاربين. إذ لم يكن في العرف القبلي أي خيار أمام (ابن بحور) سواء الثأر لصهره ورفيقه الذي قتل أمام عينه وإن كان القاتل من عصبته. بعدها حمل بن بحور ومن كان معه محمد بن عقيل ململمين جراحه على الخيول عائدين إلى صلالة حيث توفى محمد بن عقيل - كما تقول الرواية - متأثرا بجراحه في اليوم الثاني"(32) ودفن في (مقبرة عفيف) بمدينة صلالة.

قوات السيد سعيد تضبط أوضاع ظَفار

واشتعلت نيران الفتنة القبلية التي أوقدتها يد القوى الاستعمارية ونسجتها من خلف ظهرانيّ القوم كما هو عادتهم في كل زمان ومكان، ولم تخمد جذوتها إلا بعد 30 سنة من الصراعات التي نفثها المستعمر في نفوس أهل ظفار.وبعد مقتل السيد محمد بن عقيل السقاف أمير ظفار إثر بعض الأحداث الداخلية بـ"يد (سالم بن عرموم بن الشوري من آل قطن)(33) تدخلت قوات السيد سعيد بن سلطان (١٨٠٦ – ١٨٥٦م) لضبط الأوضاع غير المستقرة فيها، "وقد عرض السيد سعيد على عبد الرحمن شقيق محمد بن عقيل السقاف ولاية ظفار من قبله لكنه رفض ذلك، وفي رواية أخرى أن عبد الرحمن السقاف هو الذي اقترح ذلك على السيد سعيد، وبعد مدة قصيرة انسحبت القوة من ظفار للحاجة إليها في شرقي أفريقيا، وبحسب الوثائق المحلية فإن حامية عسكرية كانت موجودة في مرباط سنة ١٨٣٢م تَبِعَت الإِمْرة العامة للسيد حماد بن أحمد السمار البوسعيدي القائد العام لقوات السيد سعيد بن سلطان في شرقي أفريقيا"(34)

يتبع...

المراجع والإحالات:

([01]) الإمامة والصراع على السلطة أواخر دولة اليعاربة، سيف المسكريّ، ط1، بيت الغشام للنشر والترجمة، مسقط، 2015م، ص: 5

([02]) كتاب الفتوح، ابنُ أعْثم الكوفيّ(ت،314هـ)، تحقيق: علي شيري، دار الأضواء، بيروا، ط1، 1991م، 2/405

([03]) الشعراء الجاهليون الأوائل، تحقيق: عادل الفريجات، دار المشرق، بيروت، ط2، 2008م، ص: 128

([04]) الشاعر نفسه، والمرجع نفسه، ص: 176

([05]) أبو المنذر سلمة بن مسلم بن إبراهيم الصحاري العوتبي (العُمَاني الإباضي) نسبة الى عَوْتَب وهي منطقة في صُحار كانت تسمى في القديم: عوتب الخيام (ت ٥١١هـ)

([06]) الأنساب، العوتبي الصحاريّ، تحقيق: محمد إحسان النص، ط4، ج1، 2006م، ص ص: 108، 109، وانظر: الطبري: 1/207

([07]) المرجع السابق، الإمامة والصراع على السلطة أواخر دولة اليعاربة، سيف المسكريّ،ص: 126، وانظر: قيام حكم سلالة اليعاربة وانهياره في عُمان، غانم العجيلي، رسالة علمية، معهد البحوث والدراسات العربية، القاهرة، 1978م، ص: 113

([08]) ديوان مهلهل بن ربيعة التغلبيّ، شرح وتقديم: طلال حرب، الدار العالمية، القاهرة، د.ت، 97

([09]) شعر همدان وأخبارها في الجاهلية والإسلام، جمع وتحقيق ودراسة: حسن عيسى أبو ياسين، دار العلوم، الرياض، ط1، 1983م، ص: 246

([10) صفحات من تاريخ المهرة، أحمد سعيد مقدم، ط1، مكتبة دار الفتح، سوريا، 2001م، ص: 424

([11]) إدام القوت في ذكر بلدان حضرموت، السيد عبد الرحمن بن عُبيد السقاف، دار المنهاج، ط1، سنة 2005م، ص: 239

([12]) شعراء تغلب في الجاهلية وأخبارهم وأشعارهم، صنعة: علي أبوزيد، المجلس الوطنيّ للثقافة والفنون والآداب، الكويت، ط1، 2000م، 2/133

([13]) شعراء عمان في الجاهلية وصدر الإسلام، جمع وتحقيق: أحمد محمد عبيد، المجمع الثقافي، أبو ظبي، 2000م، ص: 85

([14]) الخليج بلدانه وقبائله، س.ب.، مايلز، ترجمة: محمد أمين عبد الله، ط2، وزارة التراث والثقافة، سلطنة عُمان، ص: 361

([15]) الرق في الجاهلية والإسلام، إبراهيم محمد حسن، ج50، 51، السعودية، مجلة الجامعة الإسلامية، المدينة المنورة [د.ت]

([16]) الرقيق في سلطنة عُمان وزنجبار من خلال الوثائق، د. مسعود محمد أبوسالم، جامعة المنصورة/ وانظر: لوامع الأنوار البهية، أبو العون محمد السفاريني، ط2، ج2، مؤسسة الخافقين، دمشق، 1982، ص: 423

([17]) المرجع السابق، إدام القوت في ذكر بلدان حضرموت، ص: 239

([18]) الموسوعة الفقهية الكويتية: 31/ 36، التعريفات الفقهية : (ص 191)، لسان العرب : (15/282)

([19]) دليل الخليج، القسم التاريخيّ، الجزء الثاني، ج.ج.، طبعة منقحة أعدها قسم الترجمة بمكتب صاحب السمو أمير دولة قطر، أواخر القرن العشرين، ص: 897

([20]) المكانة التاريخية لولاية مرباط، سعيد بن خالد بن أحمد العمري، كتاب ندوة مرباط عبر التاريخ، ط1، 2012م، ص: 110

([21]) المرجع السابق، الخليج بلدانه وقبائله، ص: 361

([22]) المرجع نفسه، ص: 359

([23]) المرجع نفسه، ص: 360

([24]) الخليج بلدانه وقبائله، س.ب.، مايلز، ص: 360

([25]) وثائق "قرصنة سيد محمد عقيل للسفينة الأمريكية "إيسيكس" وقتل طاقمها في البحر الأحمر في سنة ١٨٠٦" مكتبة قطر الرقمية، "سياسي رقم ٣٠، موسم ١٨١٤\١٨١٥، المسوّدة ٢٠"

([26]) وثائق محاولات الفرنسيين للاستحواذ على جزيرة كمران في البحر الأحمرسياسي رقم ٧، موسم ١٨٠٨\١٨٠٩، مسودة ١٧٨، فقرة ٢٠"؛ "مكتب المفتش، يوليو ١٨٠٨". مكتبة قطر الرقمية، مجلد رقم 257

([27]) الخليج بلدانه وقبائله، س.ب.، مايلز، ص: 360

([28]) إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم، أبو السعود العمادي، دار إحياء التراث، ج4، ص: 96

([29]) تهذيب اللغة، أبو منصور الأزهريّ(ت370ه)، تحقيق: محمد عوض مرعب، ط1، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 2002م، ص: 218

([30]) تاريخ حضرموت، صلاح البكري، ج2، مكتبة الصنعاني، 1956، ص:99، وانظر: جوهر، محمد باحنان ، ص 145، وراجع: دليل الخليج، ج.ج لوريمر ، ص 899، وطالع: المجتمع والسياسة في الجزيرة العربية ، فريد هاليداي، ص 252، والجزء الثاني من الإكليل للهمداني

([31]) المعالم الأثرية لولاية مرباط، محمد بن مستهيل الشحري، كتاب ندوة مرباط عبر التاريخ، ط1، 2012م، ص: 295

([32]) مقتل حاكم اقليم ظفار السيد محمد بن عقيل السقاف في موقعة وادي نحيز المصادر: كتاب (قالوا عن ظفار) للكاتب عبدالله صواخرون/منتدى الأشراف/ كتابات المستشرقين عن جنوب الجزيرة/ الروايات المحلية في ظفار/ منتدى سبلة عُمان/ شبوه برس، 2017، https://www.shabwaah-press.info/news/46257

([33]) المكانة التاريخية لولاية مرباط، سعيد بن خالد العمري، كتاب مرباط في التاريخ، ط1، 2012م، ص: 110

([34]) في ظفار: أحداث وتواريخ منذ السيد سعيد بن سلطان حتى جلالة السلطان هيثم، سعيد بن خالد بن أحمد العمري، صحيفة أثير الإلكترونية، أبريل 2021، https://www.atheer.om/archive/536079/

 

([[1]]) الإمامة والصراع على السلطة أواخر دولة اليعاربة، سيف المسكريّ، ط1، بيت الغشام للنشر والترجمة، مسقط، 2015م، ص: 5

([[2]]) كتاب الفتوح، ابنُ أعْثم الكوفيّ(ت،314هـ)، تحقيق: علي شيري، دار الأضواء، بيروا، ط1، 1991م، 2/405

الأكثر قراءة