انقسامات عميقة في إسرائيل!.. دعوات للعصيان المدني وشل الاقتصاد وتوسيع دائرة الاحتجاجات بسبب فشل حكومة نتنياهو

 

مظاهرات عارمة تطالب بالتوصل إلى صفقة واستعادة الأسرى

توقف خدمات النقل والصحة في العديد من المناطق

إغلاق المتاجر والشركات استجابة للإضراب

توقف بعض الخدمات في مطار بن جوريون بتل أبيب

إضراب جزئي في ميناء حيفا والمستشفيات وكلّي في البنوك

محكمة العمل تقضي بإنهاء الإضراب العام باعتباره سياسيا

باراك يطالب ببدء العصيان المدني وإضراب بالحكم المحلي

الرؤية- غرفة الأخبار

 

تصاعدت مشاعر الغضب والسخط الشعبي الإسرائيلي ضد حكومة بنيامين نتنياهو، بسبب الفشل والإخفاق العسكري بالبحث عن الأسرى وإعادتهم وهم على قيد الحياة، لتتعالى الدعوات التي رفعها رئيس الوزراء السابق إيهود باراك، للعصيان المدني وشل الاقتصاد وإضراب بالحكم المحلي إلى جانب توسيع دائرة الاحتجاجات لتعم جميع أنحاء البلاد.

وخرج محتجون إسرائيليون إلى الشوارع لليوم الثاني، الإثنين، تلبية لدعوة أكبر اتحاد عمالي للإضراب العام بهدف الضغط على حكومة الاحتلال من أجل التوصل لاتفاق لإعادة الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، وذلك بعد العثور على جثث ستة منهم في غزة.

وبدأ الإضراب الساعة السادسة من صباح الإثنين، إذ توقفت خدمات النقل والصحة في عدة مناطق إسرائيلية كما أغلقت العديد من المتاجر والشركات أبوابها استجابة لإضراب دعا إليه رئيس اتحاد نقابات العمال "الهستدروت" الذي يمثل مئات الآلاف من العاملين.

وتوقفت بعض الخدمات في مطار بن جوريون الرئيسي في إسرائيل صباح الإثنين لكنه كان يستقبل الرحلات القادمة، كما توقفت خدمات الحافلات والقطار الخفيف في العديد من المناطق أو واصلت العمل على نحو جزئي، كما أضرب العاملون في ميناء حيفا الرئيسي في إسرائيل.

ودخلت المستشفيات في إضراب جزئي وأضربت البنوك عن العمل كليا، في حين عملت العديد من شركات القطاع الخاص على نحو طبيعي.

وتبنى دعوة الإضراب أيضا العديد من مجموعات أصحاب العمل منها رابطة المصنعين الإسرائيليين وقطاع التكنولوجيا المتقدمة، وسمح العديد من أصحاب العمل لموظفيهم بالانضمام إلى الإضراب مما أدى إلى تعطل العديد من الخدمات.

ويأتي الإضراب بعد أشهر من احتجاجات عائلات تمثل بعض الرهائن ليؤكد وجود انقسامات عميقة في إسرائيل حول النهج الذي يتبناه نتنياهو في مفاوضات وقف إطلاق النار.

وأثارت استعادة جثث الأسرى صدمة كبيرة في إسرائيل دفعت ما لا يقل عن نصف مليون شخص، الأحد، إلى النزول إلى الشوارع في القدس وتل أبيب للاحتجاج.

ويطالب المتظاهرون رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتوصل إلى اتفاق مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" لوقف إطلاق النَّار وإعادة الأسرى المتبقين.

وتجمع الآلاف مجددا أمس الإثنين في تل أبيب ملوحين بالأعلام الإسرائيلية أو حاملين صور الرهائن المتبقين وعددهم مئة وواحد.

وبعد تدخل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، قضت محكمة العمل في تل أبيب بضرورة إنهاء الإضراب العام عند الساعة الثانية والنصف ظهرا بالتوقيت المحلي، قائلة إن الإضراب سياسي إلى حد بعيد وليس له أساس اقتصادي. وقبل الهستدروت الحكم.

وبعد يوم من تعليق وصف فيه الإضراب بأنه "صرخة من أجل استعادة الرهائن"، قال أرنون بار دافيد رئيس الهستدروت: "نحن نعيش في دولة قانون ونحترم قرار المحكمة، لذلك أطلب من الجميع العودة إلى العمل في الساعة الثانية والنصف بعد الظهر".

ورغم ضغط وزير الدفاع الإسرائيلي وجنرالات كبار في الجيش ومسؤولي الاستخبارات، يصر نتنياهو على إبقاء قوات إسرائيلية في مناطق رئيسية في قطاع غزة بعد وقف إطلاق النار. وترفض حماس أي وجود إسرائيلي.

من جهته، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الإضراب الذي نفذه الاتحاد العام لعمال إسرائيل (الهستدروت)، بأنه "عرض مشين لدعم حركة حماس وزعيمها يحيى السنوار"، وفقاً لاقتباسات مسربة من اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي.

وقال نتنياهو للوزراء إن الإضراب "عار. هذا يعني أن نقول للسنوار: لقد قتلتم ستة؛ وها نحن هنا ندعمكم"، في إشارة إلى جثث الرهائن الستة التي استعادها جيش الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة، الأحد، وفقاً لما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.

ويؤكد محللون أن هذا الإضراب يعتبر تطورا مهما في موقف المجتمع الإسرائيلي تجاه الحرب، مع تفكك الإجماع السابق.

وقال الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى: "الإجماع الذي كان حول هذه الحرب بدأ يتفكك، وهناك انقسام عميق داخل المجتمع الإسرائيلي، وهذا التحول قد يؤدي إلى ظهور الخلافات القديمة إلى السطح مثل الانقسامات بين اليمين واليسار".

 

تعليق عبر الفيس بوك