تنمية الوعي الثقافي في مجتمعنا

 

ناصر بن حمد العبري

 

في عصر المعلومات والاتصالات، أصبح من السهل على الأفراد الوصول إلى كم هائل من المعلومات، ولكن في المُقابل، أصبح من السهل أيضًا نشر الشائعات والأخبار المضللة. الشعب العماني، المعروف بثقافته العالية ووعيه العميق، يواجه تحديات جديدة تتطلب منه الحذر والانتباه.

والمواطن العماني ليس فقط مثقفًا؛ بل هو أيضًا مطلع على ما يدور حوله من أحداث محلية ودولية. هذا الوعي يجعله قادرًا على التمييز بين الحقائق والأكاذيب، ولكنه في الوقت نفسه يجعله هدفًا للعديد من المروجين الذين يسعون لاستفزازه أو التأثير عليه بطرق غير مباشرة.

لقد شهدنا في الآونة الأخيرة تصاعدًا في نشاط ما يُعرف بـ"الذباب الإلكتروني"، وهو مجموعة من الحسابات الموجّهة لأغراض خبيثة، تهدف إلى نشر الفوضى وزرع الفتنة بين أفراد المجتمع. هؤلاء المروجون يستخدمون أساليب متعددة لاستفزاز المواطنين، سواء من خلال نشر الأخبار الكاذبة أو التحريض على الفتن.

لذلك.. من الضروري أن نكون جميعًا حذرين وأن نتجنب الانجرار خلف هذه الحملات المضللة. يجب علينا أن نتحلى بالوعي النقدي وأن نتأكد من مصادر المعلومات قبل تصديقها أو مشاركتها. إن تعزيز ثقافة التفكير النقدي والبحث عن الحقائق هو السبيل الوحيد لمواجهة هذه التحديات.

في النهاية.. يبقى الشعب العُماني مثالًا يُحتذى به في الوعي والثقافة، ويجب علينا جميعًا أن نعمل معًا لحماية هذا الوعي من محاولات التلاعب والتضليل؛ فالمجتمع المثقف هو مجتمع قوي، قادر على مواجهة التحديات وبناء مستقبل أفضل.