"المساحات الإنسانية" في غزة تتآكل.. ورحلات النزوح القسري مستمرة

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

 

◄ إسرائيل تواصل إجبار الفلسطينيين على النزوح أكثر من مرة

◄ 1.8 مليون فلسطيني يعيشون على 35 كم بنسبة 9.5% من مساحة القطاع

◄ "أونروا": مئات الآلاف يسكنون العراء دون أي مقومات للحياة

◄ انتشار الأمراض والأوبئة بسبب تكدس النازحين في مناطق صغيرة

"المناطق الإنسانية" لم تسلم من نيران الاحتلال

الرؤية- غرفة الأخبار

يتبع جيش الاحتلال منهجية ثابتة للتضييق على الفلسطينيين في قطاع غزة وإجبارهم على النزوح إلى مناطق غير قابلة للحياة يُسميها بـ"المناطق الإنسانية"، ليقوم بعد ذلك بتضييق مساحة هذه المناطق التي تؤوي مئات الآلاف من النازحين قسراً، إذ لم تعد تلك المساحات كافية لهذه الأعداد الكبيرة من النازحين.

وقال الدفاع المدني في غزة، إنِّه مع بداية الاجتياح الإسرائيلي البري لقطاع غزة مطلع نوفمبر 2023 الماضي، دفع الاحتلال مئات آلاف المواطنين المدنيين في شمال القطاع للنزوح إلى المناطق الجنوبية، بادعائه أنها مناطق "إنسانية آمنة"، وكانت مساحتها 230 كم مربع أي 63% من مساحة قطاع غزة، وتشمل أراضي زراعية ومرافق تجارية واقتصادية وخدمية تصل مساحتها إلى 120 كم مربع.

وأضاف في بيان رسمي، أمس، أنه في مطلع ديسمبر الماضي عند اجتياح جيش الاحتلال محافظة خان يونس، قلص الاحتلال الإسرائيلي هذه المناطق التى يدعي أنَّها "إنسانية آمنة"، لتصل إلى 140 كم مربع بما نسبته 38.3% من إجمالي مساحة القطاع، وتشمل مساحات زراعية ومرافق اقتصادية وتجارية وخدمية.

وفي مايو الماضي، عندما تم اجتياج محافظة رفح قلص الاحتلال الإسرائيلي المنطقة الإنسانية إلى 79 كم مربع أي ما نسبته 20% من مساحة القطاع، وبقيت أيضًا تشمل أراضي زراعية ومرافق خدمية وتجارية واقتصادية.

وزاد الاحتلال من تقليص المنطقة الإنسانية لتصل إلى 60 كم مربع في منتصف يونيو الماضي، أي ما نسبته 16.4% من إجمالي مساحة قطاع غزة، تشمل مساحات طرقات وشوارع وخدمات وحمامات زراعية ومقابر وغيرها من الأراضي التى لا يمكن ان تكون مناطق إيواء آمنة.

أما في منتصف يوليو الماضي، فقلص الاحتلال المنطقة التى يدعي أنها إنسانية آمنة إلى 48 كم مربع أي ما نسبته 13.15% من إجمالي مساحة قطاع غزة تتضمن أيضًا مساحات ومرافق خدماتية وتجارية واقتصادية، وخلال أغسطس 2024 الحالي قلص الاحتلال الإسرائيلي المناطق "الإنسانية" إلى 35 كم مربع بما يعادل 9.5% من إجمالي مساحة القطاع، شملت تقريبا 3.5% مساحات زراعية وخدمية وتجارية.

وعلى الرغم من صغر هذه المساحة، إلا أنها لم تسلم أيضًا من نيران الاحتلال الإسرائيلي، إذ وثقت عدسات الصحفيين في غزة استهداف النازحين في هذه المنطقة أكثر من مرة بالطائرات المسيرة والزوارق الحربية.

بدورها، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" من تقليص إسرائيل لما تطلق عليه "المساحة الإسنانية" في غزة، لافتة إلى أن هذا التقليص تسبب في إشاعة حالة من الخوف والذعر بين النازحين.

ووصف المتحدث الرسمي باسم الوكالة الأممية عدنان أبو حسنة، التقلص الذي تشهده المناطق الآمنة في غزة بالدراماتيكي، قائلا: "أيام سوداء يعيشها النازحون في قطاع غزة؛ فلا مكان على الإطلاق ليذهبوا إليه وينصبوا خيامهم فيه، ونحن نتحدث عن تسونامي بشري، لأننا أمام مئات الآلاف من الهائمين على وجوههم في الشوارع، يسكنون العراء الآن بلا أدنى مقومات الحياة، نتحدث عن مليون وثمانمئة ألف فلسطيني يعيشون في مساحة أقل من أربعين كيلو مترا مربعا".

وتحدث أبو حسنة لانعكاسات هذا الزحام الشديد على الحالة الصحية للنازحين، قائلا: "هذه بيئة خصبة تماماً لانتشار الأمراض المعدية كالتهاب الكبد الوبائي الذي ينتشر في قطاع غزة بمعدل ألف حالة أسبوعيا، وكذلك التهاب السحايا، وفيروس شلل الأطفال، فضلاً عن الأمراض الرئوية والمعوية".

وأكد المتحدث باسم الوكالة الأممية أن أي أوامر إخلاء جديدة يصدرها الجيش الإسرائيلي للنازحين تفاقم من مأساة هذا الوضع.

تعليق عبر الفيس بوك