الأحد المقبل

 

 

خليفة بن عبيد المشايخي

khalifaalmashayiki@gmail.com

 

 

تتجه أنظار سكان السلطنة إلى يوم الأحد المقبل على أنه سيكون يومًا استثنائيًا حافلا بعودة أبنائنا الطلبة إلى مدارسهم بعد انقطاع دام مدة لا بأس بها، استعاد فيها الطلبة نشاطهم وحماسهم، وولجوا فيها إلى الراحة التي تنوعت في أشكالها ونمطها وطبيعتها، فهناك من سافر، وهناك من تعلم، وهناك من تطوع وهناك من بقي مكانه لم يبرحه.

وإذا كانت عودة أبنائنا الطلبة إلى مدارسهم هذا العام مختلفة عما سبقه من الأعوام الماضية بحكم تجدد المناشط والمواد والمناهج والمدارس والمعلمين، وبقاء الحروب والتجويع والتشريد والظلم هنا وهناك ومعاناة الشعب الفلسطيني منذ أشهر، وكذا الحال في السودان الشقيق. فإن الأمل معقود على أن يكون هذا العام الدراسي متميزاً في استفادة الطلبة منه أيما استفادة، وفي البرامج التعليمية والنظم والطرق التي ستتبع في هذا المجال، تربية وتدريساً، راجين أن تكون التحديات التي كانت موجودة في الأعوام السابقة انتهت وولت وعولجت ووجد لها البديل والحل الناجع.

الأحد المقبل سيكون مختلفاً عن كل أحد مرَّ طوال الستين يوماً الماضية، فمدارسنا ستستقبل أعدادا كبيرة من الطلاب الجدد وغيرهم الذين انتقلوا إلى الصفوف العليا. يأتي هذا العام الدراسي 2024/ 2025 ولا زالت الدراسة المسائية مستمرة في بعض المدارس، ولا نعلم متى سينتهي نظام التعليم المسائي، ليكون جميعه صباحيًا، وطبعا ذلك مرهون بوجود مدارس حديثة تستوعب سنويا الأعداد المهولة من الطلاب.

يوم الأحد المقبل بإذن الله تعالى يتوجه أبناؤنا نحو مدارسهم وهم محملين بأماني وطموحات مختلفة، وبهم الشوق للعودة للدراسة والالتقاء بأصدقائهم والتواجد في مدارسهم الجديدة، فهل هذا الحماس سيخفت وستعود بيئات المدارس غير محفزة وغير جاذبة للطلاب، وإن كانت ستكون كذلك، فما الأسباب يا ترى؟ لقد بذلت مختلف الأسر قبيل بدء هذا العام الدراسي الجديد، جهودا كبيرة في الوفاء بالمتطلبات والمستلزمات الدراسية لأبنائهم، كل ذلك من أجل أن ينعموا بقدر كبير من الارتياح والسعادة، والاستمرار في الدراسة بمعنويات عالية وبأريحية وأنفس قابلة للدراسة، مليئة بالحب للعلم والتعلم والمعلم.

إن المنظومة التعليمية والتربوية لا تحقق أهدافها إلا بتكاتف الجميع، انطلاقاً من البيت والأسرة فالمجتمع فالمدرسة، وعلى كل من هذه الأطراف القيام بواجبها خير قيام، ليتحقق النجاح والغاية المنشودة من التربية والتعليم. لقد شهد العام الدراسي الماضي عددًا من الحوادث وما نرجوه من الله العلي القدير، أن يكون هذا العام الدراسي الجديد، خالياً من المشاكل والشغب بين الطلاب، وحالات الاعتداء والعنف بينهم.

إن عمان بأسرها وحكومتها الرشيدة يتطلعون إلى أن تكون نتائج التعليم متحققة في نفوس النشء من خلال ما يتعلمونه ويتلقونه من المعلم؛ فالمعلم اليوم اختلف عن معلم الأمس، وطالب اليوم ليس ذاك الطالب الذي كان قبل سنوات.

المعلم يجب أن يكون قدوة في مدرسته وفي مجتمعه وفي حياته العامة والخاصة، قدوة في لبسه ومشيه وطرق وكيفية تدريسه وتعامله مع الطلاب، ونظرة الطلبة أو الطالبات لها، ولا يُخامرنا شك بأن المعلمين في مدارسنا عمانيين كانوا أو وافدين، لديهم الوعي والإدراك وهذا الفهم والحس والدراية ببواطن الأمور وظواهرها، وكل المعلومات المتعلقة بهذه المسألة، فهم بالتأكيد غير غافلين عنها. وفق الله الجميع لما فيه مصلحة عمان أرضًا وشعبًا وحكومة.

عام دراسي متميز وموفق، والى الأمام بإذن الله.

تعليق عبر الفيس بوك